Al Jazirah NewsPaper Monday  26/04/2010 G Issue 13724
الأثنين 12 جمادى الأول 1431   العدد  13724
 
مدائن
من يعطّل الدارسة؟!
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

 

أصبح أمر الغبار والأتربة العالقة في الجو حتمياً على بلادنا بإذن الله.. لا خيار لنا في ظل التغيُّرات المناخية (الطقس) الذي نشهده الآن لسنا وحدنا من يتعرض لهذا الغبار... بلدان عرفت الأنهر والبحيرات ومجاورة للمحيطات مثل الصين وتركيا ودول آسيا الوسطى وحتى العراق والشام وبلاد الرافدين والهلال الخصيب تزورها موجات الغبار بانتظام في فصل الربيع بين شهري مارس وإبريل وربما مايو أو فصل الخريف في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، وإذا كان قدرنا أن نحتل إحدى أكبر صحاري العالم ونغطي معظم جزيرة العرب وليست أمامنا خيارات في منع سحب الغبار من أن تصل إلينا التي ربما تعبر البحر الأحمر قادمة من الصحاري الأفريقية قاطعة أكثر من (500) كم أو الصحاري العراقية والشامية أو يكون مصدرها محلياً من قوس النفود الكبير والصغير (الدهناء) والربع الخالي.

إذا كان هذا قدرنا بعد إرادة الله فلا بد أن يكون لدينا (دليل إجرائي) للتعامل مع الغبار وبخاصة طلاب المدارس الابتدائية وطلاب التعليم العام والجامعي وكيف نحميهم ونجنبهم سحب وأطنان الغبار التي تهاجم الجهاز التنفسي مما يؤدي إلى اختناق خلال دقائق... أطفال في عمر الزهور بدلاً من تتورَّد خدودهم ويملؤون الأرض حباً وابتساماً تصفر وتزرق شفاههم ووجوههم وتسمع لصدورهم صفيراً وأزيزاً وأنيناً يخنقهم الغبار فيزورهم الموت باليوم عشرات المرات.. هؤلاء هم أبناؤنا طلاب وطالبات المدارس فمن يحميهم؟!

وزارة التربية والتعليم وزعت الصلاحيات ومنحت لوكلاء الوزارة ولمديري العموم - مدراء التعليم - الصلاحيات في تعطيل وإلغاء الدراسة. وهذه الصلاحيات أعطيت بالتالي إلى مدير المدرسة وهنا (مربط) الفكر والثقافة الإدارية مدير المدرسة حمّلته الوزارة المسؤولية والصلاحية في التعطيل وإيقاف اليوم الدراسي، لكن هذا المدير ورغم أن الوزارة قامت مشكورة على منحه الصلاحيات ومنهجية وأسلوب اللا مركزية في إدارة أعمال الوزارة إلا أن هذا المدير لا يملك ولا (يعرف) متى يعطّل الدراسة، وليس مدير المدرسة وحده، بل حتى مدير التعليم وأيضاً وكيل الوزارة لأنه ليس بين أيديهم معايير وإجراءات تعطيل الدراسة؛ فلا الدفاع المدني زوَّدهم بالمعلومات والمعايير التي عندها تدخل المدرسة دائرة الخطر فما هي مقاييس حجم الغبار وسرعة الرياح التي تستوجب التعطيل... ولا وزارة الصحة أعطت ألوان الخطر التي تهدد صحة الإنسان وقدرة تحمّله لهذه الأتربة ولا وزارة التربية والتعليم أمنت ووفرت جهاز قياس الغبار والتلوّث داخل المدرسة مثل قياس الرطوبة والحرارة لإعطاء مؤشر على مستوى ودرجة التلوث المسموح به... فمدير المدرسة لا يملك أي مؤشر قياس يساعده على اتخاذ القرار. فإذا كان قادراً على تحديد حجم الحريق أو انهيار أحد الجدران أو كمية السيول داخل المبنى المدرسي فإنه سيقف عاجزاً عن تحديد كثافة وخطورة الغبار... ولحماية أبنائنا الطلاب لا بد أن نطوّر من أدواتنا التقنية ونوجد معايير علمية تساعد الإدارة التنفيذية لاتخاذ القرار الصحيح والمناسب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد