Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/04/2010 G Issue 13726
الاربعاء 14 جمادى الأول 1431   العدد  13726
 
فلسفة المطر
فوزية ناصر النعيم

 

هذا المطر يفضح عندنا الشَعر والشِعر والشعُور.. شعَرنا (بفتح الشين) بعد أن يبلله المطر يتقافز كالقنافذ ولا نستطيع لمسه إلا بقفازات الراهبة.. وشِعرنا (بكسر الشين) لا تطوعه القافية فنحن فقط من الذين يركبون الجمل ولكن لا يتبعهم الغاوون.. أما مشاعرنا «بتسكين كل شيء» فتصب في وادٍ غير ذي زرع عند بوابة قلوبنا المحرمة..!!

حتى تكون الطرقات «كلها» مملوءة بلافتة ذات لون أحمر (STOP) عبثاً نحاول العبور..

في العد التنازلي.. أبدأ من الواحد خشية العشرة ففي العشرة قنبلة موقوته تفجر رأس دستور قلبي وتحوله إلى دستور تالف لا أفقه من أبجديته شيئاً ويتطاول على أفراد قلبي يسرقهم واحداً خلف الآخر.. وبين الواحد والعشرة سنين عجاف تحبو من الثاني وتسقط في الثامنة خشية العشرة نزولاً والواحد صعوداً حتى بت سجينة الأرقام التي أرخت حياتي بالفقد والهزيمة!!

وفي الحقيقة نحن نموت مع الأحداث ببطء لا دفعة واحدة.. ولكن في كلتا الحالتين من المسؤول عن ذبحنا بهذه الطريقة الأليمة.. ولماذا كان يتلذذ في المشي بالجنازة وهو يعرج على عشرتنا صعوداً وينكث آلامنا نزولاً دون أن يقف في السنين العجاف ليسأل نفسه: من يستحق الولاء.. قلب ارتدى أجنحة وحلق في سمائنا.. أم قلب لا يأتينا إلا بعد أن يركله الراكلون؟!

ربما أن لقاءنا كان ذنباً.. ويمنحنا الرب بهذا الشتات شيئاً من الاستغفار.. متعب جداً هذا الاستغفار.. يقتلع سكيناً من قلبي ثم يعيدها تارة أخرى.. يا ربي إن لم تصرف عني كيد هذا الزمان.. أصبو إليه وأكن من الجاهلين!

ولكن.. كان يجب أن أتوافق مع عجلة التقهقر منذ جزء من الدهر.. فهذا الزمان لا يليق بالأوفياء.. لا يليق بمثلي ولا يعترف بالأصدقاء.. هذا الزمن زمن الأحداث الجميلة التي يلتف فيها الناس حولك وحينما يجزر الهم قلبك لا أحد.. لا أصدقاء.. ولا تسمع إلا همساً!!

(نقطة):

كلما اقتلعت سنبلة من سنابلها في قلبي انبتت عنها سبع سنابل..

ماذا لو كانت تشاركني السقيا.. أي سنابل ستملأ الأرض فسائلاً ونخيل!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد