Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/04/2010 G Issue 13726
الاربعاء 14 جمادى الأول 1431   العدد  13726
 
حقوق وواجبات الزوجين كل تجاه الآخر

 

سعادة رئيس تحرير الجزيرة -حفظه الله،

تعقيباً على ما تنشره الجزيرة حول حقوق المرأة والعلاقات الأسرية بشكل عام، أقول: عندما نتحدث عن الواجب فإننا نتحدث عن وثيقة ربانية تحدد العلاقة بين الرجل والمرأة، ولكل منهما حقوق وواجبات يجب أن يعطي كل ذي حق حقه لاستمرار الأسرة والسعادة والهناء ونواة مثمرة لمستقبل باهر وأبناء يصبحون قرة أعين لكليهما، قال الله تعالى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، فالاهتمام بهم ومعايشتهم في جو أسري متحاب يجعل منهم أبناء الغد وحلم المستقبل... وكلما كانت البيئة التي يعيشون فيها في كنف الوفاق والاتفاق والتوافق الفكري كانت نفسيتهم مستقرة ومستقبلهم زاهر، وكلما كان عكس ذلك أصبحوا يعيشون في قلق نفسي ويتولد عندهم الخوف من المستقبل وحياتهم المعيشية، وقد يولد عندهم الحقد والكره. ولكي نبتعد عن هذه التيارات التي قد تعصف بحياة الأسرة يجب أن يدرك الزوجان أن الزواج المبني على أسس صحيحة هو الزواج السليم والذي تكون نتائجه المستقبلية مضمونة الاستقرار. ولندرك أن تحكيم العقل بين الزوجين إنما هو من الثوابت التي تساعد على الاستمرارية والتعايش المتوازن بين الأسرة بكل أقطابها.. فتحكيم العقل في النفس له جودة الاختيار الصحيح في كل الأمور، والعكس من ذلك تحكيم النفس في العقل كثيراً ما تكون النتائج سلبية.. لذا يجب أن يدرك كل منهما ما له وما عليه من واجبات. وسوف أذكر بعضاً منها على سبيل المثال وليس الحصر، فمثلاً الرجل عليه أن يحترم زوجته لأن في احترام الزوجة أثراً كبيراً في تربية الأبناء، وعلى الزوج أن يدرك أن المرأة إنسانة لكل ما تعني هذه الكلمة وإنها تمتلك كل مقومات الإنسانية بما فيها من مشاعر وأحاسيس وبذلك يعطيها الثقة بنفسها ومشاعرها. الأمان الأسري من متطلبات كل أسرة، فإذا فقد هذا الإحساس وكان الزوج هو سبب تزعزع الأمان في نفسها فإنها سوف تعيش في دوامة الخوف على مستقبلها ومستقبل أبنائها، وخاصة إذا أحست أن زوجها سوف يتخلى عنها في أي لحظة. كما يجب على الزوج تجنب الانتقادات اللاذعة في الصغيرة والكبيرة وتجاوز بعض هذه الانتقادات إلى الطعن في شخصيتها وإنسانيتها، فالحياة الزوجية يجب أن يتخللها الحب والود والرحمة واحترام المشاعر والأحاسيس.

وهناك أشياء تؤثر في نفس الزوجة إيجابياً وينعكس ذلك على تربية الأبناء ومنها حسن المقابلة عند الدخول إلى البيت وإفشاء السلام.. آداب السفر ووداع الزوجة وإكرام أهلها والإشادة بهم عندما تأتي مناسبة لذلك، فهذا يحسس الزوج أن تقدير أهلها من قبل الزوج إنما هو تقدير لها.

ومن ذلك عدم إفشاء أي سر بينهما سواء لأهله أو أصحابه، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، من هنا يجب أن يدرك الزوج أهمية أن يكون مثالياً في بيته وبين أهله وأن يدير دفة هذه الأسرة بكل احترام وتآلف وحكمة وبصيرة.

أما بالنسبة للزوجة فلتعلم أن عليها حقوقاً وواجبات عظيمة تجاه زوجها، ففي سنن ابن ماجة بإسناد صحيح عن عبدالله أبي أوفى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها)، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.... من هنا ندرك عظم حق الزوج على زوجته، ونوجز البعض منها: طاعة زوجها في غير معصية، فحق الزوج عليها أعظم من حق أبويها في الطاعة، وعدم الخروج من بيته إلا بإذنه، وحفظ عرضها وعرضه وبيته وأن تحفظه في دينه وعرضه، قال عليه الصلاة والسلام «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي باب شئت» أو كما قال عليه الصلاة والسلام.. من هذا الحديث ندرك وجوب طاعة الزوج وحفظ بيته وأسراره ومراعاة نفسيته. ومن هذا وذاك يستطيع الزوجان بناء أسرة سعيدة في ظل توافق أسري وتطبيق مبدأ المودة والرحمة والسكينة.

د. علي سعيد آل صبر - أبها



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد