سكون يعم أرجاء المنزل.. تدق الساعة معلنة منتصف الليل بدأ.. كم أحب القراءة في هذا الوقت.. لا يقاطعني شيء.. أستطيع الإبحار بين أسطره.. أتعمق بأحرفه.. لا أنكر هذه أول مره أتعمق في القراءة بهذا الشكل.. لا أعلم لماذا..؟؟
هل هو الموضوع شد اهتمامي..!!
أم الجو الهادئ..!!
وقد يكون رغبتي في الخروج من عالمي لعالم آخر..
من أول سطر قرأته لم أواجه أي صعوبة أو وقفات استفهامية.. ما السبب..!!
بل وجدت بمجرد القراءة عدت بالذاكرة إلى الوراء سنة ونصف.. عدة إلى أيام التدريب الميداني.. عند قرائتي لكل فقرة.. لكل جزئية أتذكر إحدى طالباتي..
أتذكر الصعوبات التي كانت تعرقلهن كيف كانو قبل مجيئنا وبعد رحيلنا..
في أول يوم لدخولي المدرسة لعمل زيارة استطلاعية على الفصول صدمت بكلمة ألقتها إحدى الطالبات.. بنظرات سخرية أأنتم هاهنا لأخذ الطالبات الأغبياء أليس كذلك..؟؟
براكين تفجرت بداخلي.. كيف سأغير هذه النظرة بأعينهن.. ولكن انقطع حبل أفكاري بلساني ينطق.. لا ياحبيبتي نحن هنا لأخذ الطالبات المتميزات وتدريبهم ليصبحو أفضل من في الصف.. لو رأيتم نظرات الطالبات الذي كانو يواجهن صعوبات كيف كانت منكسرة.. كيف تمنين لو يختبئن تحت الطاولة والخروج من عالمهن..
* كان هناك خوف لهن تجاهي حاولت استنزاف هذا الخوف والحديث إليهن ولكن دون جدوى.. ولكن لم استسلم بل زاد إصراري.. هل تريدين أن تكوني متفوقة!! هل تريدين أن تشاركي في الصف!!
فأنتي تستطيعين فقط نحتاج إلى الدراسة سوياً..
في البداية كانوا يخافون من الإخفاق عندي.. ولكن بدأت بتشجيعهم وتقوية الثقة بأنفسهن.. لا عيب بالإخفاق بل العيب في الاستمرار وعدم التقدم.. وبدأت بتعديل استراتيجيات التدريس, سواء عن طريق اللعب أو عن طريق الحل المتشارك والتشجيع..
* حيث تصبح المعلمة الصغيرة. بعد فترة مع تغير طريقة منهج الطالبة بدأ التقدم يلحظ عليها وتأتي إلي بدفاترها لتريني كيف أصبحت تأخذ نجوم بعد ما كانت خطوط حمراء.. قبل رحيلي قمت بعمل حفل صغير بإدارة طالبات الصعوبات *بحيث سمحنا لكل طالبة اختيار صديقة لها تشاركها* وقمنا بتقديم هذا الحفل على الطالبات مما طور مهارات الطالبة اجتماعيا وأصبح الكل ينظر إليها شيء مهم.. الكل يريد مصادقتها بعكس ما كانت عليها.. وقفة!!
أنا لست غبية..!!
أنا فقط أعاني..!!
من سيفهم شعوري..!!
من سيفهم آلامي..
أريد فقط أن أصبح مثلهم..
أشاركهم.. أتعاون معهم..
ولكن ضحكاتهم تترصدني..
دائما أخفق.. فلم يعد يريدوني..
أريد أن أصادقهم.. أريد أن يحبوني..
ولكن صعوبتي تعيقني..
هل من سياعدني..
فقط أريد أن أشاركهم بدون ضحكاتهم..
فهل من سيفهم شعوري..!!
ويمتص الخوف الذي بداخلي..