Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/04/2010 G Issue 13712
الاربعاء 29 ربيع الثاني 1431   العدد  13712
 
أمير الوفاء فيصل بن خالد كرم أهل الوفاء في ليلة الوفاء، ويقول:
منطقة عسير كانت وما زالت مصدراً للنوادر من الرجال وقدوة في الخير للغير

 

أبها - عبدالله الهاجري

عدل بفكرته لبس النظارة لترى بعد ذلك التعديل المعنى الحقيقي للتكريم، مؤسساً بذلك ليلة أبهاوية تأتي مرة واحدة كل عام، وسنَ سنة حميدة تسجل لإنسانيته ومحبته في تكريم من خدم منطقته وأهله والأهم وطنه، كرم الأحياء، وترك الآخرين يكرمون الأموات، وهنا الفرق.

أمير الوفاء صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير وفي ليلة الوفاء كرم أهل الوفاء من شتّى مجالات العمل حيث شمل التكريم الشيخ والقاضي والأديب والموظف والإعلامي ورجل الأعمال منهم من تقاعد من عمله ومنهم أناس يخدمون الآن وطنهم بكل حب، حيث شهد حفل التكريم عدداً من الشخصيات والرموز بمنطقة عسير مساء الاثنين بصالة الاحتفالات الرئيسية بالخالدية بأبها في حضور نخبوي اكتظت بهم الصالة حضروا ليشهدوا على هذه الليلة ويشاهدوها، منهم من حضر خارج المنطقة بدعوة من أميرها، ومنهم من بادر بالحضور حتى يجد له مقعداً، وفي بداية الحفل ألقى أمير عسير كلمة بدأها بقول الرسول الكريم (لا يشكر الله من لا يشكر الناس).

وقال سموه: «كم هو رائع وجميل، أن يجد الباذل المخلص، من أمته وفاء وإنصافاً وأن يرى السابق من اللاحق عرفانا، فإن هذا من شأنه أن يبعث الهمم، وأن يستنهض النفوس، لصناعة الأمجاد، وبناء الأوطان، وقد جرت عادة التاريخ أن يستشهد بأعمال الرجال ويستنطق سيرهم قبل أن يلحقهم بسجل الخالدين في ضميره، فالأعمال الجليلة الحية، هي الشاهد الذي لا يحابي، والدليل الذي لا يمحى. وفي هذه الليلة العاطرة من ليالي الوفاء تحتفل منطقة عسير بنخبة من الرجال الذين أخلصوا للمكان، وأحبوا الإنسان، فبذلوا لأجلهما الكثير. وما هذه المناسبة إلا وفاءً وتقديراً لمن بذلوا لعسير وشاركوا في صناعة نهضتها. ولقد كانت هذه المنطقة ولا زالت مصدرا للنوادر من الرجال وستبقى -بإذن الله- قدوة في الخير للغير، ودرة نفيسة في منظومة مناطق مملكتنا الغالية، بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين و سمو سيدي ولي العهد وسمو سيدي النائب الثاني -حفظهم الله- وأعزهم بالإسلام. أيها الإخوة: ونحن نكرم هذه النخبة الكريمة فقد بقيت على الأفق نـجوم وكواكب تضيء سماء العطاء، وتنير طريق النجاح سيأتي دورها بإذن الله لتنال حقها من التكريم والعرفان. أسأل الله العلي القدير أن يحمي هذا الوطن العظيم وأن يخذل الخوارج الخونة وأن يرحم شهداءنا الأبطال، ويسدد على طريق الخير قيادتنا»...

إثر ذلك كرم أمير عسير كلا من الشيخ محمد بن إبراهيم الحديثي والأديب محمد بن عبدالله الحميد والشيخ محمد بن أحمد العسكري وعبدالله بن علي بن عفتان وعبدالعزيز بن محمد أبو ملحة ومحمد بن علي الزيد وعبدالعزيز بن سعيد بن مشيط ورجل الأعمال محمد بن ناصر بن جارالله المهندس عبدالكريم بن سالم الحنيني كما شمل التكريم الكاتب الصحافي الدكتور علي بن سعد الموسى.

وقد ألقى الكاتب الصحافي الدكتور علي الموسى كلمة شكر معبرة جاءت كيف كان صباح يوم تكريمه، وكيف يكون هذا التكريم دافعاً لمزيد من البذل في خدمة الوطن.

ثم ألقى وكيل إمارة المنطقة المهندس عبدالكريم الحنيني كلمة نيابة عن المكرمين قدم خلالها الشكر والامتنان لأمير عسير على لفتته الإدارية البارعة ولمسته الإنسانية الرائعة وقال الحنيني إن تكريم أمير عسير أوحى للمكرمون أن ما يقوم به المخلصون من أعمال وما يحققونه من إنجازات هي تحت سمعه وبصره تأخذ مكانها في اهتمامه الكبير، وتجد موطنها في رعايته وعنايته. وقال الحنيني: (وأنتم يا سيدي تكرمون نخبة من الرجال فإن التكريم في حقيقته لكم أنتم فأنتم سيدي من زرعتم في نفوسنا حب الإنجاز بإنجازاتكم وغرستم في قلوبنا قيم البذل والتضحية والعطاء بنصيحتكم وبذلكم وعطائكم، لقد رأينا فيك يا أمير عسير مثابرا لا يهدأ ومناضلا في معترك التنمية لا يلين وفارسا حضاريا يجوب كل الميادين، تكون في مكتبك أول الحاضرين وتغادره آخر المغادرين تشارك الناس أفراحهم فتغمرهم بهجة وسرورا وتشاطرهم أحزانهم فتفيض عليهم السلوى والحبور وتبحث عن احتياجات الناس ومواجعهم فتداويها وتتلمس ثغرات التنمية فتكملها). وقال الحنيني: إن أمير عسير استطاع بحكمته وقيادته الطموحة أن يجعل من منطقة عسير ميدانا للتميز الأمثل ومضمارا للعطاء الأكمل. وأضاف وكيل الإمارة (فإذا كان لنا أن نتابع الشكر والتقدير فإنه لوالدينا الذين على التفاني ربونا، ولمعلمينا الذين بالإخلاص هذبونا، ولكل العاملين معنا الذين بجهودهم ساندونا، وقبل هذا وذاك ندين بالفضل لله ثم لدولتنا التي استثمرت بنا وهيأت لنا سبل النجاح). كما ألقى محمد بن زيد كلمة شكر وثناء في ختام الحفل، ثم شاهد أمير عسير والحضور عرضا مرئيا يعرف بالتكريم وفكرته وأهدافه وعرضا مماثلا عن المكرمين وسيرهم فيما ألقيت خلال الحفل قصيدة وطنية للراحل علي آل عمر عسيري -رحمه الله- ألقاها ابنه عبدالسلام ثم جرى تكريم رعاة الحفل.

هذا وتأتي فكرة مبادرة يوم الوفاء كمناسبة دورية يتم فيها تكريم الأشخاص الذين تركوا بصمات واضحة على مسيرة التنمية العسيرية في مختلف مناحي الحياة.

وكانت نشأة الفكرة من رأي أمير منطقة عسير بأن هناك رجالا قدموا للمنطقة الكثير والكثير، وأن من حقهم أن يقال لهم: إن ما قدمتم محفور في ذاكرة الوطن، وأن الوطن لم ينس أو يتجاهل إنجازاتكم، وهو وإن صمت عن ذلك حينا فإنما ليستكمل الصورة ويستجمع الشوارد، ليضعها في سجل التاريخ بأحرف وضاءة، وسيرة باقية وقادة.. وهكذا نبعت فكرة المشروع من قلب وعقل صاحب المبادرات الخيرة الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، الذي يصل ليله بنهاره في سبيل نهضة منطقة عسير، وليجعلها سابقة إلى كل خير وقدوة في المبادرات للغير.

فيما تأتي الفكرة والتي رسمها أمير عسير إلى تأكيد مفهوم الوفاء الذي سارت عليه سياسة هذه البلاد، في وفاء القادة وولاة الأمر لكل من أسهم في بناء النهضة ورسم معالمها بالإضافة إلى تقدير إنجازات أصحاب الإنجازات البارزة والتأثير الفاعل في مسيرة التنمية و إبراز النماذج المشرفة للمواطنة الحقة، لتكون نموذجا يقتدى ومثالاً يحتذى ونجوما تنير طريق الأجيال القادمة وكذلك حفز الهمم وشحذ العزائم لدى جميع العاملين والمحبين لمنطقة عسير لتقديم المزيد وترك الآثار الخالدة.

***

جاء حضور رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد المالك في حفل الوفاء محل حفاوة الجميع، من قبل أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد ومن علية القوم العسيري الحاضر للحفل، وقد شهد الحفل الكثير من الأحاديث مع رئيس التحرير من قبل أهالي عسير، جاء مجملها في التطور الكبير الذي شهدته الجزيرة من الناحية التحريرية والإعلانية والإخراجية، وأكدوا أهالي عسير للمالك أن «الجزيرة « أصبحت مهمة لهم وباتت متابعة بشكل أكثر وبذلك زادت شعبيتها ومكانتها، مقدمين شكرهم لرئيس التحرير على تلك المساحات التي يفردها لتغطية أخبار ونشاطات المنطقة أو إعطائهم المساحة للكتابة في صفحات الجزيرة. الجدير ذكره أن أمير عسير الأمير فيصل بن خالد يعتبر من أكثر المحابين والمحبين لجريدة الجزيرة ويفضلها كثيراً، حيث قام في سنواته الخمس الماضية بإجراء الكثير من الحوارات التي خصنا بها، كما قام قبل أشهر بزيارة للمقر الرئيس لمؤسسة «الجزيرة» في العاصمة الرياض، وكان له هناك حواراً مطولاً مع رئيس التحرير وقادة تحرير الجزيرة إلى جانب الزملاء المحررين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد