Al Jazirah NewsPaper Monday  12/04/2010 G Issue 13710
الأثنين 27 ربيع الثاني 1431   العدد  13710
 

إطلالة زاهية لبرنامج الأمان الأسري الوطني
د. خالد بن عبد الله السبيت

 

حفلٌ رائعٌ بما تضمّنه من عرضٍ جميل يؤكد على عمق العمل في حماية المواطنين من العنف الأسري من قِبل القائمين على برنامج الأمان الأسري الوطني، وأمسية جميلة بجمال الوطنية التي أظهرها كل العاملين والمنتسبين إلى هذا البرنامج الإنساني والراقي بفكره وأهدافه، فشكراً لصاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبد العزيز رئيس البرنامج، وشكراً إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله نائب الرئيس، على كل ما رأيناه في التقرير السنوي من منجزات على مستوى البرنامج للعام المنصرم (1430هـ - 2009م)، وعلى ما رأينا من تكريم كل الفاعلين مع البرنامج وكان أبرز المُكَرمين شابَيْن يَافعَين يدل وجودهما على المستقبل المشرق الذي ينتظر وطننا من طاقات تطوعية تسعى بجهدٍ دءوب لمحاربة العنف، وقد أثلج كل ذلك صدور الحاضرين من السيدات والرجال الأعضاء. كما لمسنا في هذا اللقاء قوة الدافعية من قِبل صاحبة السمو نائب الرئيس في المضي قدماً في هذا الاتجاه للعام الحالي (1431هـ - 2010م) وقادم الأعوام، بحيث ينطبق على سموها قول الشاعر:

(إذا كانت النفوس كباراً

تعبت في مرادها الأجسام)

وإنْ كان لي من وقفة تأمُّلية قصيرة فهي مع كلمة الأعضاء والتي ألقتها إحدى عضوات برنامج الأمان الأسري الوطني والتي كانت حافلة بجلد الذات كلغة لخطابها، مؤكدة بأكثر من أسلوب وطريقة، على تناقض المجتمع بين ما يؤمن به من قيم ومبادئ إسلامية راقية، وبين التطبيقات اللامسئولة بممارسة العنف اليومي، واستخدمت في خطابها عبارات أليمة، تدل على تأثرها العميق مما يتألم به ضحايا العنف الأسري، وعلى رغبتها الجادة في تغيير كل المؤثرات السلبية التي أوصلت العنف الأسري في وطننا إلى هذا الحجم من الناحيتين الكمية والنوعية، وهو أمرٌ نتفق عليه من حيث الهدف والنتيجة، ولكني بكل تأكيد أختلف معها من حيث السبب والتأثير بغرض المعالجة الصحيحة، فكلنا يعلم أنه إذا لم نضع أيدينا على الجرح، فإنّ أساليب المعالجة ستستمر قاصرة دون وصولها إلى ما تريد من الحدِّ في تزايد حالات العنف الأسري في مجتمع المملكة العربية السعودية. ولأؤكد على أنَّ العنف مثل الإرهاب سواء بسواء (لا دين له) وأنه لا يختص بمجتمع دون آخر، فهذه الولايات المتحدة الأميركية، تستقبل ضيوفها على الساحل الشرقي بتمثال الحرية، ولديها أشد العقوبات وأكثر الأنظمة صرامة في هذا المجال وهي مع كل ذلك رازحة تحت ضغط العنف الأسري المتزايد من قِبل الأفراد الساكنين هناك، وبإحصائيات تفزع كل الغيورين على سلامة الأمن البشري، وهذا ينطبق بطبيعة الحال على دول أخرى كثيرة في أوروبا وغيرها، مما يؤكد على أنّ للعنف الأسري أسبابه الخاصة به التي يجب أن تُدرس وتحلل بموضوعية ومهنية عالية، وأنه لا يجوز أن تؤدلج مثل هذه القضايا، فأدلجتها لن يؤدي إلاّ إلى سحب العراك الثقافي من مناطق أخرى إلى هذه المنطقة من المشاكل الاجتماعية، وسيكون ذلك على حساب المعالجة العلمية التي ينبغي أن تكون في الدرجة الأولى من حيث الاهتمام بغية الوصول إلى العلاج الناجع ليستفيد منه ضحايا العنف الأسري والذين من أجلهم أنشئ هذا البرنامج الوطني الجميل. يطيب لي في ختام هذه المقالة الموجزة أن أجدد شكري وتقديري للقائمين على البرنامج، ولا أريد أن أنسى المشرف العام على البرنامج معالي مدير الشؤون الصحية الدكتور بندر القناوي، وسعادة المدير التنفيذي للبرنامج الدكتورة مها المنيف. داعياً المولى القدير أن يكلل جهودهم بالتوفيق والنجاح لما فيه خير وطننا الكبير ونَفْع ضحايا العنف الأسري ممن يعيش على أرض هذا الوطن الغالي، وأن تتجدَّدَ مثل هذه اللقاءات في المستقبل القريب.

عضو برنامج الأمان الأسري الوطني وعضو هيئة التدريس بكلية الملك خالد العسكرية


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد