Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/04/2010 G Issue 13726
الاربعاء 14 جمادى الأول 1431   العدد  13726
 
براعة العرب في تضييع الفرص
إبراهيم الطاسان

 

أكثر من فرصة جادت بها مناسبات متعددة، أتاحت للعرب اللعب عليها خدمة لمصالحهم وقضاياهم، ففوتوها وذهبت بها رياح الاستهانة بنتائجها، ففي الماضي أصدرت محكمة العدل الدولية في 9 يوليو 2004 رأياً استشارياً يقضي بعدم شرعية الجدار الفاصل أيده (150) بلداً عضواً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، من ضمنهم جميع دول الاتحاد الأوروبي الخمس والعشرين حينها، صوّتوا لصالح القرار الذي تم تبنيه في وقت متأخر من مساء الثلاثاء 20 يوليو، بينما عارضته 6 دول تتقدمها الولايات المتحدة وأستراليا وإسرائيل، وامتنعت عن التصويت 10 دول، وقرار الجمعية العامة، مثل قرار محكمة العدل الدولية، غير ملزم لإسرائيل، غير أن أهمية القيمة الرمزية والمعنوية للقرارين قد تساعد الفلسطينيين والأطراف المعارضة لبناء الجدار على ممارسة المزيد من الضغط السياسي على إسرائيل لتفكيك الجدار، وها هم العرب قد نسوا القرار، بينما الكيان الصهيوني الغاصب لم ينس مشروعه، بل ويضيف ويمد في طوله وعرضه، ثم الإدانة الدولية الواضحة وتقرير غولدستون حول جرائم حرب ارتكبها الجيش الصهيوني خلال الهجوم العسكري على غزة الشتاء الماضي، بما سُمي بالرصاص المسكوب، حتى الآن لم تبزغ شمس البشائر بردة الفعل وفقاً للقاعدة الفيزيائية: لكل فعل ردة فعل تساويه في القوة وتعاكسه في الاتجاه، فها هو الكونجرس الأمريكي يتبنى قراراً بحظر بعض الفضائيات العربية بدعوى أنها تقوض المصالح الأمريكية في العالم العربي والإسلامي.. ولم نسمع رداً من الجامعة العريبة بوجوب المعاملة بالمثل بالإشارة لأنياب الكوبرا السامة في بوق قناة فوكس الأمريكية، والحرة الناطقة بالعربية، ثم التصعيد الإرهابي الذي طفح على السطح باستهداف إسماعيل هنية عقب انفضاح ممارسة التزوير الفاضحة، التي وظفت لاغتيال محمود المبحوح، وفشل الكيان الصهيوني في التنصل كما اعتاد عليه من ممارسة الجرائم ثم إلصاق التهم والتنصل منها بتزييف أبطالها، إلا أن فشل الكيان الصهيوني لم يوقظ حس استغلال الفرصة، فحادث تزييف الجوازات وتذمر الدول الأوروبية من المخالفات القانونية للكيان الصهيوني بوضع مواطني تلك الدول على حافة هاوية الجريمة، لم يوقظ حسن استغلال الموقف بإعلان الدول العربية إجراءات تخضع دخول مواطني الدول التي استغلت جوازاتها لأي من الدول العربية لإجراءات غير معتادة قد تصل بهم في قوائم الانتظار للتدقيق والتحري إلى زمن يصل إلى ستة أشهر، للأسف نستهين بنتائج بعض الإجراءات.. بينما هي من أقوى المؤثرات التي تحيل بالرأي على اتخاذ مواقف تتصف بالعقوبة على المتسبب، وتذكي في ذاكرة المواطن الأوروبي بأن الكيان الإرهابي الصهيوني لم ولن يتورع عن الزج به في هاوية الإرهاب وتعريض مصالحه للخطر وفوات الفائدة بإجراءات الدول العربية على دخوله التي ترتبت على استغلال جوازات بلده، دون اعتبار لأي مواقف سابقة أو لاحقة.. متى نستيقظ وندرك أهمية استغلال ما نترفع عنه استغلالاً لمردوده؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد