Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/04/2010 G Issue 13702
الأحد 19 ربيع الثاني 1431   العدد  13702
 

كنيس الخراب
شعر: عبدالرحمن بن صالح العشماوي

 

برقية من المسجد الأقصى إلى يهود (الخراب)

أبشروا بالخرابِ بعد الخرابِ

يا عقولاً مسلوبةَ الألبابِ

يا قلوباً تمكَّن الحقدُ منها

فهي مجبولةٌ على الإرهابِ

يا عيوناً مطومسةً ليس فيها

ما يجلِّي لها طريق الصَّوابِ

أنا مَسْرى النبيٍِّ، ما زال يجري

منه نور الإسراءِ فوق قبابي

حين صلَّى بالأنبياءِ تجلَّى

في سمائي تآلفُ الأحبابِ

وتجلَّتْ مآذني، وأذَاني

وسؤالي عن الهدى، وجوابي

وتجلَّى الدين الحنيفُ بعيداً

عن دعاوى المدلِّس الكذَّابِ

كلُّ شِبرٍ في ساحتي، فيه نَقْشٌ

من شموخي برغم طول عَذَابي

يا يهودَ الأوهامِ، أنتم نَشَازٌ

في سياقي، ودُمَّلٌ في إهابي

أنتم الدَّاءُ سارياً في عروقي

أنتم الصِّفْرُ تائهاً في حسابي

أنتم الليل حالكاً مُدْلَهِمَّاً

فمتى يُبْهِجُ الضياءُ رِحابي؟

ومتى البَدْرُ يَزْدَهِي في سمائي

ومتى تغسل النجومُ اكتئابي؟

ومتى تفرَحُ النَّوافذُ مني

بنسيمي وتنتشي أبوابي؟

ومتى أستعيدُ منكم ردائي

وكسائي، وأستردُّ ثيابي؟

ومتى تشربُ القناديلُ زيتاً

من خَلاصي، يَرْضى به محرابي؟

ومتى ترفعُ المآذنُ صوتي

دونَ خوفٍ من عادياتِ الذِّئابِ؟

ومتى يعبُرُ الحواجزَ نحوي

لأداءِ الصَّلاةِ فيَّ شبابي؟

كيف تنجو طهارتي ونقائي

من قرودٍ تدوسني وكلابِ؟

كيف أنجو من الخنادقِ صارتْ

سَرَطاناً من غَدرهم في ترابي؟

يا يهودَ التشريدِ والقتل، أنتم

لغة العُنْفِ في قوانين غابِ

شَهِدَ العِجْلُ، أنّكم ما ارتفعتم

عن سجايا وعنْ صفات الدَّوابِ

مُنْذُ موسى ومنذُ هارونَ كنتم

تتساقَوْنَ أقْبَحَ الأكوابِ

يا يهودَ الأوهامِ، أنتم حروفٌ

من ضياعٍ لم يَدْرِ عنها كتابي

أنتم الموتُ، واليقينُ حياتي

أنتم الجَدْبُ، والإباءُ سحابي

كالشياطين تسرقونَ حروفي

من لساني، فَلْتَصْطَلُوا بشهابي

أبشروا بالخرابِ صارَ شعاراً

يتعالى على (كنيسِ الخرابِ)


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد