Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/04/2010 G Issue 13712
الاربعاء 29 ربيع الثاني 1431   العدد  13712
 
أضواء
هل السعوديون متوحشون..؟!!
جاسر الجاسر

 

لا أعرف العينة التي اعتمدت عليها الدراسة التي نشرت نتيجتها وكالة الأنباء الألمانية، التي قام بها مركز رؤية للدراسات الاجتماعية، التي ذكرت رقماً مبالغاً جداً فيه، حيث يقول خبر الوكالة التي نسبت أرقامه إلى المركز، إن 93 في المئة من النساء السعوديات اعترفن أن أزواجهن يمارسون العنف عليهن بطريقة مباشرة.

الدراسة لم تذكر كيف أجرى المركز دراسته، وهل اختار الباحثون أو الباحثات في المركز عينة عشوائية في المنطقة التي يتواجد فيها المركز، أو اختاروا نوعية معينة ومن مناطق المملكة الثلاث عشرة، أم ماذا؟.. كل هذا لم نعرف عنه، فقط قرأنا الخبر صحفياً، الذي سارعت الصحف بنشره وكأنها تحتفل بوحشية الرجال في السعودية، رغم إيماني العميق بأن النسبة مبالغ جداً فيها، 93 في المئة من النساء السعوديات يتعرضن للعنف من أزواجهن، ومعنى هذا أن 7 في المئة فقط في أمان..!!

ما هذا الهراء.. نعم هراء، فما هكذا تجرى الدراسات، فالعنف الذي أشارت إليه الدراسة لم يحدد علمياً، وبدقة، هل هو عنف يرتكب ضد المرأة أم ممارسة تمييز ضدها أم ماذا..؟!!

والدراسة التي لم يوضحوا من قاموا بها، أو من وجهوا بإجرائها وكيف تمت، وهل يعرفون أن الدراسة جرت وتمت في مجتمع ذكوري، وأن هذا المجتمع السعودي مثل كل المجتمعات العربية، وأن المواصفات التي توضع لتوصيف العلاقة بين المرأة والرجل في هذا المجتمع تختلف كلياً عن المواصفات التي تأخذ بها المجتمعات الغربية، فحتى أسلوب المخاطبة ينظر إليه في الغرب على أنه تعنيف فإذا ما رفع الزوج صوته، أو حتى استيقظ صباحاً وقابل زوجته دون أن يطرح عليها تحية الصباح..!!

تلك ثقافة وأسلوب حياة والمجتمع السعودي مثله مثل كل المجتمعات الشرقية يمارس تمييزاً وأحياناً تتعرض المرأة السعودية إلى عنف غير مبرر من بعض الأزواج الجهلة، إلا أن النسبة لا يمكن أن تصل إلى 93 في المئة، وإلا فنحن شعب متوحش، وأن العنف المرتكب ضد النساء في المملكة مرض اجتماعي يجب أن تفتح له العيادات النفسية المتخصصة لعلاج مرتكبي العنف ضد النساء، فالحالة إذا ما تعدت 25 في المئة تصبح ظاهرة تستدعي العلاج.. وعلى المركز الذي أجرى الدراسة أن يجري لنا دراسة عن الكيفية التي نعالج بها وحشيتنا..!!!



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد