الجزيرة - سعود الشيباني

السموم القاتلة التي يروجها تجار الموت ليستدرجوا بها الشباب والمراهقين إلى ساحات الدمار لم تعد أضرارها عند الصحة والعقل والاقتصاد الوطني برغم أهمية كل منها وإنما تجاوزت ذلك لتصل إلى الشرف والفضيلة وتنال من كرامة الإنسان وبيئته وأسرته.. إذ اخترقت البيوت ووصل لهيبها إلى الأم.. والزوجة.. والأخت.. والابنة.. والابن.. وذلك بعدما سحقت الأخ والصديق بعجلات الإدمان أو اللاوعي والجنون وفقدان العقل والبصيرة.. بل فقدان الضمير.. والإنسانية.لقد أوردت سجلات مكافحة المخدرات على لسان أحد الضباط الذين التقت (الجزيرة) بهم أن هناك شقيقين أحدهما في الثلاثين والآخر في العشرين من العمركانا مدمنين لمادة الهيروين القاتلة.. اعتادا شراء المخدر من وافد أجنبي فأرسل لهما كمية قيمتها (5000) ريال فقاما بضرب الشخص الذي أوصل لهما المخدرات ولم يدفعا له المبلغ المطلوب بعد أن أخذا منه المخدر فلم يكن من المروج إلا أن عرض عليهم تقسيط المبلغ على مراحل لكنه أضمر لهما الانتقام فأخبرهما بعد فترة وجيزة بوصول كمية جديدة من نوعية جيدة جداً وعليهم الإسراع بأخذ الكمية التي يرغبان بها لكنه خلط مع المخدر (سم الفئران) ولما تعاطيا المخدر توفي الشقيقان ولما عرف والدهما بوفاتهما أبلغ الأجهزة الأمنية والتي أكدت التحريات وتقارير ضباط مكافحة المخدرات انهما تناولا هيروين بسم الفئران ليتم بعد ذلك تعقب الجناة وتمت مراقبة المروجين حتى تمَّ القبض عليه ومن موَّله باحدى احياء العاصمة الرياض فاعترفوا جميعاً بالانتقام وأُحيلوا إلى القضاء وكانت نهايتهم نهاية المخدرات.. إما السجن أو القتل قصاصاً أو الموت بالسم ويا له من مصير مأساوي.