تمثل الإدارة الحكيمة محوراً مهماً في التنمية البشرية المستدامة، لاسيما في هذا العصر الراهن الذي يشهد متغيرات سريعة ومتتابعة، وتعد القيم بأنواعها محركاً أساسياً لعمل المنظمة الإدارية، وعلى ضوئها تسير عجلة الإنتاجية واتخاذ القرارات.
ومنذ عهد بعيد كانت القيم تلعب دوراً كبيراً في إنجاز الأعمال الإدارية وتعزيز الدافعية لدى العاملين، ويمكن القول إن الإدارة بالقيم ظهرت منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض؛ لأن الله كرم الإنسان بالعقل الذي لا يتوافر لغيره من المخلوقات، وقد تبلورت فكرة الإدارة بالقيم مع ظهور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وجاءت إدارة النبي يوسف عليه السلام وحفظه لخزائن الأرض وتعامله الإنساني مع إخوته، خير دليل على الإدارة بالقيم.
ولما جاء رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- ضرب لنا أروع الأمثلة في العمل الجماعي والإتقان والإخلاص في العمل، حتى بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة.
إن الإدارة بالقيم تعني بمفهومها الواسع التمسك بالقيم الإسلامية الخالدة، بما تحمله من معان سامية في أداء العمل على الوجه الأكمل، ووضع مراقبة الله سبحانه وتعالى في الاعتبار الأول.
وتعد الموضوعية أو عدم التحيز في العمل عنصراً مهماً في الإدارة بالقيم، وقد أثبتت دراسات عديدة أن مشاركة العاملين في وضع أهداف المنظمة، وإغلاق الفجوة بين الرئيس والمرؤوس في العمل تسهم بشكل كبير في زيادة إنتاجية العمل وجودته.
وتتسم الإدارة بالقيم بخصائص عديدة يمكن إجمالها بأنها تساعد كثيراً في إيجاد مناخ ملائم لاستثمار طاقات العاملين في بيئة العمل بعيداً عن الضغوط المهنية، وعوامل الإحباط المتنوعة، كما أنها تدفع بالرؤساء في المنظمة إلى إشراك العاملين في الرأي والمشورة واتخاذ القرارات، بل تسهم بقدر كبير في زيادة انتماء الموظف لمهنته، وترغيبه في أداء عمله بجودة عاليه، وتجعله يحترم النظام ويطبقه وفق الأهداف المنشودة. ومن هنا يتبين لنا أهمية الإدارة بالقيم كأسلوب عظيم يمكن الاعتماد عليه في إدارة مؤسساتنا التعليمية والإدارية، حتى نضمن الاستفادة القصوى من طاقات العاملين، واستغلالها الاستغلال الأمثل لخدمة وطننا العزيز.
وكيل كلية العلوم بالدوادمي