Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/03/2010 G Issue 13697
الثلاثاء 14 ربيع الثاني 1431   العدد  13697
 
لقاء الثلاثاء
حتى يعود الهلال؟!
عبد الكريم الجاسر

 

عندما تولى المدرب البلجيكي القدير إيريك جيرتس مهمة الإشراف على تدريب الفريق الهلالي بداية هذا الموسم، أعلن فور توليه المهمة مشروعه القادم مع الفريق الأزرق، مؤكداً سعيه لتطوير أداء الفريق وإحداث نقلة فنية في أسلوب لعبه وطريقة تعامل لاعبيه مع المباريات وحياتهم خارج الملعب، وتطبيق الاحترافية الكاملة في كل ما يتعلق بالفريق واللاعبين، سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه.. ولم يكد الموسم ينطلق إلا وشاهدنا أداء هلالياً لافتاً ومختلفاً يحمل الكثير من بصمات المدرب وطموحه ورغبته الكبيرة في محاكاة أداء الفرق الأوروبية وتطبيق الكرة الحديثة بحذافيرها.. فاكتسح الزعيم منافسيه واحداً بعد الآخر.. ورغم الأداء الكبير إلا أن السيد جيرتس لم يكن يعلن رضاه، مؤكداً استمراره في السعي نحو تطوير الأداء وفق أسلوب اللمسة الواحدة مع السرعة في نقل الكرة التي هي ميزة الكرة الحديثة والفرق الأوروبية المتطورة.. ومع كل مباراة كان جيرتس يطالب لاعبيه بالمزيد من الأداء السريع والتحرك بكرة وبدونها، ويؤكد عليهم ضرورة تطبيق كل ما يتدرب عليه الفريق يومياً من خلال المباريات..

وصل الفريق لذروة أدائه الفني والنفسي والبدني في لقاء الاتحاد في الدور الأول، حيث التهم الهلاليون الاتحاد بخماسية تاريخية وأداء ممتع كان عباراة عن سحر كروي وأداء عصري لا يمكن أن يصل إليه أي فريق عربي على المدى القصير.. وبعد هذه المباراة بدا للمتابع أن السيد جيرتس وصل لقمة الرضا والاطمئان والراحة جراء ما استطاع أن يصل إليه ولاعبوه من أداء مذهل في فترة قصيرة.. وعندها أحس الهلاليون جميعاً أن الدوري بات قريباً جداً، وأن المسألة مسألة وقت فقط بالنظر للفارق الفني الكبير بين الهلال وبقية الفرق بما فيها المنافسون دائماً على الصدارة..

وهو ما جعل السيد جيرتس يتخلى بعد ذلك عن مشروعه التطويري ويقبل بالأداء الجيد للفريق دون أن يواصل الإصرار على التقييد بكل ما يريد وتنفيذ اللاعبين لأصول كرة القدم الحديثة التي كان يرددها دائماً.. وشخصياً لم أسمع السيد جيرتس بعد لقاء الاتحاد يتحدث عن تطوير الأداء وأسلوب اللعب والسعي للوصول لمستويات أعلى كما كان دائماً قبل خماسية الاتحاد، ولذلك ومن وجهة نظر شخصية أعتقد أن تساهل السيد جيرتس جعل أداء اللاعبين والفريق عموماً يتراجع شيئاً فشيئاً وبشكل تدريجي، حتى وصل لما شاهدناه أمام الاتحاد ثم الأهلي.. صحيح أن اللاعبين بذلوا مجهوداً كبيراً طوال الموسم وأن الفريق ظهر هذا العام بشكل متطور وأداء ممتع، إلا أن الطموح يبدو أنه توقف سواء لدى السيد جيرتس أو لدى لاعبيه، فضلاً عن الإرهاق الذي ظهر على بعض اللاعبين وهو إرهاق نفسي أكثر منه بدنياً؛ لأن الجميع في جاهزية بدنية أكثر من ممتازة، بل مثالية.. وهذا أيضاً أحد مكاسب الهلال هذا الموسم وهو يقودنا لتأكيد دور الجاهزية البدنية في تلافي الإرهاق كما هو حاصل في الفرق الأوروبية التي تلعب عدداً كبيراً من المباريات دون أن يظهر أي تأثير للإرهاق البدني؛ لأن اللاعب يخضع لتدريبات بدنية قوية ومركزة في بداية الموسم ثم يحافظ عليها طوال الموسم بالتدريبات القوية بعد يومين من المباريات، وهو ما يفعله الهلال حالياً وسابقاً أيام مادينا وزملائه البرازيليين قبل خمسة عشر عاماً وأكثر.. في حين تظهر نغمة الإرهاق عندما يتلقى اللاعبون تدريبات بدنية قوية بين المباريات بداعي عدم إرهاق اللاعبين وأن المباريات هي نفسها ترفع المستوى البدني لهم (!!) ليأتي السيد جيرتس وجهازه المعاون لينفي بما يقوم به من تدريبات شاقة طوال الموسم هذه المقولة التي تعبت من الحديث عنها طوال السنوات الماضية ولكن لا حياة لمن تنادي.. وأتحدث هنا عن الفترات التي كان يشرف خلالها على الهلال بعض الأجهزة الفنية المتواضعة..

- نعود للحديث ونؤكد على أن عودة الهلال من جديد لمستوياته المبهرة لن تعود ما لم يعد السيد جيرتس لنفس مستوى الطموح الذي كان لديه في البداية وأن يواصل العمل على تقديم الفريق لأقصى إمكاناته الفنية والبدنية والتشدد في ذلك؛ لأن اللاعبين لدينا ما أن يجدوا فرصة للاسترخاء حتى يبادروا في استغلالها وتمديدها لأطول فترة ممكن ما يجعل من الصعب معها إعادتهم مرة أخرى لنفس الفورمة وقد بدأ جيرتس بالفعل في العمل على العودة مجدداً للشدة والصرامة عندما هدد اللاعبين وعنّفهم بعد لقاء الأهلي مؤكداً أنه لن يتردد في الاستعانة بلاعبين ليس لديهم تشبع أو توقف طموحهم عند حد معين!

لمسات

- لقاءات اليوم في دوري أبطال آسيا مرشحة لإعادة خلط الأوراق من جديد.. فتراجع الهلال وظروف الشباب وعودة الاتحاد والأهلي للتألق مجدداً ستكون على المحكم اليوم.. مع أمنياتنا أن يوفق ممثلو الكرة السعودية دائماً.

- تأجيل تطبيق الزيادة في جولات مسابقة الدوري في بعض الدول الآسيوية ومنها المملكة لا شك أنه سيكون لمصلحة الكرة السعودية لأننا نحتاج أولاً وقبل التفكير في الزيادة في تحسين أوضاع الأندية من الرابع وحتى الأخير، ليكون لدينا فرقاً قوية ترفع مستوى الدوري قبل استقبال الزيادة وإضافة وافدين جدد أوضاعهم أسوأ ممن سبقهم!

- نحن الآن في نهاية الموسم في كافة المسابقات والأندية ومدربيها بحاجة لمعرفة برامج الموسم المقبل ومواعيده وكل ما يتعلق به قبل أن يبدأوا إجازتهم التي سيبدأها معظمهم بعد الجولة الأولى لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين بعد خروج فرقهم..!

- عيسى المحياني قدّم مباراة كبيرة أمام الأهلي الإماراتي في الرياض، أكد من خلالها حاجته للفرصة وأحقيته باللعب أساسياً في قلب هجوم فريقه!.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد