Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/04/2010 G Issue 13726
الاربعاء 14 جمادى الأول 1431   العدد  13726
 
لنخاطب ضمائر تجار الحديد
تنعمون بالتسهيلات بلا ضرائب.. فاتقوا الله في مواطنيكم!

 

ما إن نتنفس الصعداء من انتهاء مشكلة ما سواءً أكانت اجتماعية أو اقتصادية إلا وتبدأ الظهور من جديد مرة أخرى من غير سابق إنذار، فظاهرة ارتفاع أسعار الحديد -كما نشرت عنها الصحف ومن بينها الجزيرة- ليست بالحادثة الجديدة بل هي مشكلة متكررة عانى منها المواطن في السنوات الأخيرة بشكل ظاهر وواضح للعيان فقبل سنتين تقريباً بدأ المواطن يشعر بالاستقرار والاطمئنان لثبات أسعار الحديد وانحصار تذبذبها بعد موجة الارتفاعات الخيالية التي نأمل أن تكون ضرباً من الماضي وتاريخاً مزعجاً اقتصادياً واجتماعياً نتمنى ألا يعيد هذا التاريخ نفسه فقبل حوالي شهر من الآن فاجأنا موزعو الحديد بمقولة (لا يوجد لدينا حديد) هذه المقولة بحد ذاتها أسهمت في ارتفاع أسعار الحديد في السوق السوداء بصورة لا نحبذها في ظل وجود الأنظمة الرقابية المتمثلة في وزارة التجارة والصناعة والتي بدروها سعت أولا عبر الجهات الإعلامية بإرسال تحذيراتها للمخالفين وبجولاتها المفاجئة الحميدة ثانياً والتي نتمنى أن تكون قد ظهرت في الوقت المناسب كي يعود كل شيء إلى نصابه وحتى نقول إننا قد استطعنا التنبؤ بالمشكلة قبل حدوثها مع الاستفادة من التاريخ والحرص على ألا تتكرر مساوئه بوضع الاحترازات وجمع الاحتياطات اللازمة لكبح أي توجه يعاكس الصالح العام، كلمة مهمة أوجهها إلى بعض تجار الحديد بأن يستشعروا عظم النعم التي منَّ الله بها على هذه البلاد من رخاء واستقرار ووجود بيئة خصبة للاستثمار بمرونة أنظمتها وبعدها عن التعقيدات والضرائب وما يجدونه من تسهيلات لا توجد في البلدان الأخرى ونأمل أن يستلهموا المحاسن المستقبلية لقوله تعالى: {ولَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} بأن يطبقوا المعنى السامي للآية قولاً وفعلاً وأن يردوا جزءاً بسيطا لهذا البلد نظير ما قدم لهم وأن يدركوا تماما بما أننا في عصر العولمة وأن المواطن أصبح على ثقافة اقتصادية تجعله غير مقتنع بما يقولون من أن ارتفاع أسعار الحديد يرتبط بالانتعاش الاقتصادي العالمي الحالي فهذا الأمر ليس بالصحيح لاسيما أن آخر التقارير الاقتصادية العالمية تؤكد أن الأزمة العالمية لم تنته بعد وآخر هذه الأزمات مشكلة اليونان الاقتصادية التي تفاقمت وأصبحت شبحاً مخيفاً أسهم في استمرار المخاوف من دخول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في فترة ركود ومشاكل اقتصادية جديدة وهذه الدول لها ثقلها على المستوى العالمي اقتصاديا ونحن جزء من اقتصاد هذا العالم.

وأخيراً أقول في مشكلة ارتفاع أسعار الحديد نحن على يقين تام بأن وزارة التجارة والصناعة ساعية بكل اجتهاد للقضاء عليها والبحث عن حلول ونحن كمواطنين نتمنى إيجاد الحلول سريعا وعلى ثقة كبيرة في أن تكون أسعار الحديد في وضعها الطبيعي المعهود وتنعدم مقولة (ما عندنا حديد) بمحاربة الاحتكار والتعطيش الحاصل في سوق الحديد هذه الأيام.

ناصر الظافري



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد