Al Jazirah NewsPaper Monday  26/04/2010 G Issue 13724
الأثنين 12 جمادى الأول 1431   العدد  13724
 
رحم الله الشيخ وبارك في أبنائه
الدكتور محمد الهوشان *

 

انتقل إلى رحمة الله يوم الجمعة التاسع من شهر جمادي الأولى 1431 (23-4-2010) في مدينة الأحساء مسقط رأسه، الشيخ أحمد بن علي المبارك.

وأسرة المبارك أسرة مباركة على اسمها، فهي أسرة عريقة في القدم في المنطقة الشرقية. وهي أسرة علم وفضل، وقد توارثوا مشيخة المذهب المالكي في الخليج وتولوا مناصب القضاء والإفتاء في مملكتنا ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة. كما تولى عدد من أبنائها مناصب إدارية وعلمية ودبلوماسية في المملكة وبلاد الخليج.

وقد تشرفت منذ سنين عديدة بمقابلة الشيخ إبراهيم بن علي المبارك الأخ الأكبر للشيخ أحمد -رحمهما الله- وعلمت منه أنه كان على اتصال بمشايخ المالكية في المملكة وبلاد أخرى في المغرب العربي وأفريقيا مثل الشيخ عمر برّي في المدينة المنوّرة والسيد علوي مالكي في مكّة المكرّمة وكيف أنهم -يرحمهم الله- كانوا يجتمعون في ساحة الحرم المكّي بمناسبة الحج يحيط بهم طلابهم فيتدارسون العلم ويدرّسونه.كما كان لي شرف معرفة المرحوم الشيخ عبدالرحمن بن علي المبارك الذي شيّد مقراً دائماً لمنتدى الأسرة يجتمع فيه علماء الأسرة وأبناؤها ويؤمه طلبة العلم وضيوف الأسرة حيث يقدم لهم جميع ما يلزمهم من الغذاء الروحي والمادي.

أما الشيخ أحمد -رحمه الله- فمن لا يعرفه وقد صاحب جميع خريجي البعثات السعودية في مصر خلال خمسينيات القرن الماضي الذي أصبح أكثرهم من الوزراء والسفراء وكبار رجال الدولة منذ عهد الملك سعود -رحمه الله- وحتى الآن. إذ كان الشيخ أحمد من أوائل من رحل إلى مصر لطلب العلم، وقد صادف وصوله إلى مصر اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث اضطر إلى البقاء في مصر حتى تخرّج منها في1950 فالتحق بوزارة المعارف عندما كان الأمير فهد بن عبدالعزيز (الملك فهد رحمه الله) وزيراً للمعارف، ثم أصبح مديراً للتعليم في منطقة جدة قبل أن ينتقل إلى وزارة الخارجية ليكون سفيراً للمملكة في كثير من البلدان كان آخرها قطر. وكان آخر منصب له هو توليه الإدارة الإسلامية في وزارة الخارجية قبل أن يتقاعد ويعود إلى الهفوف ليعيش في مكتبته الكبيرة بين أصدقائه من رجال الفكر والأدب.وقبل عامين قلّده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -رعاه الله- وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى في الجنادرية، ذلك العاهل الذي يعرف كيف يقدّر المحسن من أبناء أمّته على قدر ما قدّمه لبلاده من خدمات. رحم الله الشيخ أحمد بن علي المبارك، وبارك الله في أبنائه مازن وعدنان وحاتم وفيصل وفهد، ولجميع أفراد أسرة المبارك منّا أصدق العزاء.

(*) الرياض



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد