على الرغم من أن العالم أصبح قرية صغيرة من خلال التقنيات الحديثة من فضائيات ووسائل اتصال إنترنت وغيرها... وهذه الطفرة العلمية والثروة المعلوماتية الجبارة التي أصبحت سلاحاً ذا حدين يحار بينها المترف والمثقف، فالمترف يجند أحدث ما توصل إليه العلم من أجهزة والمثقف الذي يبحث عن المفيد الجديد تائه في كيفية الوصول لتلك الخدمات المكلفة، فالأول يبحث عن اللهو والتسلية والآخر يبحث عن المعلومة والثقافة. وعالم الفضائيات عالم كبير، فالإنترنت فيه الكثير من المعلومات القيمة والثرية وأبواب غزيرة للثقافة والعلوم والترفيه البريء كما أن فيه الكثير من الأشياء المفسدة والشيطانية لجذب الشباب من الجنسين إلا أنك ومن خلال هذه الشاشة الصغيرة لا تعرف المصدر الذي يعطي لك المعلومة على حقيقته فكُثرهُم من يدّعون العلم ويعطون فتاوى ويبيحون محرمات دون وازع أو ضمير فيأخذها طالب العلم الذي لا خلفية عنده ولا دراية ولا تمييز على أن تلك المعلومة هي مطلبه وجوابه الشافي فيشرب من خلال هذه المجموعة المضللة التي تدس السم في العسل وتحت مسميات إسلامية ووطنية، تغرر بالشباب الذي تنقصه الخبرة والنضج الفكري السوي فينساق خلف شعارات براقة وزائفة وتحاليل مغرضة تغاير الواقع تكمن خلفها نفوس حاقدة تزرع الكره والضغينة في قلوب الشباب المغرر به. يشعر القارئ أو المشاهد أو المستمع في (البال توك) بأنه حصل على معلومة قيمة وفكر نيّر فيبدأ في تبنيها ونشرها والدفاع عنها وهكذا بعد أن أخذ جرعة السم وهذا يعود إلى عدم تنشئته التنشئة السليمة منذ طفولته فأصبح كالقشة في مهب الريح تتقاذفه التيارات الفكرية من كل جانب فلا يستقيم على حال فيبدأ يبث تلك الجرعة للآخرين لأنه يعتقد أنه أخذها من مصدر موثوق ومؤتمن. وعلى الرغم من كل هذه التحذيرات التي تقوم بها الجهات المختصة في دولتنا الفتية رعاها الله إلا أن الهواء أصبح ملوثاً مسموماً والأفكار أصبحت مشوشة والرؤية الحقيقية أصبحت مغيبة تحت شعار(أنه لا رقيب ولا حسيب).
والحقيقة التي يجب أن يعرفها الشاب المسلم أن الرقيب الأول هو الله سبحانه وتعالى ومن ثم البيت الذي تربى ونشأ فيه، على أن بعض هؤلاء يظنون أنهم بالأسماء المستعارة يستطيعون أن يتمردوا على مجتمعهم ويضربوا بالأخلاق عرض الحائط وهم يعلمون أن الجهات المسؤولة قادرة بإذن الله على بسط قبضتها والحظر على تلك الأعمال غير المسؤولة وعلى استحضار الشخص الذي كتب أو صرح بما أملت عليه نفسه الشريرة والأمارة بالسوء لينال ما اقترف من خطأ في حقه وحق الآخرين.
يمكن السيطرة على هؤلاء من خلال وسيلة الاتصال أو من المقاهي التي تبيع الاشتراك تحت ستار الوطنية. وهناك اقتراح بسيط يحُد من بعض هذه المشاكل ويخفف من ضررها بإصدار قرار من جهة الاختصاص لأصحاب المقاهي بأخذ البيانات الكافية من المشترك لديهم من خلال نموذج خاص معد لذلك يرجع إليه عند الحاجة، وبذلك نضمن وجود سجل ومرجع لمرتادي تلك المقاهي وتكون الأمور أكثر انضباطية ومسيطراً عليها نوعاً ما فمثل هذه الأمور لو وضعت لها دراسة جيدة لحلت الكثير من المشاكل وهناك حلول أخرى كثيرة عند أصحاب الرأي ونحن أدلينا بدلونا في هذا الموضوع الذي بات يشغل بال الكثير من الناس ولأصحاب الرأي القرار الأول والأخير وأمكن استخدام تلك التقنية في جلب المعلومة الجيدة والكلمة الرصينة المفيدة والترفيه البريء.