Al Jazirah NewsPaper Monday  29/03/2010 G Issue 13696
الأثنين 13 ربيع الثاني 1431   العدد  13696
 
صفقة سياسية في إيران لإسقاط قائمة العراقية
زيارة الطالباني لإيران وإشكالية الانتماء للحضن النيروزي أم العربي؟

 

طهران - أحمد مصطفي

أثارت زيارة الرئيس العراقي جلال الطالباني لطهران ثمة إشكالات عميقة خاصة وإنها تأتي في وقت لم تحسم القوائم العراقية خيارها السياسي في تشكيل الحكومة العراقية بعد فوز قائمة العراقية بزعامة اياد علاوي؛ وإذا كانت التسريبات الإعلامية في طهران قد ذكرت عن (صفقة سياسية) طبخت بنيران إيرانية، لعقد تحالف كبير يضم قوائم الشيعة، إضافة إلى التحالف الكردستاني، لأجل نسف قائمة العراقية بزعامة علاوي، فإنّ تداعيات زيارة الطالباني لإيران وغيابه عن القمة العربية في ليبيا، قد تركت آثاراً سيئة على المستقبل السياسي للعراق في ظل تجاذبات إقليمية ودولية، ومساع إقليمية لتغيبيه عن الحضن العربي، والانتماء إلى الحضن النوروزي، وهو الحضن الذي تشرف عليه إيران.

والحقيقة إن تلك المخاوف أشار إليها زعماء عراقيون أمثال طارق الهاشمي نائب رئيس الوزراء العراقي، عندما أكد على ضرورة أن يكون رئيس الجمهورية (عربياً) لكي يعمل على تعزيز العلاقات العراقية - العربية ويعيد العراق إلى الحضن العربي بعد سنوات من الغياب؛ وربما وجدت (مخاوف) (الهاشمي) وسياسيين عراقيين آخرون، ما يبررها خلال زيارة الطالباني لطهران لإحياء أعياد نوروز، وهي أعياد لا تجد لها أصداء في الطوائف العربية العراقية، إنما تتحدد في الدائرة الكردية، وعليه فإن جلال الطالباني فضل التحرك إلى إيران كزعيم كردي وليس رئيساً لجمهورية العراق، لأنه كان يفترض فيه التحرك نحو ليبيا واشغال الموقع العراقي في قمة (سرت) بدلاً من حضور (سعد اباد) (بطهران)، لأنها كانت جلسة إقليمية بينما كانت جلسة (سرت) ليبيا جلسة إقليمية؛ ان تلك (الإشكالات) و(الهواجس) إنما هي مفردات سترافق العملية السياسية للعراق في السنوات المقبلة خاصة إذا نجحت ثلاثية (المالكي - الحكيم - الطالباني) في تشكيل ائتلاف سياسي داخل مجلس النواب يسحب البساط من تحت أقدام الحالمين علي إيجاد (صحوة تغيير)، وإعادة العراق إلى الحضن العربي بعد سنوات من التيه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد