Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/04/2010 G Issue 13712
الاربعاء 29 ربيع الثاني 1431   العدد  13712
 
نهارات أخرى
صندوق الوضع الصحي!
فاطمة العتيبي

 

أبهجني مرأى الصندوق الأخضر الكبير الذي حمله رجلان شديدان هما معالي الشيخ صالح الحصين ومعالي الأستاذ فيصل المعمر وسلماه إلى ولي أمر البلاد والعباد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله.

الذي يجيد قراءة الملامح يدرك أن عيني الملك حامت حول محتوى الصندوق مثل صقر حر يتوق لاكتشاف الحقيقة كما هي ومن دون وصايا وتقارير تجميلية أو تحسينية.

لم يكن صندوقاً عادياً، فبالإضافة إلى كونه صندوقاً كبيراً ومبطناً بالساتان اللامع ومغلفاً بالمخمل الأخضر الثمين، إلا أن ما فيه أثمن بكثير في اعتبار خادم الحرمين، حيث يحوي الصندوق أنَّات المواطن وصدقه وآراء الخبراء والمهتمين بالشأن الصحي واقتراحاتهم وأفكارهم لتطوير الوضع الصحي في المملكة.

سبعة أشهر قضاها مركز الحوار الوطني في جمع كل نفس ضائق وكل أنَّة وجع وكل رأي حاذق وكل اقتراح وجيه، جمعوا خلاصتها وأعدوها كتوصيات قدموها لأعلى سلطة في الدولة هو الملك عبد الله، حيث تظهر رغبته الجامحة في معرفة ما يدور في وطنه دون وسطاء ودون تقارير قد تمر بعدة تعديلات وتصحيحات إلى أن تصل باردة باهتة لا يظهر فيها إلا عبارة كبرى هي (كل شيء على ما يرام)..

هذا ما فعله تماماً المركز مع التعليم، وهذا ما سيفعله مع خدمات أخرى سيناقش وضعها لاحقاً.

تلك جهود نوعها الملك عبد الله وتفنن في تعزيز التواصل بينه وبين المواطن تارة عبر الأساليب التقليدية المتبعة وسياسة الباب المفتوح وسياسة مجلس الشورى، ثم الأقرب جداً وعبر خط ساخن ومفتوح مباشرة مع ديوانه الكبير، حيث ظهر مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني كقناة هامة ومرتبطة مباشرة بمليك البلاد، تتولى مهمة دقيقة في تقديم صورة شفافة عما يدور في أرجاء الوطن وما يعتمل في ذهن المواطن من آلام وبشائر، من أفراح وإخفاقات، ومن تطلعات وخيبات.

صوت طازج ينتقل مباشرة لملك تواق لسماع نبض شعبه ومتطلع لأن يكون الإنسان السعودي أفضل معيشة وخدمات وطموحات.

حين تقرأ توجه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني عبر هذه الزاوية، لا شك نقدر لهم جهودهم، ويكفي أن مليك البلاد شهد في كلمته أن ثقافة الحوار دخلت كل بيت، تلك عبارة هي أشبه بتاج يضعه كل من يعمل في هذا المركز وعلى رأسهم قيادته، كما أن هذه الكلمة هي مسؤولية عظيمة تتطلب المزيد من الجهد كي تصبح ثقافة الحوار جزءاً من المشهد الممارس والمطبق في تفاصيل حياتنا وتعاملاتنا، كما أن مسؤولية المركز تزداد في سبيل تعزيز الوسطية وتبني الصوت الوطني المعتدل مع منح الفرصة والمساحة لكل الأصوات كي تعبر عن رؤيتها وفق منهجية الحوار وأخلاقيات احترام الدين والقيم الوطنية.



fatemh2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد