لقد أبدع الله سبحانه وتعالى كل شيء خلقه، وليس ذلك بغريب عليه عز وجل، فهو بديع السماوات والأرض، وهو القائل في محكم التنزيل: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (سورة النمل 88)، ومن اتقانه أنه عندما خلق السماوات والأرض جعل الليل والنهار آيتين ليعرف الناس عدد السنين والحساب ويتدبروا في مخلوقاته، حيث قال: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً) (سورة الإسراء 12).

أما عدد الأيام عند الله فهي سبعة لحديث أبي هريرة في الصحيح قال: (أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيدي فقال: خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة بعد العصر). وتجدر الإشارة إلى أن الساعة سوف تقوم بإذن الله يوم الجمعة وهو اليوم السابع، وقد ورد ذكر يومين من أيام الأسبوع في القرآن الكريم -فيما أعلم- وهما: الجمعة والسبت.

أما معاني أيام الأسبوع، فالسبت في اللغة العربية يعني البرهة من الدهر، أو الراحة والسكون، وكان العرب في الجاهلية يطلقون عليه شبار. ويوم الأحد يعني الواحد أو أول العدد وكان اسمه في الجاهلية قبل الإسلام أول. ويوم الاثنين يعني الثاني وكان يطلق عليه أهون في الجاهلية. ويوم الثلاثاء يعني اليوم الثالث من الأسبوع وكان يطلق عليه في الجاهلية جبار. ويوم الأربعاء يعني اليوم الرابع من الأسبوع وكان يطلق عليه اسم دبار. ويوم الخميس يعني اليوم الخامس من الأسبوع وكان يطلق عليه في الجاهلية اسم مؤنس. أما يوم الجمعة فيدل على اجتماع الناس في هذا اليوم وكان يطلق عليه في الجاهلية اسم عروبة.

ومن استعراض أسماء هذه الأيام عند العرب في الجاهلية قبل الإسلام نلاحظ أن أول أيام الأسبوع هو الأحد. كما نلاحظ أن يوم الخميس كان يطلق عليه في الجاهلية اسم (مؤنس) وهو ما يتوافق معناه مع شعور كثير من الناس هذه الأيام بالفرح والسرور لكونه يوم إجازة خصوصاً الطلاب والموظفين في المملكة العربية السعودية بعد جعل الإجازة يومي الخميس والجمعة. وفي الغرب يبدأ الأسبوع بيوم الاثنين ومعناه يوم القمر (Monday). وقد أخذت بهذا النهج معظم دول العالم حيث اتخذت يوم الاثنين أول أيام الأسبوع.وأعتقد أن المملكة العربية السعودية هي أول دولة جعلت إجازة نهاية الأسبوع يومي الخميس والجمعة في أواخر التسعينيات الهجرية من القرن الماضي، ولا شك أن هذه ميزة تحسب للمملكة حيث لم يسبقها أحد حسب علمي. وقد أتاحت هذه الإجازة فرصة جيدة للمواطنين والمقيمين للتمتع بإجازة طويلة نسبياً وقضاء حاجاتهم وتدبير شئونهم. كما أتاحت أيضاً السفر من مكان إلى آخر سواء لزيارة الأماكن المقدسة أو الأهل والأصدقاء أو لحضور المناسبات أو عقد الصفقات أو غير ذلك. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.