Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/04/2010 G Issue 13701
السبت 18 ربيع الثاني 1431   العدد  13701
 
نهارات أخرى
كلية الجزيرة للإعلام.. حلم مشروع!؟
فاطمة العتيبي

 

افتتاح قسم نسائي في جريدة الجزيرة جاء متأخراً، لكنه جاء بصورة تحاول أن تكون مكتملة تعالج مواضع القصور كافة في الأقسام المشابهة في الصحف الأخرى, مستفيدة من التجارب والخبرات وبكفاءات سعودية شابة, ينتظر منها تغيير الصورة النمطية التي استقرت في الأذهان عن تدني ثقافة الصحفيات وأنهن يجدن دعما من الصحف لأنهن نساء ولأنهن رضين بمجرد الانتساب لمهنة المتاعب، حتى أن كثيرا من الكاتبات والمثقفات يصححن بشدة لمن وصفهن بالصحفيات، وكأن كلمة الصحفية دالة على ما هو متدن ومهين!!

اليوم وجيل من الحاصلات على شهادة الماجستير في الإعلام يتولين مهام ذات مكانة جيدة في الصحف أمثال ماجدة السويح في الجزيرة وفاطمة بإسماعيل في الوطن وغيرهما ممن لا تحضرني أسماؤهن الآن، لكنني متفائلة وسعيدة بوجودهن وانخراطهن في الصحف وهن مؤهلات وقادرات على فَهْم واستيعاب متطلبات هذه المهنة المؤثرة جدا في المجتمع. هؤلاء المؤهلات سيُحدثن تغييرا بائنا في الصورة الذهنية التي سادت عن الصحفيات على الرغم أن هناك أسماء مهمة وباذلة للكثير من المجهود الذي ترك بصمة وعلامة في تاريخ صحافة المرأة السعودية، لكن الأكثرية من الملتحقات بمهنة المتاعب كن ينخرطن بها؛ لأنها مهنة من لا مهنة له.

اليوم لم يعد هذا الأمر يدور في أذهاننا لأن كثيرا من الصحفيات أثبتن باقتدار مكانتهن في صحفهن، ويطمحن للتقدير المعنوي الذي يستحققنه.

أظن أننا تملكنا ذات الشعور بالسعادة والابتهاج ونحن نتابع تدشين كرسي الجزيرة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بإشراف الزميلة النشطة د. نوال الحلوة؛ فتوالي المشاريع الموجهة بعناية لتطوير المرأة دلالة رؤية تنموية صحيحة تنشط بإيجابية لإحداث حراك مؤثر وشراكة حقيقية للمرأة في الشأن العام.

على أنني كنتُ أتمنى أن تكون دراسات وأبحاث الكرسي متخصصة في الإعلام وليس في علم اللغة، وكنتُ أتمنى لو أن لجنة الإشراف على الكرسي قامت بتنفيذ ورش عمل استقطبت فيها المهتمات بالشأن الإعلامي المتخصص أو ذوات الخبرة لأخذ آرائهن ومقترحاتهن حول ما يمكن أن يقدمه الكرسي من دراسات وأبحاث تصب في تغذية المجال الإعلامي النسائي الذي يعاني نقصا في هذا الصدد..

بقي أن أتمنى أيضا أن يكون تدشين القسم النسائي في الجزيرة، وكذلك تدشينها لكرسي الجزيرة الذي تم يوم الأربعاء الماضي في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، حافزا لافتتاح كلية الجزيرة للدراسات الإعلامية، تلتحق فيها الطالبة لمدة أربع سنوات، وتحصل على بكالوريوس في الإعلام؛ حيث تنطلق في هذا المجال على أسس علمية وثقافة متخصصة..

تبقى أحلامنا وطموحاتنا كبيرة بقدر حسن ظننا الكبير بصدق التوجهات التنموية لتطوير المرأة الذي تتبناه باقتدار مؤسسة الجزيرة الصحفية، وما زال لدينا الكثير من التطلعات، أهمها دخول المرأة بوصفها عضوة في المؤسسة، ولا أظن هذه الخطوة بعيدة أو غائبة عن أجندة هذه المؤسسة العريقة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد