Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/04/2010 G Issue 13726
الاربعاء 14 جمادى الأول 1431   العدد  13726
 
مطر الكلمات
خادم الحرمين في البحرين
سمر المقرن

 

ليس جديداً لكنه أتى هذه المرة مميزاً جداً، فزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمملكة البحرين جاءت كتطور طبيعي ومنطقي للأخوّة والشراكة بين المملكة والبحرين، فالأخوة والدم والدين ليست فقط ما يجمع السعوديين والبحرينيين، بل هناك ما هو إضافي ومميز، فالقيادتان السعودية والبحرينية بينهم أخوّة واضحة وصداقة متينة وتاريخ مشترك ولحمة إنسانية واضحة من جهة، ومن جهة أخرى فالشعبان السعودي والبحريني يتقاسمان هموماً واحدة على مستوى المواطنة والهم العربي والإسلامي حتى لا تكاد تميّز أحدهما عن الآخر.

وجاءت هذه الزيارة الميمونة لتأكيد هذه الرؤية، وما هدية خادم الحرمين الشريفين للشعب البحريني بالمدينة الطبية التابعة لجامعة الخليج بمبلغ مليار ريال سعودي إلا لتأكيد أن شعب البحرين هو الشعب السعودي والعكس صحيح أيضاً. فلا يزال الشعب البحريني بكل قطاعاته في أولويات اهتمامات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الذي يتلمس ماذا يحتاج المواطن البحريني، بل إن رؤيته الحكيمة جمعت ما بين الخدمة للمواطن البحريني وبين الخدمة الأكاديمية فجعل هذه الهدية الكريمة مرتبطة بجامعة الخليج ليكون لها بُعد تعليمي أكاديمي وبعد خليجي أيضاً وهي تنتمي إلى جامعة الخليج في البحرين، وما دام الحديث عن العلم والدراسة فإنني أود التنويه عن وجود عدد ليس بقليل من السعوديات والسعوديين الذين يدرسون في مملكة البحرين، وأتطلع بل أتمنى أن يكتمل عقد هذه المكرمة بمناسبة هذه الزيارة الميمونة بتوجيه وزارة التعليم العالي للاعتراف ببعض الجامعات البحرينية الخاصة الثقة، وأخص بالذكر الجامعة الأهلية، التي فيها عدد كبير من طالباتنا وطلبتنا، ولي تجربة شخصية مع هذه الجامعة جعلتني أرى أنه لا مبرر لعدم الاعتراف السعودي بها، خصوصاً أنها جامعة جادة والتعليم فيها يقوم على أسس متطورة، كما أنها تُلزم طلبتها بالحضور والانتظام، ولعل الاعتراف بها يساعد خريجيها من أبنائنا على المساهمة الوطنية الجادة، خصوصاً أن منهم من يحمل تخصصات مميزة وجديدة ومطلوبة في سوق العمل.

هذا الزيارة الكريمة أعطت ضوءاً ووهجاً ضخماً للعلاقة المتميزة بين المملكتين الأختين، وليس غريباً أن يهدي الشعب البحريني ممثلاً بصاحب الجلالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة سيفاً سعودياً تاريخاً يشكل جزءاً من تاريخ المملكة العربية السعودية الأول، وهو يجسد بذلك العلاقة التاريخية بين البلدين ورمزاً واضحاً عن أن التاريخ العريق يجمعنا كما جمعنا الحاضر الأخوي المزهر.

اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وزيارته للبحرين لم تكن سوى امتداد للزيارات السعودية الممتدة من أوائل الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة وهو نهج المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- وتلاه من بعده أبناؤه الملوك والأمراء، وما زيارة خادم الحرمين إلا تأكيد وتتويج لهذه العلاقة المتميزة بمزيد من الدفع والتأكيد وهو الأمر الذي يدركه جيداً مسؤولو وأبناء شعب البلدين الشقيقين.

إنني متأكدة تماماً أن هذه الزيارة ستفتح أفاقاً أوسع ورؤية أكبر للعمل السعودي البحريني وتوسيعاً لأفاق تلك الرؤية بما يتفق مع ثوابت البلدين الشقيقين وما يرسخ هذا التميز الذي يعد مثالاً يحتذى به في العلاقات والتعاون بين بلدين أخوين يكادا يكونان بلداً واحداً ورؤية واحدة مشتركة.

www.salmogren.com



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد