Al Jazirah NewsPaper Monday  29/03/2010 G Issue 13696
الأثنين 13 ربيع الثاني 1431   العدد  13696
 
افتتح مؤتمر (الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف) بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
النائب الثاني يطالب بإعانة المنحرف على الاستقامة ومنع المستقيم من الانحراف

 

المدينة المنورة - علي الأحمدي

رعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة مساء أمس حفل افتتاح مؤتمر الإرهاب الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالتعاون مع وزارة الداخلية تحت عنوان: (الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف).

ويشارك في المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام عدد من الأكاديميين والباحثين والمحللين الأمنيين والضباط المختصين في مجالات الأمن الفكري ومحاربة الإرهاب. وكان في استقبال سمو النائب الثاني لدى وصوله مقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن ممدوح بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ومعالي مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور محمد بن علي العقلا ومعالي مدير عام الجمارك صالح بن منيع الخليوي. وفور وصول سمو النائب الثاني قام بقص شريط المعرض المصاحب للمؤتمر حيث تجول سموه داخل أرجاء المعرض الذي يضم العديد من الأجنحة التي تمثل الجامعة الإسلامية والإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية والعلاقات العامة والتوجيه بوزارة الداخلية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وكرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري وجمرك مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والمكتب التعاوني بمحافظة بقيق. واستمع سموه إلى شرح موجز عن أجنحة المعرض وما تجسده من خدمات للحفاظ على الأمن والتطور الذي وصلت إليه هذه القطاعات. وبعد أن أخذ سمو النائب الثاني مكانه في مقر الحفل بدأ حفل افتتاح المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم.

كلمة مدير الجامعة الإسلامية

ثم ألقى معالي مدير الجامعة الإسلامية كلمة رحب فيها بسموّ الأمير نايف بن عبد العزيز، والحضور والأخوات الحاضرات في القاعة النسائية وفي مقدمتهم صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز وصاحبة السمو الملكي الأميرة نهى بنت سعود بن عبدالمحسن. وقال معاليه: نحن عموم المسلمين ندرك يقيناً من داخلنا أن إسلامنا الحنيف دين بناء لا هدم ودين سلام لا تفجير ولا تخويف. وإننا وبعد أن ابتلينا بشرذمة ضالة شاذةِ، يتولون كبر بعض العمليات الإرهابية، ويسيئون بهذه الأعمال إلى الإسلام وإلى شعوبهم وأوطانهم وذويهم، فإن الجامعة الإسلامية بصفتها مؤسسة تعليمية دينية يقع على عاتقها واجب ديني ووطني تستشعره جيداً إزاء المواجهة الفكرية المستدامة لخوارج هذا العصر، الخارجون عن تعاليم الدين وعن جماعة المسلمين؛ وذلك من أجل أن تتضافر وسائل العلاج الفكرية مع الجهود الأمنية في اقتلاع جذور الإرهاب من بلادنا خاصة، ومن ديار المسلمين عامة.. وأضاف معاليه مخاطبا سمو النائب الثاني: يدرك الحاضرون جيداً جهودكم الأمنية المباركة في الذود عن حمى الوطن، وفي الضرب بيد من حديد على رؤوس خوارج هذا العصر، وفي تحمل شرف الدفاع عن الدين والوطن، ولست - الآن - في مقام من يمدحك أو يطريك أو يعدد مناقبك ومنجزاتك، فأنت أكبر من ذلك، وما حضورك في هذا المساء، وما رعايتك لهذا المؤتمر إلا دليل على ما يحمله قلبك الكبير من هم الوطن والذود عن حماه إزاء هذا الداء العضال الذي أخذت على عاتقك مواجهته، وتحملت عن اقتدار مسؤولية القضاء عليه بإذن الله ولسوف يتبين للجميع بإذن الله تعالى أن مؤتمرنا هذا مؤتمر للحوار بين الفكر الصحيح والفكر الضال، مؤتمر لإقرار الصواب وتصحيح الأخطاء، مؤتمر لتعزيز منهجية الحوار المستنير، مؤتمر لدفع التهم الجائرة التي طالت بلادنا الغالية، ومواطنيها، وإبراز جهودها في مواجهة هذا الفكر المنحرف، مؤتمر لإبراز سماحة الإسلام ووسطيته، ودعوته إلى السلم الاجتماعي والعالمي، مؤتمر لتصحيح مسار فكر الفئة الضالة الباغية التي انحرفت عن وسطية الإسلام، وأساءت إليه، مؤتمر يدعو إلى الاعتدال على علم وبصيرة، ويحذر من الفهم السقيم للدين، ومن الانخداع بالفكر المنحرف، مؤتمر يتحمل فيه الجميع مسؤولية البيان لخطر هذا الفكر.

وأشار معالي الدكتور العقلا إلى أن العمليات الإرهابية التي قام بها خوارج هذا العصر قد طالت المملكة، ودولا أخرى كثيرة، وأساءت وأضرت بالإسلام والمسلمين قبل أن توقع الضرر بغيرها، حيث قتلت الأبرياء بدون جريرة، ويتمت الأطفال بدون ذنب، وأثكلت الأمهات بغير حق، ورملت الزوجات في زهرة شبابهن، وأدت إلى تشويه صورة الإسلام في ذاكرة العقل العربي، واتهمته بالإرهاب، وأتباعه بالتطرف، وأضرت بالأقليات المسلمة في العالم أجمع، واستعدت العالم على المسلمين؛ فأضحوا مؤاخذين بأوزار الآثمين.

ثم ألقى سماحة قاضي القضاة رئيس الحضرة الهاشمية بالمملكة الأردنية الهاشمية الدكتور أحمد هليل كلمة المشاركين بالمؤتمر، رحب فيها بسمو النائب الثاني والحضور والمشاركين في المؤتمر. وعبر سماحته باسمه واسم المشاركين عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على اهتمامه بهذا المؤتمر انطلاقاً من أمانة المسؤولية التي يحملها في خدمة الإسلام وقضايا المسلمين والمحافظة على الحرمين الشريفين وتوسعتهما ورعاية المشاعر المقدسة وتحقيق الأمن والرعاية للحجاج والمعتمرين. كما خاطب سماحته المجتمع الدولي مشدداً على ضرورة تطبيق الحق والعدل والقانون والكيل بمكيال وميزان واحد، موضحاً أن الإرهاب هو الإرهاب والقتل هو القتل والاعتداء هو الاعتداء.

كلمة المفتي

عقب ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز والحضور. وقال: إن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أمة وسط وعدل (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً)، فهم وسط في شريعتهم، فشريعة الإسلام وسطيتها خالصة، فإذا نظرت إلى تعاليمها وأحكامها وجدتها وسطاً بعيداًً عن التطرف والجفاء، هذه ميزة في هذه الشريعة واضحة لمن تأملها، ولكن للأسف الشديد شذت فئة من أبناء المسلمين فتنكبوا الطريق المستقيم فجانبوا الحق وصار لهذا الفكر السيئ منهج فكري يسلكه المفتونون به، وله منظرون يدعون إليه وينشرونه من خلال بعض القنوات التي يستخدمونها، ولا شك أن هذا فكر سيئ، فلقد استحلوا دماء الأبرياء، وسعوا في الأرض فساداً، وفتحوا الطريق أمام أعداء الإسلام للقدح في الشريعة ووصفها بأنها أمة إرهابية. وأضاف سماحته: كان من الواجب مقابلة هذا السيئ المنحرف بالحق الواضح (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)، (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً)، لقد تجاوز أولئك الحد حتى صاروا مطية لأعداء الإسلام ينفذون على أيديهم ما يريدون بالأمة من مكر وكيد، فكان من الواجب مكافحة هذا الخطر الداهم ومجابهته بالحق الواضح المبين.

وأشار سماحة المفتي إلى أن المملكة التي عانت من الإرهاب، قامت بجهد عظيم من خلال تبيان باطلهم ودحض حججهم والدليل على ذلك إقامة هذا المؤتمر برعاية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز، وذلك لبيان الحق في هذا الموضوع. وقال سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ: فمن أضرار هؤلاء تشويه صورة الإسلام فقد نسبوا الإرهاب إلى الإسلام، والإسلام بريء منه، والإسلام ينهى عن سفك الدماء وانتهاك الأعراض (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام)، عُقد هذا المؤتمر لبيان حقيقة الإرهاب وبيان خطر نسبته إلى الإسلام ليكون غراساً لتبصير الناس والرد على أولئك الخارجين على ولاة أمر الأمة وبيان المنهج الصحيح في البراء والولاء والجهاد ونحوه، وبيان أن الإرهاب جريمة العصر. وخاطب سماحته الشباب قائلاً: خطابي لشباب هذا البلد المبارك وشباب الأمة عموماً أن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يفكروا في كل فكر يعرض عليهم وينظروا فيه نظر المتأمل ويحذروا من هذه الدعوات ويدرسوا حقيقتها وحقيقة الداعين إليها هل جاءوا بحق أم باطل، فكم من مدعي الإصلاح وهو من الساعين في الأرض بالفساد (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون). حري بكل مسلم يحب الخير والصلاح لأمته ووطنه أن يكون بعيداً عن هذا الإرهاب ولا يتستر على أهله ولا يؤويهم فمن آوى محدثاً فقد لعنه الله، حريّ بكل مسلم غيور على دينه ألا يرضى بعمل أولئك ولا يقره ولا يؤيّده فهم مجرمون ما أرادوا إلا الشر وكم نسمع في العالم الإسلامي من بلاء وفرقة عظيمة، دمروا البلاد وقضوا على كل خير فيها بالإرهاب. إن عالمنا الإسلامي يشكو من هذا الإرهاب، والواجب على المسلمين أن يجرّموا هذا الإرهاب ويقضوا عليه ولا يقروه ولا يسكتوا عليه.

وأضاف سماحته: إن الإرهاب في بلادنا قد قضي عليه بعد فضل الله بأسباب إدراك الأمة وفهمها، وحاربوا أهله وكلما أرادوا عملاً هيأ الله لهم رجالاً مخلصين يكشفون أمرهم، وكما قال الله تعالى: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)، أسأل الله أن يحفظ على بلادنا دينها وأمنها ورخاءها وقيادتها وأن يجمع القلوب على طاعته.

بعد ذلك قدم طفلان كلمة جسدت دور الأطفال تجاه الإرهاب، مثمنين دور رجال الأمن وفي مقدمتهم رجل الأمن الأول سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز، مؤكدين دور هذا الوطن وشموخه أمام عبث الضالين مرتكبي الجرائم الإرهابية والقضاء عليها في حملات استباقية ناجحة ولله الحمد.

كلمة النائب الثاني

ثم ألقى سمو النائب الثاني الكلمة التالية: أصحاب السمو، أصحاب السماحة، أصحاب المعالي والفضيلة، الأخوة الحضور، الأخوات الحاضرات..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،,

إنه لمن دواعي سعادتي وسروري أن ألتقي بكم في هذه الجامعة المباركة في افتتاح مؤتمر (الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف) الذي يأتي انعقاده باهتمام وتوجيهات من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله وأعزهم في جهود لمحاربة هذا الإرهاب الذي ينتهك حرمة الدين والمحرمات ويعرض ممتلكات ومقدرات الأمة للخطر. لقد كانت المملكة من منطلق الدين والأخلاق سباقة في دحض ومحاربة الإرهاب واتباع منهج الردع، كما كانت في مقدمة الدول المتضررة من تطرف الفكر وفكر التطرف ممن ينتمون إليها, وبانتهاجها كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام القائمة على مبدأ الاعتدال وحفظ كرامة الإنسان وحماية حقوقه.

إن اجتماعنا في هذا المؤتمر ليس لتشخيص الفكر المنحرف فذلك معلوم بقدر علمنا بديننا الحنيف ومبادئه السمحة، لكن المهم أن نضع تصوراً علمياً يعين المنحرف على الاستقامة ويمنع المستقيم من أن ينحرف، وإن كانت المهمة ليست سهلة لكنها ليست بمستحيلة أمام عزم العازمين، فالنصر دائماً لأنصار الحق والهزيمة دائماً هي لأنصار الضلال. إن ما طرح من أفكار ورؤى علمية ستسهم في مواجهة هذا الفكر المتطرف وحماية الأمة من خطره وأضراره. وأشكر لمدير الجامعة الإسلامية والقائمين عليها والمشاركين فيه ما يقدمونه من جهود وأعمال في هذا المؤتمر ستسهم في بلوغ أهدافه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد