عندما كانت الصفحات التي تُعنى بالشعر تعد على الأصابع كان الشعر يعيش قمة توهجه ليس لأن الداخلين على خطه ممن لا علاقة لهم به قلة، بل لأن المجال يضيق عن مثل هؤلاء لقلة المساحة المعطاة للشعر والتي تحتم المنافسة على الجيد لذا برز في تلك الفترة أسماء لازالت جيدة ووصلت الحال كما ذكرنا إلى أن جاء اليوم الذي جعل المطبوعات تتجاوز عدد المبدعين ومن سوء حظ الشعر وقارئه أن المساحة كلما اتسعت كثر الداخلون من المهرجين والدجالين والأدعياء والخاوين فكراً وشعراً وضاع بينهم الصوت النقي الذي يطرب إذا شذا ويشجي إذا تأوه ويبهر إذا تحدث.