كتب - محمد الدعجاني
واصل القناص الهلالي وقناص المنتخب السعودي ياسر القحطاني مساء أمس الأول نثر إبداعاته فوق المستطيل الأخضر، وسطع في سماء الرياض في ليلة القمة الكروية التي جمعت الهلال بالنصر في ذهاب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، وذلك بتسجيله لهدفين جميلين كانا كفيلين بترجيح كفة فريقه الهلال على الفريق الأصفر وبخماسية تاريخية.
القحطاني الذي اعتادت منه الجماهير الهلالية في جميع المواجهات التي تجمع فريقها بالنصر أن يكون له نصيب الأسد من زيارة الشباك الصفراء، توقف فترة قليلة وابتعد عن زيارة تلك الشباك، وظن الأغلب بأنّ تخصص القناص في الشباك النصراوية بات قصة قديمة لا وجود لها بالحاضر, ولأنه نجم كبير ومهاجم يندر أن يتكرر في الملاعب السعودية يعرف تماماً متى يعود في اللقاءات التنافسية, خصوصاً إذا ما علمنا أن القحطاني قد تعرّض هذا الموسم والموسم الماضي كذلك لسيل من الانتقادات اللاذعة والاتهامات التي حكمت عليه بأنّ قناص الهلال انتهى، فسجّل حضوراً لافتاً في دوري هذا العام، وأتبعه بحضور آخر ملفت في كأس ولي العهد، حتى دفن أصحاب هذه الانتقادات اللاذعة رؤوسهم بالتراب، وسرعان ما ظهروا مجدداً في لقاء الهلال بالنصر في كأس ولي العهد والذي لم يوفق فيه القناص ياسر كثيراً، حينما أضاع العديد من الفرص أمام المرمى، وبدأوا بالتشفي من قناص الهلال وتحميله ما لا يطاق.
أمس الأول كان للقناص رأي مختلف وحاد بل وعنيف وعاد إلى هوايته المعهودة والمحببة في زيارة الشباك النصراوية وهذه المرة لم تكن بهدف واحد بل اثنين !! وألجم أفواه المشككين والمحتقنين وأصحاب العبارات المشينة التي تظهر مراراً وتكراراً من البعض دون أي رادع يردعها من قِبل الجهات المسؤولة، ولكنه (الآسر) أراد أن يكون الرد داخل المستطيل الأخضر فقط كما هي عادة الكبار وأدار ظهره لتلك الأصوات النشاز.. ليأتي الرد بقدميه في الشباك الصفراء واضعاً بصمته في مباراة الخمسة الشهيرة التي لن ينساها التاريخ ولن ينساها بنو نصر على وجه الخصوص.
الجماهير الهلالية أبدت سعادتها مما يقدمه القحطاني مؤخراً لفريقها الهلال، وما يضعه من بصمات (حسم) واضحة جداً في جميع مشاركات الهلال سواءً كانت المحلية أو الخارجية، ولنا في شباك السد ومس كرمان وأهلي دبي عبرة. وفي اعتقادي أن القادم من القناص مذهل، لأنه باختصار عملة نادرة ومعدن نفيس يجب على جماهير الهلال العريقة على وجه الخصوص والجماهير السعودية على وجه العموم، أن تفاخر به في كل وقت ومكان وتقول ((يا حظنا فيك يا ياسر))!!
