Al Jazirah NewsPaper Monday  26/04/2010 G Issue 13724
الأثنين 12 جمادى الأول 1431   العدد  13724
 
إلى الأمام
لنغلق إذاً كل المستشفيات التخصصية! (1 من 2)
د. جاسر عبد الله الحربش

 

حتى لا يتسلل أحد بين السطور التالية ويقوِّلها ما ليس فيها أؤكد قناعتي الإيمانية بفاعلية وضرورة العلاج بالقرآن الكريم للاستشفاء من أمراض واختلاطات النفس والعقل والعواطف، بشرط أن يتم ذلك على يد قارئ نقي السريرة نبيل المقصد لا يتكسب من وراء ذلك مادياً ولا معنوياً. كما أنني أنبه إلى أن انتشار العيادات العلمية النفسية وازدحامها بالمرضى واستفادة الكثيرين منها يؤكد الحاجة الماسة إلى هذه العيادات وأن العلاج بالقرآن الكريم والرقية الشرعية لا يلغي الحاجة إلى العيادات العلمية النفسية، كما أن اللجوء إليها لا يعني انتفاء الحاجة إلى العلاج بالقرآن الكريم والرقية الشرعية. أما علاج الأمراض والعلل الجسدية العضوية مثل السرطانات والقرح والسكري والضغط والإصابات الجرثومية فعلاجها يقرره ويمارسه الطب العلمي الحديث. وعلى من ابتلاه الله بمرض عضال وهو قارئ للقرآن متدبر له أن يقرأ بنفسه لنفسه على نفسه ولا يجعل بين الله وبينه وسيطاً وذلك لتثبيت وتقريب صلته بالله وتقوية أمله برحمته وشفاءه. أما من لا يستطيع القراءة على نفسه بسبب الجهل بالقراءة أو ذهاب العقل والشعور أو الضعف الشديد فهذا له العلاج بالقرآن والرقية الشرعية على يد آخر، مثل ما هو مباح لمن لا يستطيع الحج أن يوكل له من يحج عنه. الكلام أعلاه أؤكد عليه لدواعي التحوط لمعرفتي بتواجد المتربصين والمدلسين في كل عمل أو نشاط يقوم به الإنسان منذ خلقه الله، وهل يستطيع أحد أن ينكر ذلك؟

ثم وبعد التنبيه تفضلوا واقرءوا ما جاء في الصفحة 21 من جريدة الرياض بتاريخ

28-4-1431 هـ (و أورد النقل كاملا لتفادي الإخلال بالنص) هكذا: تلقت الرياض تعقيبا من إدارة علاقات المجتمع بمستشفى الملك فيصل التخصصي حول التحقيق المنشور عن إنشاء أقسام للرقية الشرعية في المستشفيات. وجاء التعقيب ردا على ما ذكره الأستاذ (فلان الفلاني) والذي أوضح بما نصه (لعل التجربة الرائدة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالعلاج بالقرآن الكريم أخذت تنمو قليلا حيث تلقاها الأطباء بنظرات الذهول والاستغراب ثم تحولت تلك النظرة إلى القبول والتأييد خاصة النتائج التي قدمتها الرقية في مجال السرطان فوجد الجميع العجب العجاب في الشفاء التام حينما توقف الطب مكتوف اليدين فكان تخصيص قسم خاص لأولئك الرقاة بداخل المستشفى أمرا لا بد منه وخطوة حكيمة من قلوب مؤمنة تجمع الجهد البشري مع الشفاء الرباني). إننا نود تعقيبا على التصريح الأنف وروده في التحقيق أن المستشفى ينفي هذه المعلومات جملة وتفصيلا، حيث إن الإجراءات التشخيصية والعلاجية التي تطبق في المستشفى تتبع الأساليب الطبية المثبتة علميا بحسب كل مرض. وقد كدنا نأمل من الزميلة المحررة الاتصال على المستشفى للتأكد من صحة تلك المعلومات قبل نشرها. انتهى.

هنا من واقع المسئولية الوطنية سوف أقدم تساؤلاتي كمواطن أولا وكطبيب ثانياً للتأكد من التالي: 1- الشخص الذي أعطي لقب أستاذ في بداية التعقيب.. أستاذ هو في ماذا؟.

2- من هم الأطباء الذين أصيبوا بالذهول أولاً ثم التأييد تاليا لما رأوه من نتائج، نريد أسمائهم وتخصصاتهم. 3- أطالب بتقديم النتائج النهائية (ولو بطريقة مشفرة حفظا لأسرار الناس) مدعمة بالملفات الطبية وتشخيص الأمراض وأنواع العلاج المطبقة التي فشلت ثم حصل الشفاء التام وعدد الحالات ومدة البقاء على قيد الحياة بعد الشفاء التام. 4- هل فعلا وقف الأطباء المتخصصون مكتوفي الأيدي في مستشفاهم وسلموا مرضاهم لغير ذوي الاختصاص العلمي؟. 5- أتساءل ما هي القرارات التي قد تنتج من تلك التصريحات (حتى لو تم نفيها من مستشفى الملك فيصل التخصصي على استحياء) على آراء المرضى المصابين بمستعصيات الأمراض قبل الدخول في متاعب العلاج الطبي المتخصص ومخاطره؟. على هذا التساؤل الأخير يترتب الكثير من النتائج، والتفصيل إن شاء الله في لقائنا القادم بعد يومين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد