Al Jazirah NewsPaper Friday  30/04/2010 G Issue 13728
الجمعة 16 جمادى الأول 1431   العدد  13728
 
عرض لكتاب: الأمريكان والمجتمع
د. محمد بن سعد الشويعر

 

كتاب يبرز موضوعه من عنوانه: ألفه الدكتور عبدالله بن ناصر السدحان، وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية أظهر فيه ما يدل على رابطته بالمجتمع، بتعريفه للعنوان المعبر عن المحتوى بأنه: مجموعة عن العلاقة بتناوله عبين الأوقاف والمجتمع إجمالاً،

بخمسة عناصر جعلها محاور البحث في هذا الكتاب، وقد أثبتها على الغلاف الخارجي الأول في الكتاب لتكون واجهته البارزة ثم أكد ذلك في من الكتاب وهي:

1 - الآثار الاجتماعية للأوقاف.

2 - كيف نوجّه مصادر الأوقاف لتلبية احتياجات المجتمع.

3 - رؤية مستقبلية لدور الأوقاف في الاستفادة من الشباب.

4 - الأوقاف على الحرمين الشريفين خارج المملكة العربية السعودية.

5 - الاندثار القسري للأوقاف: المظاهر والحلول المقترحة.

وقد جعل الطبعة للكتاب عام 1431هـ وأظنها الأولى، حيث لم يُشَر إلى ذلك، كما هي المادة في كل كتاب يطبع.

وبين يدي الافتتاحية والتمهيد أورد أثراً عن الصحابي جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه قال: (لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذو مقدرة إلا وقِّف) وهذا يدل على أهمية الأوقاف في المجتمع الإسلامي، والاهتمام به على مر العصور.

والمؤلف جعل تمهيداً في ثماني صفحات ونصف عن أهمية الأوقاف، وما يميزها عن غيرها من الأعمال الخيرية، وفي هذا التمهيد استعرض العناصر التي سيسير عليها في بحثه: استقصاءً وتمهيداً لعرضها تحت عناوينها (7-15).

وفي ص 19 وضع عنوانا عن المقدمات الأساسية في الأوقاف، وجعل لذلك مدخلاً عن الوقف بمعناه الواسع وقد قارن الوقف الإسلامي بالأوقاف لدى الأمم الأخرى، وخاصة أهل الكتاب، وضرب مثلاً بأمريكا، وسمى الأوقاف بالقطاع الثالث، المرشح لمزاحمة القطاع الخاص والقطاع العام، في المجتمع المدني، وأن هذا القطاع الثالث هو الخيري المرشح لمزاحمة القطاعين السابقين، في إدارة دفة المجتمع المدني، بمختلف مؤسساته، المدنية والاجتماعية.

ودخل في تفاصيل القطاع الخيري، ويسميه أيضاً الأهلي، لدى الدول العالمية، ومردود هذا القطاع الخيري في النظرة الاجتماعية والسياسية، وللآثار الصحية والاقتصادية والتجارية، حول الوقف الخيري فإنه ليس بمستغرب، أن نجد الأنظار في العالم الإسلامي قد اتجهت مرة أخرى للوقف، بعد تغيّب دوره العظيم لعقود طويلة (19 - 29).

ولم يبن لي من عرضه هذا، ما دام تعرض للغرب وأميركا بصفة خاصة، إلا تطرق للأوقاف في الكنائس وطريقة أخذ المساعدات، و أسلوب تخفيف الحكومات الضرائب عن الشركات والأثرياء،بقدر مايقدمون من المساعدات والأوقاف الخيرية في الكنائس. وكان من تلك المقدمات الأساسية التي طرح ما تحدث عنه وفق العناوين التالية:

1 - الوقف في الإسلام (ص 31 - 32) مستعرضاً باختصار أقسام الأوقاف الثلاثة، أهلي وخيري ومشترك (33 - 34).

2 - أهداف الوقف في النظام الإسلامي (35 - 37)، 3- وظيفة الوقف في الإسلام، والحضارات السابقة (38 - 42).

4 - مزايا نظام الوقف (43 - 46)، 5- تطور الوقف (ص 37 - 52)، ووضح هذه العناصر ومكانتها في الوقف.

6 - ومن ص 55 دخل في الحديث عن محاور البحث وهي عناصر الكتاب التي جعلها ركائز لبحثه، فالأول منها وهو الآثار الاجتماعية للأوقاف.

تحدث عنه مشيراً إلى أنه بحث سبق نشره، ومبيناً بأن المسجد مسجد قباء في المدينة هو أول وقف إسلامي حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة وقبل أن يدخلها، وأن أوقافاً عديدة سارت على المنوال، في البلاد التي دخلها الإسلام مثل الأندلس وشرق أوروبا: البلقان وسراييفو البوسنة وغيرها. (ص 59 - 63) مشيراً إلى أن هذا البحث سبق نشره في مجلة دراسات الصادرة عن الجامعة الأردنية عمان المجلد (28 العدد الأول عام 2002م - 1422هـ).

فكان من جزئيات هذا البحث:

أ- أثره في مجال رعاية الأيتام (ص 65).

ب - في مجال رعاية العجزة والمسنين (ص 74).

ج - في مجال رعاية الفقراء والمعدمين.

د - في مجال رعاية المسافرين والمغتربين اجتماعياً (ص 83).

هـ - في مجال الأرامل والمطلقات (ص 90).

و - في مجال ذوي الإعاقات (94).

ز - في مجال رعاية المرضى اجتماعيا (ص 97).

وفي ص (102) أجمل ماتحدث، مجزءا عن الآثار الاجتماعية للأوقاف حتى (132)

ومن ص (135) دخل في الحديث عن المحور الثاني: عن توجيه المصارف الوقفية، لتلبية احتياجات المجتمع وسرد في تمهيده الآثار الاجتماعية في:

أولاً: تطور الوقف وهذا بحث سبق تقديمه في مؤتمر الأوقاف الثاني، الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية بالتعاون مع جامعة أم القرى بمكة عام 1427هـ.

ثانياً: مجالات الوقف ومصارفه (ص 145).

ثالثاً: آلية مقترحة لتلبية احتياجات المجتمع، ودعم هذا بنماذج من الأوقاف وعلق عليها.

والمحور الثالث: عن الرؤية المستقبلية، لدور الأوقاف في الاستفادة من الشباب (ص 189) وهو بحث سبق تقديمه في الملتقى السنوي الوقفي بالكويت عام 1428هـ وجاء في العناصر:

1 - القوة العددية للشباب في المجتمع (ص 193).

2 - والقوة النوعية لهم خصائص المرحلة العصرية ص (195).

3 - الاستفادة مما يمتلكونه بالفعل.

4- خصوصية المجتمع المسلم.

5 - توسيع النظر للأوقاف ليشمل وقف المنافع وغيرها كآخرها.. الآلية المقترحة تحقيق الإفادة من الشباب (ص 208)، وجعل تحت هذا أقساماً أربعة وخطوات خمس:

وجعل بعض الإفادة من الشباب، المعوقات التي أورد منها ثلاثة ثم الخاتمة (ص 23).

أما المبحث الرابع: عن الأوقاف على الحرمين الشريفين خارج المملكة العربية السعودية، وهو مهم جدا، فقد ذكر أرقاماً لمقدار الإيرادات من مصر وتركيا وتونس والجزائر وغيرها إلا أنه انتقد أسلوب السباعي في كل ما قال عن أسلوب التوزيع، ووضع بدلها اقتراحات تنفع الفقراء في مشروعات زراعية وعلمية وغيرها، بالشيء الدائم للفقراء، ولم يعجب بعضهم في مصر فردوا على أحمد السباعي، وعلى هذا قامت جمعية المطالبة بأوقاف الحرمين الشريفين ووضع لها نظاماً من (22 مادة) ص (267).

وأتى بشاهد أن الأوقاف المرصودة بالحرمين الشريفين خارج المملكة العربية السعودية قد زالت وهلكت وضاعت لأسباب عدة ذكر بعضها ص (279) وقد تحدث عمّا عرف هذه الأوقاف، ثم بيّن جهد المملكة في توسعة الحرمين الشريفين (ص 277 - 292) والمشروعات التابعة لذلك في جميع النواحي ومنها المكتبات. وفي مبحثه الخامس والأخير ص (295)، عن الاندثار القسري للأوقاف: حيث فسّر الاندثار لغويا، وتحدث عن مساوئ هذا الاندثار والأسباب التي دعت لذلك ص (316) وتألم من اندثار أوقاف المسجد الأقصى لاستيلاء إسرائيل عليها من مزارع وبيوت وكتب وقرى كاملة، ومخطوطات ووثائق ص(321)، لكنه أعاد للأنظار عن الاندثار: ما للنظّار من دور كبير في الاندثار، إلى جانب أسباب كثيرة، بها طمستْ معالم الأوقاف، ومن ثم الاستيلاء عليها. {فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ} (سورة البقرة 181).

وفي ص(374) جاء بالحلول المقترحة، والتي يراها معينة، وهي ستة اقتراحات أنهى بها بحثه (ص388)، وفي ص(391) جعل خاتمة: الأوقاف والمستقبل، وقدم ستة عشر رأياً يراها معينة على حفظ الأوقاف، إنْ صدقت النوايا، في المستقبل، ولكن من الفضل أن وسّع الله على الحكومة السعودية، فوضعت قدراتها في خدمة الحرمين الشريفين توسعة وإعماراً، وخدمات للوافدين: حجاً وعمرة وزيارة.

وختم كتابه بأمور كثيرة، منها 14 ملحقاً ما بين صورة للحرمين والمحمل وأربطة للفقراء إلى مباني وآثار سكة حديد الحجاز، وكان أول الملاحق: نصّ نظام جمعية المطالبة بأوقاف الحرمين الشريفين الصادر عام 1350هـ ـ 1931م، ويقع في 22 مادة لكنه لم يفعل، تلا ذلك المراجع التي توثق بحثه، وعددها 272 مصدراً، ثم فهرس المحتويات والملاحق في صفحتين.

فالكتاب بحجمه المتوسط، وطباعته الجيدة، وتنظيمه وإخراجه يعتبر مرجعاً مهما، وتوثيقاً للأوقاف، وقد بذل فيه المؤلف جهداً ظاهراً، وسهّل عليه هذا الجهد، أن مباحثه، كانت مساهمة في مؤتمرات متتالية، في نفس الموضوع، وقد فتح به باباً جيداً في مدخله، للأوقاف تبنته الحكومة السعودية، وبرزت معالمه بعطاء جزل من الحكومة، في المباني الشاهقة حول الحرمين الشريفين ترعاها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمملكة، وتحافظ عليها من الاندثار، والكتاب يقع في 494 صفحة منها 86 صفحة عبارة عن ملاحق ومصادر وفهرس.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد