من الأمور التي تجعل المرء محترماً ويكسب ود الناس وحبهم سواء في البيت أو في العمل أو في سائر حياته ما يقوم به من تصرفات جميلة وأخلاق حسنة في تعامله مع الناس فبتصرفه الحسن يكسب محبة الناس له وتدوم حياته بيسر وسهوله كبر الوالدين والعشرة الزوجية الحسنة والتعامل مع الناس تعاملاً حسناً فهانحن نرى من يتعامل معنا تعاملاً حسناً ينشرح له صدرنا ويأسر قلبنا ونمنحه كل ما عندنا بعكس ذلك من يكون تعامله فظاً فلا يجد من يحترمه من الناس بل ويصبح قلبه غير مرتاح بل قد تدوم حياته في هم وشقاء ولا يجد لذة السعادة.
|
قس ذلك على نفسك في تعاملك مع الآخرين فجرب مرة كن لطيف الكلام حسن التصرف مع أهلك أو مع غيرهم تراهم يقدرونك ويزداد حبك في قلبهم ومرة كن جلف الكلام فظ التصرف تجد عكس ذلك وقدر الذي تريد أتريد أن تكون كالأول أم كالآخر.
|
من أجل ذلك جعل الله للأخلاق الحسنة منزلة عظيمة ومنحها لخير عباده فلا تجد نبياً ولا صالحاً إلا وقد اتسمت فيه هذه الصفة فقال عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو أفضل خلقه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
|
ولا تكاد تجد امرأً مقبولاً ومحبوباً بين الناس إلا وقد تميز بهذه الصفة، فالأخلاق الحسنة ترفع أقواماً وتضع آخرين.
|
فيا من تميزت واتصفت بالأخلاق الحسنة أبشر فإن لك أجراً وتيسيراً في الدارين الدنيا والآخرة، ويا من تركت وتخليت عنها فاسلك لنفسك طريقاً مملوءً بالتوفيق والسعادة وراحة البال. وقد وردت أحاديث كثيرة عن خير البشر في علو هذه الصفة وما يجب أن يهتم بها المسلم منها:
|
قوله صلى الله عليه وسلم: (إن من أكمل المؤمنين إيماناً, أحسنهم أخلاقاً, وألطفهم بأهله). وقوله عليه الصلاة والسلام: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن, وإن الله يبغض الفاحش البذيء). وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً وإن من أبغضكم إليّ وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون قالوا يا رسول الله: فما المتفيهقون؟ قال المتكبرون).
|
فانظر أخي مدى اهتمام ديننا بالأخلاق الحسنة وماذا أعد لها من الأجر والثواب وذلك إن دل على شيء إنما يدل على تميز هذه الصفة ومكانتها الرفيعة. ليس فقط من حث على هذه الصفة ديننا بل تجد العقلاء من غير ديننا كذلك يحثون عليها وتجدهم ألزم بها لأنها تدل على رفعة الشخص وعلو مكانته. وقد تكلم الشعراء في هذه الصفة وأكثروا ومما قيل فيها:
|
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت |
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
فانظر إلى التشبيه اللطيف والجميل الذي جاء به الشاعر وصدق والله فإن رفعت الأمم وعزها بأخلاقها وذلك بيّن وواضح عبر التاريخ. إنك تجد في أي شخص له مكانته في المجتمع سواءً كان مديراً أو طبيباً أو ضابطاً أو غيرهم ولم يتحل بهذه الصفة تجده ناقصاً وقد تتأثر منزلته عندك بسببها. فلنعرف مكانة الأخلاق الحسنة ولنحرص على أن نكون ممن اتصفوا بهذه الصفة الحسنة لتعلو منزلتنا عند الله ثم عند خلقه.
|
|