حينما تمتد يد القارئ الكريم إلى صحيفة يومية أو مجلة أسبوعية أو.. الخ ليقرأ مقالاً صحفياً على حسب ميوله الثقافية، فإن القارئ حينها يفاجأ بأن هذه المقالات ذات صبغة تعسفية - أي أن الكاتب يتعسف الكتابة ومن ثم يكون استدرار الأفكار والمعاني والمضامين لهذا المقال أو العمود أمراً عصياً عند الكاتب.. ولو أتينا نستقرئ ما هي الأسباب وراء ذلك لوجدنا أن الكاتب لا يحمل في جعبته حينما يهم بكتابة المقال أفكارا عند الكتابة، وإنما الأمر لا يتجاوز عن واجب على عاتق الصحفي لسد الفراغ في هذه الصحيفة أو تلك ليس.. إلا. من هذا وذاك إذا انتهجت أي وسيلة إعلام لاسيما الصحافة هذا المنهج في كتابة المقالات وطرحها فإن دور الصحافة في الجانب الفكري سوف يتآكل ومن ثم يتوارى في الأفق البعيد. وأن الصحيفة أو المجلة تتلقى مقال ذاك الشخص أو ترفضه حسب اعتبارات شخصية وليس الرفض أو القبول حسب جودة المقال أو عدمه.
إذاً إذا كانت تزكية هذه المقالات حسب هذه الاعتبارات الآنفة الذكر فإني سأقولها لكم صريحة.
إن هذه الاعتبارات ما هي إلا حرف الدال الذي يسبق الاسم أو الرمز الوظيفي أو القيمة الاجتماعية لهذا الشخص.. فإنه من دواعي أسفي أن هذه الاعتبارات هي التي تقرب هذا المقال إلى القارئ أو تطوح به بعيداً عنه ناهيكم عن سبب آخر ألا وهو عراقة هذا الشخص في كتابة المقالات - فإذا كان الشخص كاتباً قديماً له حذوة عند صحيفته، فإن قدمه هو من معايير القبول، فمتى كان قدم الكاتب من مسلمات جودة المقال؟!
ودعوني أقول لكم شيئا إن صحفنا اليوم على مختلف مناشطها ما انفكت تمطرنا يوميا بوابل من هذه المقالات التي هذه هي مواصفاتها، فما هي إلا حروف مرصوصة.
فكأنما القارئ حينما يقرأ مقالاً ما كأنه يقرأ كلمات متقاطعة أو أنه أمام مربع سحري، وأن السبب في ذلك هو أن هذا الكاتب حينما يأخذ قلمه ومحبرته ليكتب فإنه ليس في ذهنه من أفكار هذا الموضوع شيء البتة! وإلا لو أن أفكار هذا الموضوع الذي بين يديه كانت تلح على صاحبها بالكتابة لكان استنهاض المعاني والأفكار سلساً ذا جودة وفكر خلاق، لذا فإني أهيب بأصحاب المقالات والأعمدة أن يضعوا القارئ نصب أعينهم وأنه يهدر الوقت والجهد في قراءة تلك المقالات.
وأخيراً أرجو ألا أكون قد وقعت فيما أحذر منه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بريدة