Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/04/2010 G Issue 13699
الخميس 16 ربيع الثاني 1431   العدد  13699
 
استعرضت بالنقاش تجارب أمريكية ومصرية وتشيكية في الأرشفة والإتاحة
ورشة عمل (حفظ المصادر التاريخية السعودية وإتاحتها إلكترونياً) تختتم نشاطها في دارة الملك عبدالعزيز بعددٍ من التوصيات العملية

 

الجزيرة - الرياض

نظمت دارة الملك عبدالعزيز خلال هذا الأسبوع وليوم واحد ورشة عمل تحت عنوان (حفظ المصادر التاريخية وإتاحتها إلكترونياً) ضمن فعاليات مركز تطوير حفظ وتنظيم المصادر التاريخية السعودية إلكترونياً الذي تموله وزارة التعليم العالي في تعاون مع دارة الملك عبدالعزيز ومقره الدارة، وقال معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري لدى افتتاحه للورشة إن الدارة تسعى من خلال هذه الورشة إلى وضع أطر نظرية وعملية وتقنية تشتق منها لوائح تنظيمية للمركز الجديد مركز تطوير حفظ وتنظيم المصادر التاريخية السعودية ورؤية واضحة وشاملة لعمل المركز في استثمار إيجابيات التقنية الحديثة وتطوراتها المستقبلية في حفظ المصدر التاريخي والأهم إتاحتها إلكترونياً بشكل سهل وسريع يتيح الخدمة الجيدة والشاملة للباحثين والباحثات، وأضاف معاليه أن هذه الورشة قد يتبعها ورش أخرى إذا تطلب الأمر، مشيراً إلى أهمية التعاون مع الدارة وإلى الإدلاء بتجارب ناجحة لمؤسسات مثيلة في التحول إلى الحفظ والإتاحة الإلكترونية للمصادر التاريخية بأنواعها المختلفة.

من جهة أخرى قال الدكتور علي بن سعد العلي أمين عام مراكز التميز البحثي بوزارة التعليم العالي وأحد المشاركين في الورشة (حرصت وزارة التعليم العالي على تمويل المركز الجديد في الدارة استجابة لمشروع خادم الحرمين الشريفين لدعم المحتوى العربي على شبكة الإنترنت بناء على رسالة الوزارة في رعاية الشأن المعرفي والثقافي خصوصاً أن دارة الملك عبدالعزيز حققت ثقة الوسط العلمي والأكاديمي لجهودها الملموسة على أرض الواقع ولنشاطها المتميز في خدمة التاريخ الوطني وتاريخ الجزيرة العربية ونجاحها في ذلك بصورة لافتة).

وفي ورقته التعريفية بالدارة رحب الدكتور عبدالله المبرز مدير مركز تطوير حفظ وتنظيم المصادر التاريخية السعودية إلكترونياً بالضيوف المتحدثين في الورشة وبالمشاركين في حلقة النقاش على تعاونهم مع الدارة، كما أعطى نبذة تعريفية بأعمال الدارة ونشاطاتها المختلفة في حفظ ودعم المصادر التاريخية وما وصلت إليه من ناحية الحكومية الإلكترونية والاستخدامات التقنية المستثمرة في أعمال أقسام الدارة المتكاملة.

بعد ذلك ألقى الأستاذ نول أدولف نائب مدير المكتبة الوطنية التشيكية ورقة العمل (الإتاحة الرقمية للمواد التاريخية والمخطوطات لتكوين مكتبة رقمية عالمية للمخطوطات) تحدث فيها أمام الورشة عن تجربة المكتبة الوطنية التشيكية التي تعد من أقدم المكتبات الأوروبية حيث أنشئت قبل 640 سنة في رقمنة مقتنياتها من المصادر التاريخية ومنها المخطوطات والسير الذاتية وعرضها بالتقنية نفسها على المستفيدين بشكل يسير ومبسط، وأشار أدولف إلى أهمية الدعم المالي لتطلعات دور الحفظ والمكتبات نحو التخزين الإلكتروني الآمن وضرورة ملاحقة التسارع الجديد في معطيات التقنية الحديثة التي تتم بدرجة سريعة تحتاج معها إلى المتابعة وتحديث القدرات الحاسوبية الحافظة،وفي ورقته (ذاكرة مصر المعاصرة) أشار الدكتور خالد عزب مدير دائرة الإعلام بمكتبة الإسكندرية إلى تجربة المكتبة في تحويل المصادر التاريخية من الحفظ الورقي والآلي البسيط إلى الحفظ الإلكتروني، وقدم شرحاً تفصيلياً لقاعدة البيانات الخاصة بالمكتبة واستخدامها أثناء التصنيف والبحث وتكوين مجموعات البحث للباحث، وعناصر الإيجابية والخدمية في إمكانات البرنامج المشغل، وعرض د. عزب أمام المجتمعين بعض المشاكل التي مر بها البرنامج في المكتبة حتى تم التفوق عليها وتفاصيل دقيقة أثناء العمل الإلكتروني قال عنها: (قد تجنب المشروعات الجديدة كثيراً من العثرات والأخطاء في الوصول إلى مكتبة رقمية سهلة الإتاحة)، وأشار عزب إلى إمكانية الاستثمار في تلك المكتبات حتى تتمكن من تحقيق التمويل الذاتي وحل العقبات المالية التي قد تعترضها، وناقش والحضور مدى أفضلية التعاون مع القطاع الخاص في الرقمنة لتحقيق عناصر الدقة والسرعة في إنجاز الرقمنة والأمن المعلوماتي والجودة الخدمية المتحققة.

وأكد الأستاذ سكوت بينجتون مدير الرقمنة والمشروعات الإفريقية بجامعة ولاية ميتشجن الأمريكية على عنصري التسارع التقني والمراجعة الدورية لعملية الحفظ حين تحدث في ورقته (التاريخ الرقمي: الحفظ، الإتاحة، الوقت) عن تجربة جامعته في تكوين المكتبة الرقمية قبل 12 عاماً، وقال بينتجون إن التقنية تتطور وبالتالي فإن الحفظ يتقادم ومن هنا يجب متابعة تطورات وسائل الحفظ الإلكترونية مع اختيار عينة من المحفوظات الإلكترونية كل خمس سنوات -كما يحدث في مكتبة الجامعة- والكشف عن سلامتها الفنية، ودخل الأستاذ سكوت مع المشاركين في الورشة في نقاش حول أفضل البرامج الحاسوبية والخوادم لحفظ الأنواع المختلفة من المصادر التاريخية ومحركات البحث لإتاحتها للمستفيدين، مستنداً إلى تجربة المكتبة في ذلك وخصوصاً في جانب حفظ الأفلام السينمائية والفيديوهات الكبيرة.

وخلصت الورشة بعد حلقة النقاش التي شارك بها أكاديميون سعوديون ومعنيون بالمركز إلى ضرورة سرعة استعمال رقمنة الدارة لمصادرها التاريخية مع الأخذ بعناصر الكوادر البشرية المتخصصة في المجالات المختلفة جنباً إلى جنب مع المختصين في البرمجة والإدخال وأهمية العمل من حيث انتهى الآخرون وبالتالي لا بد من الاطلاع على تجارب إضافية، كما أكد المشاركون في الورشة دراسة تفاصيل الاحتياجات الإلكترونية وفق المصادر التاريخية الموجودة والمتوقعة، وتحقيق أعلى درجات الحفظ الآمن ومنها الاحتفاظ بنسخ أصلية للمحفوظات الإلكترونية مع المراجعة الدورية المقننة لمحتويات الرقمنة المكتبية ودعمها بأحدث التقنية المتوافرة لتوفير أقصى درجات الإتاحة الإلكترونية بسهولة وشمولية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد