Al Jazirah NewsPaper Monday  29/03/2010 G Issue 13696
الأثنين 13 ربيع الثاني 1431   العدد  13696
 
مدائن
الأجهزة السرية هي فخرنا
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

 

رغم استقلالية الإعلام الأمريكي والأوروبي عن الحكومات في الأعمال الدرامية والأفلام إلا أن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها وهي صورة رجل أو أفراد الاستخبارات والأجهزة الرقابية التي تعمل ضد الإرهاب والتخريب ومعنية بالأمن القومي.. السينما الأمريكية والغربية عموماً تحافظ باستمرار على أفراد الاستخبارات بل تروج لهم وتجعلهم في صورة البطولة والمثالية والشخصيات ذات القيم الأخلاقية يتميزون بالذكاء والمهارة والثقافة العالية والبنية الرياضية ويجعلون منهم رب عائلة يضحي من أجل وطنه وحماية الآخرين... وبالمقابل فإن السينما والأعمال التلفزيونية العربية صورت البوليس السري مخبراً وعميلاً يتأبط جريدة ويضع نظارات سوداء على عينيه وملابسه رثة وهيئته غير منضبطة يتابع قضايا هامشية ويتورط في موضوعات مرتبطة بالجنس والعمولات المالية الشخصية.

وهناك أنموذج آخر له مواصفات الأجهزة الغربية مثل جهاز الموساد الإسرائيلي الذي فيما مضى يعد أقوى جهاز سري واستخباراتي في العالم حتى أن الأجهزة الغربية المماثلة له تستعين دائماً بمعلومات الموساد لأنه له قدرة دولية على اختراق أي جهاز سري في العالم والوصول إلى خصومه في جزيرة نائية أو ملاجئ بعيدة وتصفيتهم كما حدث في مخيمات الفلسطينيين أو في مقر إقامتهم في دول العالم.. حتى جاءت حرب 2006م على لبنان عندما انكشفت ادعاءات الموساد حيث تكشفت للقيادة العسكرية والسياسية أن لا معلومات دقيقة لديهم وأن حزب الله عمل على إيهامهم وتضليلهم فكان الفشل في حربهم... كذلك أكدت منظمة حماس كذب ادعاءات الموساد عندما فشل الإسرائيليون في كسب المعركة والوصول للقيادات الفلسطينية وأخيراً الفضيحة التي كشفت عنها حكومة دبي في الإمارات العربية عندما فضحتهم بالصورة المتحركة والثابتة، وجعلت الموساد وعملاءه يتورط مع دول أوروبية مثل بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، أستراليا، عبر تزييف الجوازات وأوراق الهوية وبطاقات الائتمان.

نحن في السعودية لدينا نجاح غير معلن لا تتحدث عنه السينما ولا الدراما التلفزيونية، هذا النجاح هو الأجهزة الرقابية السرية المباحث والاستخبارات والشرطة وحرس الحدود ممن يتعقبون الإرهابيين ويسقطونهم في الشباك قبل تنفيذ عملياتهم الإجرامية وكان آخرها سقوط (101) من الإرهابيين (47) سعودياً و(51) يمنياً وصومالياً وبنغالياً وأرتيرياً وهي القائمة التي أعلن عنها الأسبوع الماضي. تم إجهاض خططهم وعملياتهم في تفجير منشآت نفطية وعمليات تخريب وقتل.. هؤلاء رجال الأمن يحققون بطولات ويجهضون مشاريع تفخيخ وأحزمة ناسفة.. ويعملون - رجال الأمن - تحت مظلة الصمت والبعد عن عدسات الكاميرات ووكالات الإعلام الدولية حتى أصبحوا فخراً لكل مواطن وأصبحت هذه الأجهزة السرية مطلباً وتوجهاً لخريجي الجامعات يرغبون الانضمام إليها لأنهم يحققون ذاتهم ويدافعون عن وطنهم.. ومقابل ذلك فإن بعض الأجهزة السرية الرقابية في الوطن العربي لا تحظى بالسمعة اللائقة لذا بقيت صورتها في الإعلام العربي مكروهة اجتماعياً لأنها ابتعدت عن عملها الأساسي حماية الوطن واتجهت إلى رقابة هامشية ومتابعة قد تكون جوانبها شخصية.. تحية لأجهزتنا الأمنية السرية التي تعمل على إجهاض مخططات الإرهابيين وتتعقبهم وتدحرهم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد