Al Jazirah NewsPaper Monday  26/04/2010 G Issue 13724
الأثنين 12 جمادى الأول 1431   العدد  13724
 
عذاريب
عنز لو طارت!
عبد الله العجلان

 

كشف بيان اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات حقيقة ما يعانيه وسطنا الرياضي من أزمة ثقة كانت وما زالت السبب الرئيس في حالة احتقانه المتصاعدة على مدار الساعة وبعد كل مباراة وتعليقاً على كل قرار, وبالتالي ساهمت في تعطيل وتردي نتائج كثير من الفرق والمنتخبات والرياضة السعودية عموماً، أزمة دفعت الأغلبية إلى تقديم نظرية المؤامرة والإيذاء والارتياب وسوء الظن على مبدأ الثقة وحسن النية وتقبل هامش الخطأ..

أزمة اتاحت لكل من هب ودب أن يخوض ويحلل ويناقش أدق تفاصيل وقوانين الرقابة على المنشطات, أدت إلى استحالة الاقتناع بقرار أو وجهة نظر طالما أنها لا تحقق مطالبه ولا تتفق مع مصالحه وأهوائه، هي التي جعلتنا نحترم ونصفق للحكم الأجنبي ونتجاوز عثراته ونبرر كوارثه مقابل جندلة الحكم السعودي وشتمه وتهويل وتصعيد أقل أخطائه, بسببها أصبحت الإشادة بنجومنا وإنصافهم وتقدير إنجازاتهم تأتي من الخارج بينما تفرغنا هنا لمحاربتهم وطمس تاريخهم ومصادرة ألقابهم وتوجيه المغالطات والإساءات إليهم..

الأبطال الجدد

لم أجد تفسيراً منطقياً لظاهرة الحضور الإعلامي النصراوي القوي والصخب المتواصل دون انقطاع في السنوات الأخيرة تجاه مختلف القضايا وبصورة لافتة أصبحت مثار تساؤل واستغراب الكثيرين سوى أن غياب الفريق الأصفر عن البطولات هو الذي جعل البعض منهم يخترع لنفسه بطولة خاصة على طريقته يكون فيها وحده البطل المغوار والمناضل المقاتل الهمام الذي لا يشق له غبار, بطولات أحلام وأوهام عبر الشاشات وعلى أعمدة الصحف نقلت النصر وجماهيره من فهم وتقبل الواقع وقراءة المستقبل بموضوعية إلى الانقياد والاستسلام لحكايات لا وجود لها وصراعات هم في غنى عنها, كل يريد أن يحقق لنفسه انتصاراً شخصياً وشهرة مجانية على حساب الحقيقة والأمر الواقع والمصلحة الكبرى للنصر، وبدلاً من الاهتمام بطرح آراء مجدية وقادرة على صياغة النصر الجديد داخل الميدان صار التنافس محموماً خارجه وبعيداً عن همومه على من يستطيع أن يتحدث بملاسنة مؤذية أو يكتب بانفعال ساخط..

في ظل هذه الأجواء العاطفية الملتهبة ورغم الظروف الصعبة والأوضاع المتدهورة تشكَّلت لدى النصراويين أفكاراً معيقة وثقافة غريبة مدمرة فتورط النصر بأقلام تكتب فقط لتحارب الهلال المتفوق دوماً والمتطور بتسارع والمتعافي في كل شيء وتطارده في كل صغيرة وكبيرة أكثر من أن تكتب عن النصر وتبحث عن العلاج الشافي لمشكلاته, وبأعضاء شرف يريدون إثبات إخلاصهم وحبهم ووفائهم وولائهم وصرف الأنظار عن غياب دعمهم المادي بمداخلات وتصريحات ومنتديات لا تؤكل عيشاً ولا تقدم حلاً ولا تجدي نفعاً للنصر بقدر ما تخلق المزيد من العداءات وتزيد أموره تعقيداً وتعطيلاً، ليبقى الجمهور المغلوب على أمره ينتظر بفارغ الصبر موعد الحلقة الأخيرة لمسلسل طويل باهت وممل فيه من المعاناة والخوف والقلق الشيء الكثير..

التعاون للزين عنوان

عاد التعاون لدوري زين ولعالم النخبة والأضواء والشهرة بعد طول غياب، وبعد سنوات تعب وبذل وجهد وبناء أثمرت أخيراً عن إنجاز التأهل في الوقت المناسب، وفي مرحلة سخية قدم فيها نفسه كفريق جميل ممتع ومتوهج جدير بأن يكون مع الكبار, أقنع خصومه ومنافسيه.. قبل أن يطمئن محبيه بأنه الفارس الذي يمكن الوثوق به والمراهنة عليه..

صعود.. أجزم أن كثيراً من الجماهير السعودية بمختلف أطيافها وانتماءاتها اشتاقت له وسعدت به وتفاعلت معه لسبب بسيط وهو أن التعاون بشعبيته وعراقته وإثارته يملك عناصر الإبهار والإبداع والحضور في دوري يحتاج لفريق بهكذا مواصفات تكون إضافة له فنياً وجماهيرياً وواحدة من علاماته الفارقة المميزة, فريق يدعوك بشوق للإعجاب به ويغريك بشغف لمتابعته ويجبرك بدهشة على تأمل شكله واسمه ورسمه..

لا أبالغ ولا أجامل لو قلت إن التعاون سيكون الموسم المقبل أحد الأرقام الصعبة والمهمة في الدوري متى ما وفقت الإدارة في اختيار المحترفين غير السعوديين المؤهلين للدفاع عن ألوانه, والقادرين على دعمه وتطوير أدائه بما يتناسب مع آمال وطموحات عشاقه الكثر, وبما يسمح له بمواجهة قوة وهيبة وعنفوان دوري الكبار..

إذا أردتم معرفة أين ومتى يكون النقد باحترام.. والتعليق على الأخطاء برقي وإقناع وحضارية فاستمعوا لآراء وتصريحات الأمير نواف بن سعد..

أيهما أهم وأفضل للنصر.. أن يهاجم الأمير ممدوح بن عبد الرحمن الحكم خليل جلال.. أم تسديد الملايين المستحقة للنصر من شركة ماسا؟

ما بدر منه تجاه الحكم خليل جلال أمر مستغرب ولا يليق بنجم بتاريخ وإداري باحترافية سامي الجابر الذي انعكست انفعالاته سلباً على أداء الفريق أواخر المباراة..

يوماً بعد آخر يثبت سعد الحارثي أنه نجم محبوب من الجميع كبير بثقافته وتعامله وأخلاقه قبل أهدافه..

أحسنت إدارة الطائي صنعاً بإعلانها فتح باب الترشح لرئاسة وعضوية المجلس الجديد..

هبط الرياض المدرسة والتاريخ إلى مصاف الثانية على يد من عبثوا به وباعوا نجومه ببلاش..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد