Al Jazirah NewsPaper Friday  30/04/2010 G Issue 13728
الجمعة 16 جمادى الأول 1431   العدد  13728
 

رحلت يا أبا فهد.. وذكرك لم يرحل

 

حاولت جاهداً أن أسطر مشاعري فأبى القلم وامتنعت الحروف، ولاذت المعاني بالفرار من ذهني الذي أصابه الذهول، وأحاطت به الدهشة وهو يرى ويسمع نبأ رحيل فقيد محافظة حريملاء رجل التربية والتعليم الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالله الناصر (أبو فهد) الذي انتقل إلى جوار ربه يوم الثلاثاء السادس من الشهر الخامس لهذا العام، تلبية لنداء الحق:?كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ?.

نعم، هو بحق فقيد لما عُرف عنه من تواضع وكرم وحسن خلق مع الجميع، ترك بعده من الذكر الحسن ما يشعر بأنه موجود فبصماته الإيجابية سلوكاً وعلماً التي ظهرت في الأجيال التي أشرف على تعليمها إبان عمله مدرساً في متوسطة وثانوية حريملاء، فكأنه كما قال الشاعر:

الذكر يبقى زمانا بعد صاحبه

وصاحب الذكر تحت الأرض مدفون

أحبه كل من عرفه أو التقى به، ولعل ذلك لسمو نفسه وعلو خلقه وحضوره داخل المجتمع؛ فقد كان سباقاً لأداء الواجبات الاجتماعية، يشارك الجميع أفراحهم وأتراحهم محباً للخير يحث عليه ويرغب فيه، تعلو الابتسامة محياه مع الوقار الذي يحيط به.

فهو كما قال الشاعر:

إذا ما أتيته وجدته متهللا

كأنك تعطيه الذي أنت سائله

ومن أكبر الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة على كونه شخصية محبوبة حيث اكتظت جنبات مسجد الجامع بحي الحزم بمحافظة حريملاء؛ حيث أديت عليه صلاة العصر، فقد رايت الحزن يلف محيا المصلين حزنا على فراقه، فمكانته يصورها قول الشاعر:

لعمرك ما الرزية فقد مال

ولا فرس يموت ولا بعير

ولكن الرزية فقد حر

يحزن لموته خلق كثير

وقد شيعه خلق كثير إلى مثواه الأخير في مقبرة صفية بمحافظة حريملاء.

فرحمك الله يا أبا فهد، وأنزل على أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان.

سائلاً الله أن يحفظ أبناءه، وأن يجعلهم مباركين أينما كانوا.. إنه سميع مجيب.

عبدالعزيز بن سليمان بن محمد الحسين

المشرف الثقافي بنادي الشعيب - محافظة حريملاء


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد