Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/04/2010 G Issue 13716
الأحد 04 جمادى الأول 1431   العدد  13716
 
مملكتان.. وزيارة تاريخية
بقلم: خالد المالك

 

بين المملكة والبحرين من العلاقات الودية ما لا يمكن مقارنته بعلاقة أخرى للمملكتين مع أي من الدول على امتداد العالم، وهي بحساب الأحداث والمتغيرات تكتسب من الأهمية ما لا تماثلها أحداث ومتغيرات أخرى، وهي بالشواهد والأرقام والتاريخ تضرب بجذورها في العمق ما لا أعرف ما يشابهها أو يحاكيها أو ينافسها على الأولوية.

***

المملكتان على امتداد هذا التاريخ البهي مرَّتا - كما مرت بقية دول العالم - بأعاصير من التباين في وجهات النظر، وأحياناً بتأزمات خلافية مع دول أخرى كثيرة، غير أنها لم تمس العلاقة السعودية - البحرينية المتجذرة، ولم يكن لمثل هذه الخلافات من نصيب في العلاقات السعودية-البحرينية، أو سهم في التأثير على الأُخوَّة الصادقة بين الدولتَيْن.

***

والموضوع ببساطة أن حكمة قادة هاتين المملكتين، والتزامهم بالمواثيق والتفاهمات والاتفاقيات، هما ما كرَّسا هذه العلاقة المتميزة، وجنَّباها الصراعات المريرة المعتادة بين الدول، وأنقذاها من بؤر الخلافات المستديمة على امتداد العالم، وفوَّتا على الأعداء المساس بها بحِيَل ومؤامرات يستحيل أن تتجاوب معهما زعامات المملكتين والشعبان الشقيقان.

***

والملك عبدالله بن عبدالعزيز حين يزور اليوم مملكة البحرين فهو يزور الأهل، ويلتقي الأبناء والأشقاء، ويرسم مع أخيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة صورة حقيقية لعمق العلاقات بين الدولتَيْن، في مشهد جميل وأثير، بعد طول انتظار وترقُّب من الشعب البحريني الشقيق؛ حيث إنَّ هذه الزيارة هي الأولى لخادم الحرمين الشريفين منذ توليه سدة الحُكْم في المملكة العربية السعودية.

***

وهذه الزيارة الملكية تُذكِّرنا بأول زيارة قام بها الإمام عبدالرحمن آل فيصل في العام 1891م ومعه نجله الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراهما - بعد سقوط الدولة السعودية الثانية، وكل الشواهد عن تلك الزيارة من الاستقبال الحار لأفراد أسرة آل سعود إلى السكن في بيت كبير في البحرين، وحيث الرعاية الكريمة التي وجدوها من الشيخ عيسى بن علي، تؤكد على خصوصية هذه العلاقة مقارنة بأية علاقة أخرى لأي من المملكتين مع أي من دول العالم.

***

وتعدُّ العلاقة السعودية البحرينية - بكل المقاييس والأعراف - نموذجاً لم يتكرر مثله في تاريخنا المعاصر، وقد لا يتكرر في المستقبل؛ نسبة إلى التزام قادة الدولتين بمسؤولياتهم، واحترامهم للأخوَّة والتعايش فيما بينهم، ونأيهم بقراراتهم ومواقفهم عن كل ما يؤثر سلباً على علاقة الدِّين واللغة والجوار والمصاهرة وجميع القواسم الأخرى المشتركة بين بلدَيْنا وشعبَيْنا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد