Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/04/2010 G Issue 13712
الاربعاء 29 ربيع الثاني 1431   العدد  13712
 
طبقته هيئة تطوير الرياض لأول مرة في الشرق الأوسط ..نظام معالجة طبيعي ينقي مياه وادي حنيفة من الملوثات

 

تمكن مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة الذي أطلقته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أخيراً، من تطبيق آلية جديدة لمعالجة المياه الجارية في الوادي هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، تستند إلى (نظام معالجة طبيعي غير كيميائي)، يعتمد على إيجاد البيئة المناسبة في المجرى المائي لتواجد وتكاثر الأحياء الدقيقة التي تستمد غذاءها من المكونات العضوية وغير العضوية في المياه، وبالتالي تساهم في تنقية المياه من الملوثات والشوائب، دون تدخل بشري أو آلي في العملية.

ويصرف إلى وادي حنيفة يومياً نحو 400 ألف متر مكعب من المياه من مصادر متعددة، تشمل: (شبكات تخفيض المياه الأرضية بكمية تبلغ نحو 100 ألف متر مكعب يومياً، والسيول والواردة من محطات الصرف الصحي بعد معالجتها بكميات تبلغ 500 ألف متر مكعب في اليوم).

تستمر هذه المياه في الجريان حتى تصل إلى مصبها النهائي في الحائر ومن المتوقع أن تصل كمية هذه المياه عام 1445هـ إلى 1.2 مليون متر مكعب بناء على النمو المتوقع للمدينة.

تنقية بالشمس والأوكسجين

وقد جاء اختيار هذا النظام الطبيعي لمعالجة المياه، لكونه وسيلة طبيعية تتواءم مع بيئة الوادي، فهو يعمل على تكوين دورة كاملة للسلسلة الغذائية الهرمية لمجموعة من الكائنات الحية التي يمكن أن تعيش في المياه، بحيث يكون المصدران الأساسيان في العملية الحيوية هما ضوء الشمس والأوكسجين، اللذان يساعدان على نمو الأحياء الدقيقة والطحالب، والتي تتغذى بدورها على الكائنات الحية المختلفة المنتشرة في المياه ابتداء بالبكتيريا وانتهاءً بالأسماك والطيور.

تسريع جريان المياه

كما أن أحد أوجه المعالجة الحيوية للمياه، تتم عبر تدرجات صخرية تعرف بـ(الهدارات) تعترض طريق المياه دائمة الجريان، وتتكون هذه الهدارات التي يزيد عددها عن 38 وحدة، من تدرجات صخرية وضعت في مواقع مختارة من مجرى المياه داخل القناة، قبل دخول المياه إلى أحواض مائية مفتوحة أكثر عمقاً وعرضاً من القناة.

بكتيريا للتمثيل الغذائي

وتعمل هذه التدرجات الصخرية التي اختيرت مواقعها على أطوال متناسبة وبحسب طبيعة تكوين الوادي، على زيادة خفقان المياه, ومن ثم زيادة نسبة الأوكسجين الذائب فيها, وعندما تصل المياه إلى الحوض، تتعرض لكميات هائلة من البكتيريا, حيث تجري عملية «التمثيل الغذائي» في الحوض الساكن ـ نسبياً ـ ثم تواصل المياه مرورها عبر القناة إلى الهدارة التالية، وهكذا دواليك.

100 ألف م3 لمحطة المعالجة

وبهدف زيادة طول جريان المياه، ومضاعفة عملية معالجتها الحيوية، اختار مشروع التأهيل البيئي بطن الوادي المحاذي لميدان الجزائر في حي عتيقة جنوبي الرياض، لإنشاء أكبر محطة معالجة حيوية طبيعية في المملكة تبلغ مساحتها أكثر من 100 ألف متر مربع، تتمثل مهمتها الرئيسية في زيادة طول جريان المياه، بعد تزويدها بالهواء لزيادة نسبة الأوكسجين فيها، ومن ثم المساهمة في نمو الكائنات الحية التي تتخلص من ملوثات المياه.

وقد جرى تشييّد هذه المحطة بعرض للقناة الوسطية يصل إلى 15 متراً، بحيث تكون محمية من مياه السيول عبر جدار خرساني عازل مكسو بالصخور الطبيعية, وزودت ببوابة منزلقة على مدخلها، والتقائها بقناة المياه دائمة الجريان، تسمح بمرور مياه القناة إلى المحطة، فيما تحجب مرور مياه السيول عنها.

وبينما تعمل المحطة بنظام الهدارات نفسه، إلاَ أنها تمتاز بقدرتها العالية على المعالجة نظراً لاحتوائها على عدد كبير من الهدارات في مجموعات وأحواض متصلة بقناة المياه الأساسية في المحطة، يبلغ عددها 140 خلية كل خلية بطول 30 متراً، وبعرض ستة أمتار وبعمق مترين, كما زودت خلايا هدارات المحطة جميعها بأنظمة تهوية كهربائية للمياه في حوض الهدارة، لزيادة فاعلية المعالجة، وبالتالي زيادة نسبة الأوكسجين الذائبة في الماء.

بحيرة ونافورة متعددة الوظائف

كما لا يقتصر دور محطة المعالجة على مهامها الوظيفية السابقة فقط، بل تتعدى ذلك لتضفي على الموقع الذي يحتضنها لمسة جمالية طبيعية جعلت من المكان متنزهاً طبيعياً تتوزع في أرجائه الأحواض الصخرية التي تتدفق عبرها المياه المتجددة، وتتوسطه نافورة عالية للمياه تبلغ مساحة بحيرتها نحو 8800 متر مربع، تحيط بها الأشجار والشجيرات المزهرة من كل جانب، ناهيك عن ممرات المشاة المجاورة للمحطة، والمظلات المنتشرة على طول الممرات المزودة بمختلف متطلبات التنزه، من دورات للمياه ومقاعد وظلال ومواقف للسيارات.

فحص يومي للمياه قبل وبعد المعالجة

وللتأكيد على جدوى وجودة المعالجة الحيوية للمياه، تجري الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، عمليات اختبار دورية ودائمة للمياه في مواقع متفرقة من الوادي للتأكد من خلوها من الملوثات، حيث يجري اختبار المياه قبل دخولها للمحطة، واختبار آخر بعد خروجها من المحطة، مما يظهر فوارق كبيرة في نسب المعالجة التي خضعت لها المياه خلال هذه الدورة الطبيعية.

كما أكدت هذه النتائج بعد فحص العينات اليومي، أن المياه المعالجة آمنة وليس فيها أي خطر يهدد المتنزهين في الوادي، بل إنه وفقاً لدراسات الهيئة فإن هذه المياه سيتم استغلالها وإعادة استخدامها بالتعاون مع كل الجهات المسؤولة في المدينة (أمانة منطقة الرياض، وشركة المياه، وزارة المياه، وهيئة المياه، ووزارة الزراعة) لأغراض عديدة مثل الري والزراعة وفي المجمعات السكنية أو في الجوانب البيئية، أو في أعمال التبريد المركزي، فهذه المياه المعالجة تتفق مع المقاييس التي اعتمدتها وزارة المياه لاستخدامات المياه في الري غير المقيد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد