Al Jazirah NewsPaper Thursday  22/04/2010 G Issue 13720
الخميس 08 جمادى الأول 1431   العدد  13720
 
ديربي العاصمة أوفى بوعوده
الزعيم يكسر رقمه.. ورادوي يكشف الحقيقة الغائبة.. ولغة الأرقام تحضر بقوة

 

كتب - نبيل العبودي

أوفى ديربي الكرة السعودية ولقاء القمة في ليلة الثلاثاء الحالمة بكل وعوده فكانت الإثارة والمتعة والقوة والأهداف والجماهير وكل عوامل النجاح حاضرة في القمة الكبيرة وإن تفوق الهلال في غالبية فتراتها واستطاع أن يتقدم بالنتيجة في شوطها الأول بثلاثية ارتفعت إلى رباعية قبل النهاية بنصف ساعة لولا أن حكمنا المونديالي..!! كاد أن يفسد تلك المتعة بقراراته الخاطئة التي كادت أن تعصف بالتفوق الهلالي المطلق لولا أن الزعيم استطاع العودة في الوقت المناسب، ليؤكد التفوق المطلق في نهاية المواجهة ويرفع الحصيلة إلى خماسية بعد أن سجل النصر ثلاثيته.. مستغلاً في ذلك الأخطاء التحكيمية الفادحة من جهة.. وظهوره في الوقت المناسب من المباراة مستغلاً أيضاً الثقة الهلالية المفرطة في النتيجة الكبيرة التي تقدم بها خلال الساعة الأولى من اللقاء.

وإن كان الهلال قد قطع نصف المشوار أو يزيد لبلوغ المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بهذا الفوز المثير إلا أن الأمور في حقيقتها لم تُحسم بعد.. والنصر قادر على العودة من جديد.. فكرة القدم وجنونها لا تعترف بالنتائج.. وإنما العبرة دائماً هي في الختام.. وإن كان الحكم الدولي خليل جلال قد هزّ أركان القمة بقراراته المتناقضة التي كان لها دور كبير في النتيجة التي آلت إليها المباراة إلا أن الأزرق الهلالي والأصفر النصراوي قدما وجهاً مضيئاً للديربي لا يُنسى ولن ينساه المتابعون والرياضيون على الإطلاق.

فالمباراة شهدت كل شيء من ألوان الإثارة التي لم تتوقف عند حد الجماهيرية والأهداف والنجوم.. بل حتى في البطاقات الملونة التي أشهرها جلال.

20 × 8

لعل من أبرز ما ظهر في الديربي ليلة أمس الأول هو تحطيم عدد من الأرقام القياسية وتسجيل أرقام وحضورها في القمة.. فالنجم والهداف الأول القناص ياسر القحطاني عندما افتتح الأهداف في المرمى النصراوي كان له طريقته في التعبير عن فرحته من خلال الإشارة إلى الرقم 20 للجماهير الحاشدة والتي كان لها مغزى كبير.. فياسر وصل إلى الرقم 20 تهديفياً هذا الموسم في ليلة الـ20 من أبريل.. وهو الأمر الذي دفع به إلى الاحتفالية بتلك الطريقة والإشارة برقم قميصه للجماهير الهلالية الكبيرة.

وإن كان للرقم 20 حضوره في هذا اللقاء فإن للرقم 8 حضوراً أكبر في لقاء القمة.. فالهلال افتتح التسجيل في الدقيقة الثامنة والمباراة حفلت ب8 أهداف.. كما أن الرقم 8 كان حاضراً بقوة.. فبالإضافة إلى هدف القناص في الدقيقة ال8 من عمر المباراة لم يتوقف الرقم 8 عند هذه الحدود خلال ديربي منتصف الأسبوع حيث تواصل الرقم 8 خلال المباراة، فهدف محمد نامي (رابع أهداف الهلال) سجله في الدقيقة 58، وهدف ريان بلال (ثاني أهداف النصر) سُجل في الدقيقة 78 من عمر المباراة.

والمحترف في الفريق الهلالي الروماني ميرال رادوي الذي يحمل القميص رقم 8 قد سجل هدفين من أهداف فريقه كما هو الحال بالنسبة للاعب فيقاروا الذي يحمل الرقم 8 في فريق النصر استطاع هو الآخر تسجيل هدفين من أهداف فريقه.. كما أننا لو نظرنا إلى الدقائق التي سجلت فيها الأهداف نجد أن الرقم 8 كان حاضراً بقوة.. فبالإضافة إلى هدف القحطاني الذي سُجل في الدقيقة الثامنة لم يتوقف الرقم 8 عند هذه الحدود خلال ديربي أمس، حيث التصق بتوقيت هدفين آخرين خلال المباراة، وتحديداً هدف محمد نامي (رابع أهداف الهلال) الذي سجله في الدقيقة 58، وهدف ريان بلال (ثاني أهداف النصر) الذي سُجل في الدقيقة 78 من المباراة.

اتفاق روماني - أرجنتيني

إن كان الديربي قد شهد العديد من الأحداث الساخنة والقوية والمثيرة إلا أن المباراة شهدت أيضاً إثارة من نوع آخر ومباراة أخرى من نوع خاص بطلاها الروماني رادوي في الفريق الهلالي والأرجنتيني فيقاروا في الفريق النصراوي اللذان سجلا حضورهما القوي في المواجهة من خلال تسجيلهما لهدفين من أهداف فريقهيما أي أنهما سجلا نصف الأهداف الثمانية مناصفة فيما بينهما.. ولم يتوقفا عند هذا الحد بل إنهما سجلا الهدفين بطريقتين متشابهتين تماماً، عندما سجل رادوي هدفه الأول من جزائية والثاني من ضربة حرة مباشرة بعيدة المدى كهدف يُعتبر هو الأروع والأجمل في المباراة من بين الأهداف الثمانية، وعلى الطرف الآخر سجل فيغاروا هدفه الأول من ضربة حرة مباشرة والثاني من ضربة جزاء.

وإن كان التفوق يسجل أيضاً لرادوي الذي كسب المباراة الخاصة بينهما في وسط الملعب بحصول فيقاروا على بطاقة صفراء بعد تعديه بالضرب ب(الكوع) والذي لم يتعامل معه جلال كما ينبغي.

جماهيرية الزعيم تتفوق كالمعتاد

من شاهد المباراة يجد أن التفوق في المدرجات كان واضحاً ويسير لمصلحة الفريق الأزرق الذي صبغ المدرجات التي خصصت له باللون الأزرق.. وتفنن محبوه بإظهار فنون كثيرة في التشجيع والمؤازرة فالأمواج المكسيكية كانت حاضرة وجلية ولم يتوقف الحضور الهلالي عند هذا فقط.. بل إن شاشات التلفاز أعطت دليلاً آخر على التفوق الجماهيري الذي تفوق فيه الهلال عندما اصطادت الكاميرات عدداً من الجماهير الهلالية وقد تداخلت مع الجماهير النصراوية لامتلاء الأماكن المخصصة لهم وذلك عبر اللقاءات التي تمت معهم.. وأعلنوا بأن حضورهم بين الجماهير الصفراء كان بسبب ازدحام المدرجات الهلالية.

ذلك التفوق الهلالي الكبير في المدرجات أعطى دليلاً آخر على التفوق الهلالي في المدرجات أظهرته لغة الأرقام اللغة التي لا تكذب إطلاقاً لا بالأقوال والأدلة والبراهين كانت حاضرة بكل وضوح.

ولعل من أبرز الإيجابيات التي ظهرت في المدرجات هي التفاعل الجماهيري من قبل جماهير الفريقين التي تفاعلت مع كل هدف يهز الشباك.

الهلال يكسر رقمه في النصر بعد 46 عاماً

لأن الإثارة كانت في قمة حضورها في لقاء أول البارحة فإن الهلال استطاع بتفوقه الكامل في المباراة أن يكسر الرقم القياسي المسجل في لقاءات الفريقين الذي بقي مسجلاً لصالحه طوال ال46 عاماً الماضية.. فالأهداف الثمانية التي سجلت في اللقاء لم تكن هي الرقم القياسي المسجل في مباريات الفريقين كما يعتقد البعض.. فالرقم سبق وأن حضر قبل ذلك وتحديداً عام 1409ه.. وخلال مباريات مسابقة كأس الاتحاد آنذاك عندما تعادل الفريقان ب4 أهداف لكل منهما.. كما أن الهلال صاحب الأفضلية دائماً في لقاءات الفريقين سبق أن سجل نتيجة كبيرة في مرمى النصر قوامها 4 مقابل هدف واحد في منافسات الدوري.. في حين أن أكبر النتائج كانت عام 1386ه عندما فاز على النصر في مسابقة كأس الملك 4-2 وردها النصر بعد ذلك بثلاث سنوات بنفس النتيجة، ليكون كسر الرقم من الهلال للهلال هذا العام عندما حقق الخماسية مقابل ثلاثة.

وتُعتبر هذه هي المرة الأولى في تاريخ لقاءات العملاقين التي ينجح فيها فريق في الفوز على غريمه التقليدي بخماسية منذ بداية مواجهات القطبيين منتصف الثمانينيات الهجرية.

فيقاروا ولجنة الانضباط

بعد لقاء الأمس الكبير أصبحت لجنة الانضباط على المحك الآن وينتظر أن تصدر خلال الأيام القليلة المقبلة قراراً بإيقاف لاعب وسط النصر الأرجنتيني فيقاروا بعد مخاشنته المتعمدة للاعب خط وسط الهلال ميريل رادوي في الشوط الأول عندما تعمد ضربه بالكوع بعنف على وجهه.. وعلى الرغم من أن حكم اللقاء خليل جلال كان قريباً من الحادثة واكتفى بالبطاقة الصفراء.. إلا أن تلك البطاقة لم تكن العقاب الرادع والمناسب له، ولجنة الانضباط مطالبة باتخاذ قرار رادع لفيقاروا أسوة بما اتخذته بحق رادوي في اللقاء الذي جمع الفريقين في الدور الأول من الدوري بإيقافه لمباراة وإن كانت الخشونة التي ارتكبها رادوي لا تصل لفداحة وقوة المخاشنة التي قام بها فيقاروا في هذا اللقاء..

جلال أعلنها صريحة:

نعم للأجنبي

الحكم الدولي المونديالي خليل جلال ومن خلال القرارات التي اتخذها في مباراة الأمس والارتباك والأخطاء التي صاحبت العديد من قراراته في المباراة أكدها صريحة وأمام الملأ بأننا لا نزال نحتاج إلى الوقت للقدرة على قيادة المباريات الكبيرة والتنافسية، فجلال لم يتغير رغم ترشيحه لقيادة مباريات المونديال للمرة الثانية.. إلا أنه لم يستفد من الدروس.. فالكل لا يزال يتذكر فضيحة طرد عبد العزيز الدوسري بإشارة من حسين عبد الغني.. وها هو يعود بالأمس من جديد ليمارس كل أنواع ذبح القانون من ضرب فيجاروا لرادوي بكوعه واكتفائه ببطاقة صفراء وإن كان الجميع من المتابعين كان يطرح السؤال الأهم: ماذا لو حدث العكس؟.. ولم يتوقف جلال عند هذا الحد بل تجاوزه إلى أخطاء كبيرة ومؤثرة أكدت أننا ما زلنا بحاجة إلى حكام أجانب لهكذا مباريات إذا كنا نريد أن يفوز الأجدر ونترك قانون جبر الخواطر.

لكن خليل جلال أكدها بما لا يدع مجالاً للشك أننا ما زلنا بحاجة ماسة إلى الحكم الأجنبي لنشاهد لقاءات كبيرة كما هو ديربي العاصمة الذي أمتع وأنعش المنافسات المحلية لولا تدخل ظروف كادت أن تعصف به وبجماليته.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد