Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/04/2010 G Issue 13726
الاربعاء 14 جمادى الأول 1431   العدد  13726
 
التوعية الإعلامية المرورية
د. زيد بن محمد الرماني

 

عند التوجُّه إلى استخدام التوعية الإعلامية في مجال تصميم حملة توعية مرورية، ينبغي علينا أن نعرف الدور الذي بالإمكان أن يقوم به الإعلام في سبيل حل المشكلة، ولابد من الاعتراف بأنّ الكثير من المشكلات التي تواجهنا هي مشكلات ليست إعلامية. فلو افترضنا على سبيل المثال، أنّ لدينا مشكلة تتعلّق بكثرة حوادث الدهس في المملكة. فعند تصميم حملة حول هذه المشكلة فقد يكون هدفنا الرئيس هو تخفيض عمليات الدهس للمشاة.

من هنا فقد يتخذ المصمم عدّة أهداف ثانوية لتحقيق الهدف الرئيس، من ذلك مثلاً:

-1 إيجاد نوع من التوعية الإعلامية لدى المواطن والمقيم بخطورة هذه المشكلة وتفاقمها.

-2 إيجاد نوع من التوعية الإعلامية حول الطرق الصحيحة التي بالإمكان اتباعها عند محاولة قطع الشوارع باستخدام الطرق المخصصة للمشاة والتقيد بإشارات المرور.

-3 إيجاد نوع من التوعية الإعلامية للسائقين حول هذه المشكلة والحذر من المشاة، خاصة في الأماكن التي تكثر فيها حوادث الدهس.

-4 تخصيص أماكن معيّنة للمشاة لقطع الطريق بشكل آمن وتزويد إشارات المرور بإشارات للمشاة بشكل واضح.

يقول د. عبد اللطيف العوفي إنّ أفضل الحملات الإعلامية التي ينبغي أن يتبعها المرور في تحقيق أهدافه الإقناعية والتوعوية الخاصة بحوادث المرور هو استخدام المنهج المسمّى بالثلاثة (إيز) The Three E,s وهي: التعليم Education والهندسة Engineering والفرض القانوني Enforcement، كما تحدث عنها كيرث.

ويقصد بالتعليم هنا المعلومات التي تبث إلى الجمهور المستهدف بقصد التوعية بالمشكلة وأسبابها وكيفية الوقاية منها ومعالجتها، وهذا الجزء التعليمي يعتبر مسؤولية إعلامية بحتة.

أما الجزء الثاني وهو الهندسة، فالمقصود به التكيُّف البيئي وتجهيز الإمكانات الخاصة بالمشكلة. والمقصود بالفرض القانوني استخدام العلاجات والعقوبات القانونية. وبالطبع فإنّ الأجزاء الخاصة بالهندسة وفرض العقوبات ليست إعلامية، ولكن تدخل فيها التوعية الإعلامية، كأن نقوم بتوعية جمهور الناس بالعقوبات التي تنتظرهم في حالة عدم تنفيذهم لإجراءات وتنظيمات المرور.

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد