Al Jazirah NewsPaper Monday  19/04/2010 G Issue 13717
الأثنين 05 جمادى الأول 1431   العدد  13717
 
الريادة في التطور تعود من الشرق.. والصين مقبلة بقوة
دكتور مهندس صالح بن حسين العواجي

 

لم يكن يدور في خلدي، وقد سبق لي زيارة العديد من دول العالم الصناعية وغيرها، أن تكون الصين قد وصلت إلى هذا المستوى المتميز من التقدم في كافة المجالات، نعم فلاحظ أن بضائع الصين بكافة فئاتها، ابتداءً من صناعة الإلكترونيات حتى صناعة المعدات الثقيلة، قد انتشرت في معظم أسواق العالم بجودة وأسعار منافسة، كنت لم أتصور أن هذا الانتشار القادم مبني على قاعدة صلبة من الدعائم التقنية المتينة، والتمكن الواضح، وامتلاك التقنية وتطويرها، حيث تبين لنا ذلك من خلال زيارة وفد من قطاع الكهرباء السعودي إلى قطاع الكهرباء في الصين لتعزيز التعاون.

وقد كانت محطتنا الأولى في مدينة شنجهاي، واجهة الصين التجارية ذات الثمانية عشر مليون نسمة، هذه المدينة العريقة تستقبلك بمطارها الضخم الأنيق الرائع في تجهيزاته ومبانيه، ومن هذا المطار إلى وسط المدينة ينقلك أسرع قطار مغناطيسي في العالم خلال سبع دقائق بسرعة تتجاوز (400) كيلومتر في الساعة، وهي أعلى سرعة لوسيلة نقل تسير على الأرض حتى الآن، فيحق للصين العريقة أن تفتخر بها، وتبتاهي فيها أمام العالم لأنها تعتمد على تقنية صينية صرفة، تبرهن الصين للعالم من خلالها أنها أصبحت تملك زمام المبادرة في تطوير سرعة القطارات.

ولأن الهدف من جولتنا تعزيز العلاقة بين قطاع الكهرباء في المملكة والمصنعين والمقاولين من الصين، وفي ضوء ذلك كانت لنا فرصة زيارة عدد من المصانع المتخصصة في صناعة معدات الكهرباء، ابتداء من إنشاء المحطات بأكملها، وصناعة عناصرها الأساسية من المعدات الثقيلة، مثل مولدات الكهرباء، وغلايات البخار، ومحولات الطاقة، وفي هذه المجالات تبين لنا أن صناعة الصين قد بلغت مرحلة الريادة في تطوير تلك الصناعات، فهي تطور من تلك المعدات أضخمها على مستوى العالم، وقد برهن تشغيل تلك المعدات خلال العقود الماضية جودتها ومتانتها من خلال سجلات تشغيل متميزة.

ومن صناعة المعدات الثقيلة وبناء التجهيزات الضخمة لإنتاج الكهرباء، كانت لها فرصة الاطلاع على ريادة الصين في مجال الصناعة الإلكترونية، وذلك خلال زيارة أحد المصانع المتخصصة بتصنيع الخلايا الكهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وقد تبين لنا أيضاً أن الصين قد ملكت الريادة في هذا الميدان من خلال إنتاج ألواح كهروضوئية تعد الأكبر من نوعها على مستوى العالم، سواء في كبر حجمها، أو في قدرتها لإنتاج الكهرباء.

ومن أهم ما لفت أنظارنا خلال تلك الزيارات نظافة المصانع، وجود معداتها، إضافة إلى أن معظم خطوط الإنتاج تخلو من العنصر البشري لاعتمادها اعتماداً كاملاً على التشغيل الآلي. وهذا على خلاف ما كنا نتوقعه في بلاد المليار ومائتي مليون نسمة، حيث كنا نتوقع تزاحم العاملين في خطوط الإنتاج.

وإلى جانب التميز الصناعي والتقني لاحظنا الانضباط الصارم في المواعيد، والتنظيم الرائع في الاستقبال، والتنقلات، إلى جانب الحرفية والتميز في عرض المعلومات، والمناقشات، ويتوج ذلك الاهتمام الواضح بالضيافة، التي تلمس من خلال الكرم الصين العريق.

وفي واقع الأمر أن الصين ليست وحدها في الميدان، فهي تتحرك ضمن منظومة دول الشرق، التي تلاحظ أن التنافس على أشده فيما بين بعضها البعض، سواء كان ذلك في الريادة التقنية، أو الجودة، أو خدمات ما بعد البيع، أو الأسعار، لكن استطيع القول وبدون تردد أن دول الشرق، تطورت تطوراً هائلاً خلال العقود الثلاثة الماضية في كافة المجالات، لكنها تميزت تميزاً واضحاً في مجال التقدم التقني، والصناعي، أتمنى أن نرى في بلادنا الغالية من التطور ما يسعدنا، ويمكننا من أن تفتخر به أما العالم، لا سيما أننا نمتلك الموارد اللازمة لجعل المملكة رائدة في مجالات عديدة.

- وكيل وزارة المياه والكهرباء لشئون الكهرباء
رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء بالإنابة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد