المنيا - سجى عارف
اختتم مؤتمر المنيا الدولي الثاني بجامعة المنيا فعالياته التي التقى فيها العديد من المثقفين والمفكرين في جميع أنحاء العالم معربة عن التواصل الثقافي والتضامن والارتباط وقد أبرزت الملحقية الثقافية ثقافة المملكة العربية السعودية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً زاهراً عبر جناح المملكة بمعرض المنيا وقد أكد الأستاذ خالد النامي مدير العلاقات العامة والإعلام بالملحقية الثقافية السعودية بالقاهرة للجزيرة في إطار ذلك فقال: تعد هذه المشاركة هي الخامسة للملحقية الثقافية بجامعة المنيا فالجامعة لها ثقل في الصعيد ونحن يجب أن نشارك في أي فعاليات تقام في جمهورية مصر العربية لكن جامعة المنيا تمثل صعيد مصر وهي جامعة عريقة ومؤتمرها على مستوى عال وعلى رأسها مركز السيدة سوزان مبارك الثقافي ومؤتمر جامعة المنيا مؤتمر ذو أهداف عالمية دائما ونحن حريصون على المشاركة به ومشاركتنا ليست في المعرض فقط إنما من خلال أوراق العمل المقدمة أثناء جلسات المؤتمر من قبل 23 أستاذاً سعوديا من الجنسين من جامعات المملكة والمملكة تحظى بثقل سياسي ودولي وعربي فهي ضيفة شرف المؤتمر كذلك مساهمة الملحقية في المؤتمرات أكدت قوة المملكة ثقافيا ومحاور المؤتمر تستمر ثلاثة أيام وبها حرصنا عبر جناحنا على تمثيل كافة أطياف المملكة فتعكس تطور الكتاب السعودي إضافة إلى المشاريع الجامعية الجديدة وبعض الرسومات للفنون التشكيلية وشاركنا بفرقة المزمار من التراث الحجازي من خلال الفرقة الشعبية وقد شاركنا في العام السابق بالعرضة النجدية وكذلك التصاميم الخاصة ببعض الفنانين حيث تعد الثقافة هي المفتاح لفهم الآخر وقد تواجدت جامعات حديثة كجامعة جازان التي تقع في جنوب المملكة وجامعة حائل حيث تعد منطقة حائل التي تقع في شمال المملكة العربية السعودية والتي تميل إلى الزراعة وتتميز بوجود مجموعة من البادية حيث لدينا معالم تراثية فيها كالقلعة الأثرية ومركز مشار الثقافي وجبل آجا وسلمى والمهرجان السنوي العالمي بها وجامعة حائل كانت في بادئ الأمر عبارة عن كلية واحدة تصرف عليها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن فكانت نواة صغيرة لكنها الآن تطورت وأصبحت متعددة الكليات حيث تخدم منطقة حائل بكل مقاييس التعليم فيها والمناطق المجاورة لها وحدت من هجرة الطلبة إلى بقية مدن المملكة لغرض لتعليم.
كما التقت الجزيرة بمجموعة من الباحثين بالجامعات السعودية المشاركين بالمؤتمر مثل: الدكتورة عبير مسلم الصاعدي أستاذ مساعد بجامعة أم القرى كلية الفنون والتصميم الداخلي تخصص تربية فنية وتصميم والتي أعربت عن سعادتها بمثل هذه المؤتمرات فقالت: من الواضح من ترتيبات المؤتمر وأوراق العمل وملخصاتها أنه يمس نقطة هامة جدا نحن بحاجة إليها الآن ألا وهي الحوار وأتوقع أنه سوف يخرج بتوصيات تهم المجتمع العربي والإسلامي وفي ذات الوقت تهم العالم أيضا خاصة ونحن الآن في وقت مفتوح وفي قنوات مفتوحة ونحتاج لهذا الحوار خاصة في هذا الوقت ولدي مشاركة ببحث الفن التشكيلي لغة حوار عالمية بحكم تخصصي فأتمنى أن تلقى القبول وتخرج بشكل جيد وعلى حسب البيان الذي رأيته أعتقد أنه بحكم مشاركتنا في العديد من المؤتمرات يعد هذا المؤتمر من المؤتمرات التي جمعت أسماء متميزة في الحوار من الباحثين السعوديين وهو مؤتمر كبير يرمز إلى جوانب متعددة والملفت في هذا المؤتمر أن الموضوع عام ويهم الجميع فهو يبحث في عدد من التخصصات وعدد كبير من المشاركات.
وقال د. حمدان مبارك الأكلبي أستاذ جامعة الملك خالد في المملكة العربية السعودية: أعجبني التنظيم الرائع والاستقبال الحافل بالمحبة والود والكرم وهنا أشكر القائمين على هذا من قبل المملكة العربية السعودية وقد لاحظت مشاركة المملكة المتميزة من خلال أوراق العمل والباحثين السعوديين كما أن وجود جناح للمملكة ضم الموروثات القديمة والثقافة السعودية على تعددها واختلافها لهو أمر يدعو للمفخرة والسعادة فهي تتميز بتلاقي الأفكار وتبادل الآراء وهذا المؤتمر يجمع جهات من مختلف الدول وعقول تثري اللقاء والجلسات ونتمنى أن تكون متكررة كل سنة أو أقل حتى يستفيد العالم منها.
وصرح د. مطيع الله بن دخيل الله الحربي أستاذ مركز الدراسات بمكة المكرمة بالقول: طلب مني من قبل القائمين على المؤتمر سابقا أن أشارك ببحث يظهر روح الإسلام وحوار الإسلام وشاركت ببحث أسميته (الحوار مع الآخر في الشريعة الإسلامية) فنال إعجاب القائمين على المؤتمر ثم أصدروا قراراً بأن أكون أحد المحكمين في البحوث ثم بعد ذلك رأست جلسات معينة موضوعة في البرنامج ولست مندوباً رسمياً من الدولة.
فيما قال د. ماجد بن عبد الله خليل الحازمي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى ومدير إدارة التدريب بمشروع تعظيم البلد الحرام: الأمة الإسلامية هي في أشد الحاجة هذه الأيام إلى مثل هذا المؤتمرات الواعية الهادفة في حوار الثقافات وقد شاركت ببحثين خلال المؤتمر البحث الأول بعنوان حوار الثقافات بين إشكالية الأهداف وإمكانية التطبيق حيث إن هناك إشكاليات حقيقية بين أهداف الحوار مع اعتقادنا أن هناك إمكانية لتطبيق الحوارات بين الثقافات ولعل هذا البحث يسهم في الوقوف على الطرفين والوسط والقضية فيها طرفين ووسط؛ طرف متشدد لا يرى الحوار إطلاقاً ويرى أن هذا الحوار أمر يخالف الدين الإسلامي وهذا الفهم السقيم بعيد عن الأدلة الشرعية ومضامينها وفقه الأدلة, وطرف آخر يعتقد أن الآخر لديه قدرة مادية ومعنوية قد يصل بها إلى أعلى درجات التقدم المادي في العالم المعاصر فدعا إلى الذوبان الكلي مع غياب الهوية والشخصية الإسلامية فكان لا بد من وجود المنهج لإسلامي الصحيح وهو أن حوار الثقافات يوجد به إشكالية معينة وهي الإشكلية العقدية بكل صراحة إلا أن الإشكاليات المهنية والإنسانية كالعدل والرحمة والمساواة والسلام كلها يمكن أن تتحقق بالتواصل إما عن طريق التعليم أو الأمن القومي أو مكافحة الإرهاب أو الاقتصاد الوطني والعديد من الأمور التي يوجد بها اتفاق في جميع الأديان على اختلافها. أما في البحث الآخر فتطرقت إلى دعوة القرآن الكريم في حوار الثقافات كأهل الكتاب نموذجا والآيات التي ذكر الله فيها الحوار مع أهل الكتاب {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا} فالقرآن الكريم به دعوة صريحة لحوار الثقافات ولكن هذه الدعوة وفق أسس وضوابط محددة وواضحة لا زيف فيها ولا ميل ولا محاباة ولا مجاملة, وأنا في الحقيقة أدعو إلى مثل هذه المؤتمرات العالمية لتوضيح الصورة وتوضيح سماحة الإسلام وعدل الإسلام وأن الإسلام بالفعل هو دين سلام ومحبة وأخوة.