Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/04/2010 G Issue 13727
الخميس 15 جمادى الأول 1431   العدد  13727
 
(رسائل البحر) يتبنى تياراً ليبرالياً في مصر بمشاهد ساخنة

 

القاهرة - (رويترز)

استقبل فيلم جديد يتناول قضايا منها الحرية الجنسية وتعدد الزوجات والتفرد بالاستحسان في وسائل الإعلام المصرية لكن رسالته الليبرالية لا تزال مهمشة في مجتمع مصر المحافظ.طرح فيلم (رسائل البحر) في دور العرض هو أحدث مؤشر على تخفيف قواعد الرقابة والذي يقول نقاد سينمائيون انه يجيء في اطار جهود الحكومة للتصدي للتشدد.وقال الناقد السينمائي طارق الشناوي «في النهاية الرقابة تعبر عن الدولة.. الدولة لحماية نفسها بتحاول أن تزود هذا الهامش لكن صعب تدخل في خصومة مع المجتمع.»

وخاضت الحكومة المصرية صراعا ضد متشددين اسلاميين في التسعينات وهي خاضعة لضغوط لزيادة النمو الاقتصادي وتخفيف قبضتها على السلطة قبل الانتخابات الرئاسية التي تجري عام 2011م.

وعلى خلفية كهذه قد يترك فيلم المخرج داود عبد السيد الذي يدور حول قصة الطبيب الشاب يحيى الذي ينتقل الى مدينة الاسكندرية الساحلية وهناك يتحرر تدريجيا من الانماط الاجتماعية.ويقع يحيى في حب نورا وهي امرأة تجعله يعتقد انها مومس. ويدرك المشاهد ان نورا وهي الزوجة الثانية لزوج متعدد الزوجات ترى نفسها في التصرف بالطريقة التي تتصرف بها.

ويقول الشناوي إن انتقاد الفيلم لتعدد الزوجات هو السبب الرئيسي لجعله للكبار فقط.

وذكر ان التوجيهات العامة للدولة تقضي بالسماح بقدر من حرية التعبير فيما يتعلق بالقضايا الثقافية التي تهم الناس لكن انتقاد الفيلم لتعدد الزوجات كان لن يفلت من مقص الرقيب الا بوضعه في فئة «للكبار فقط».هناك شخصية أخرى في الفيلم هي كارلا صديقة يحيى السابقة التي تربطها علاقة بامرأة أخرى تزخر حواراتهما في الفيلم بتلميحات ساخنة.

شخصيتا نورا وكارلا وهما تتحديان التقاليد الاجتماعية تلعبان دورا محوريا في تشكيل شخصية بطل الفيلم يحيى وتقتحمان أرضا جديدة في مجتمع يهيمن عليه الرجل والذي شهد مؤخرا في أحدث قضاياه الجدلية حول مكانة المرأة المناسبة تأييد كثيرين لحظر وصول المرأة لمنصب قضائي في محكمة عليا.

ويرى عبد السيد ان فيلمه يدور حول تقبل الآخر والاختلافات على مستوى الفرد والمجتمع وليس الجنس. وقال «هو عن احترام تكوين كل فرد.. البشر الآخرين.. في ضمير انساني لازم يحكمنا حتى لو واحدة مومس ده مش معناه حكم بالاعدام عليها. يحيى بيوصل لدرجة انه مستعد يتجوز نورا.»

يجسد الفيلم نغمة القبول والتسامح في شخصية أبيل وهو حارس مفتول العضلات في ملهى ليلي يرفض استخدام العنف من اي نوع.كان المكان الذي تدور فيه احداث الفيلم مناسبا تماما. فمدينة الاسكندرية لها تاريخ عريق كمدينة مفتوحة. ويقول الشناوي عن المدينة المصرية المطلة على البحر المتوسط «احتوت كل الاثنيات (الاعراق) والعقائد والاديان واللغات.»

لكن مثل هذا الفيلم سيجتذب على الارجح عددا محدودا من المشاهدين في المجتمع المحافظ لمصر وهي صاحبة باع طويل في السينما العربية وتعرض افلامها في المنطقة كلها.ويتوقع عبد السيد ان يكون معظم مشاهدي الفيلم من «الشرائح العليا من الطبقة الوسطى» الذين يستخدمون الانترنت بكثافة ويتحدثون أكثر من لغة وعلى قدر عال من التعليم.وطبقا لاحصاءات الامم المتحدة يعيش خمس الشعب المصري على أقل من دولار في اليوم كما تصل نسبة الامية بين أفراده الى 30 في المئة.ويضيف الشناوي قائلا «دي أصوات محدودة في ظل تيار قوي في الجانب الآخر.»




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد