Al Jazirah NewsPaper Monday  12/04/2010 G Issue 13710
الأثنين 27 ربيع الثاني 1431   العدد  13710
 
نهارات أخرى
الرهاب الدعوي الجديد!
فاطمة العتيبي

 

هل أصيب بعض الدعاة برهاب انحسار الأضواء، جراء ارتفاع مستوى وعي المجتمع، وخلو وفاض بعضهم من المبهر والمثير فلم يعد بد مما ليس منه بد، ألا وهو المفرقعات الإعلامية عالية السرعة.

لم يعد من المقبول أن يتحدث الدعاة عن فضل بقاء المرأة في المنزل وملايين من النساء يتصارعن على شباك وظائف محدودة بين التعليم والطب، أتوقع أن تشن النساء حينها نقداً قاسياً على المتحدث بخاصة حين تكون أخواته وزوجاته يشغلن وظائف مهمة في أقسام الدراسات الشرعية في الجامعات!

كما لم يعد من المعقول أن يتحدث بعض الدعاة عن الاختلاط العارض والدائم، فقد قال وزير العدل قولته الشهيرة في أن مصطلح الاختلاط دخيل على الفقه الإسلامي! كما لن يجرؤ بعض الدعاة على الحديث عن القوامة وأن للرجل فضلاً على المرأة نسبة لخاصية الإنفاق.

فأغلب النساء اليوم يصرفن على أنفسهن وأبنائهن ويقضين شؤون بيوتهن، بل إني سمعت بعضهن يرددن أنهن يضعن في جيوب أثواب أزواجهن مصروفهم اليومي قبل ذهابهن لأعمالهن بينما يغط حضراتهم في نوم عميق!

فعن أي قوامة سيتحدثون؟ ومن سيستمع لهم حينها؟

لن يستهوي النساء حديث بعض الدعاة المكرور عن فضل طاعة الزوج والتودد له لأنه وببساطة متناهية لم يعد هناك كثير من الأزواج يقرون في بيوتهم حتى يتم التودد لهم, ومنهم من يعيش في عالم افتراضي صنعه له الإنترنت وفيه يجد حياة أخرى مع أصدقاء من وهم!

عن ماذا يتحدث بعض الدعاة عادة، عن عذاب القبر والحور العين وسعادة الدارين مع إغفال ما أنعم الله به على عباده في الحياة الدنيا، بينما لم يترك سلمان العودة وطارق السويدان وعمرو خالد طريقاً إلا وسلكوه لإقناع الناس بالحياة وجمالها وأسرار النجاح فيها وتطوير القدرات وإيقاظ الهمم والتسامح والاستمتاع بالمباح، لم يعد لدى الناس مساحة تكفي لموضوعات الموت والقبور.

فقد شغلوا بما خلقوا له العبادة وإعمار الأرض!! ضاقت مساحة الملعب الذي يتحرك فيه بعض الدعاة من عاشقي الأضواء والشهرة، فما كان منهم وتحت ضغط الرهاب من انحسار الأضواء والمريدين (والدراهم) أيضاً! إلا أن أقاموا ملعباً صابونياً يتزحلقون فيه والجمهور يملأ المدرجات بالضحك والأهازيج التي تنافس أهزوجة الاتحاد الشهيرة: ياكلك حبة حبة، ياكلك أكل البرشومي!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد