Al Jazirah NewsPaper Friday  30/04/2010 G Issue 13728
الجمعة 16 جمادى الأول 1431   العدد  13728
 
أبي لم يجف دمعي

 

الحمدلله، الواحد الأحد، ذو العزة والستر، جعل بعد الشدة فرجا وبعد الضيق سعة ومخرجا، وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وذريته الأخيار وسلم تسليماً كثيراً.

الموت طريق كلنا سائرون فيه، فالكيس من دان نفسه والمسلم من استسلم للقضاء والقدر، والمؤمن من تيقن بصبره جزيل الثواب على المصيبة والضرر.

أحقا مات أبي؟!

لقد جاءني خبر رحيلك في يوم الجمعة بتاريخ 24- 4- 1431هـ فانتابني شعور غريب لم يسر إلى قلبي قط، كنت ماسكة بكتابي فسقط! ضاقت علي الدنيا بما رحبت، أسودت عيناي، بكيت وبكيت وبكيت، حتى أصبح دمعي دما!

نعم مات أبي الشيخ سليمان بن عبدالرحمن العدل..

لا أعلم ماذا أسطر من كلمات، ولا أعلم ماذا يصيب الحروف من ذهول عندما أردت أن أكتب عنك، فهي تبكي حزينة وتتألم منكسرة!

كيف لا؟ وفقدك خطب جلل، وفراقك على القلب عظيم، وبعدك عني أليم.

أبي الراحل:

عندما أجلس أتفقدك بين حنايا قلبي، وأقرأ سطور تاريخك العظيم، تأخذني مآثرك الجميلة إلى بر الأمان، وتغرقني بالحب والحنان.

أبي الغالي: مازلت أشعر بمأساة رحيلك، وأسمع صدى اسمي وأنت تردده، فمن يخلفك يا أبي؟ من يسمعني إذا اشتكيت؟ من يلبي لي حاجتي إذا طلبت؟ من يجفف دمعي إذا بكيت؟ بل من يضع يده على صدري؟ من يضرب على كتفي؟ من ومن؟

رحلت يا أبي ولك طفل لسان حاله يقول: من أناديه باسم (بابا)؟

أما ثمارك التي زرعتها في أولادك من تربية حسنة، فيا لله ما أروعها! وما أجمل نتاجها! أتى طيبا مباركا يمثله جو تآلفي رحيم يجمعهم الحب والشفقة والإحسان أنرتها في قلوبنا يوم أن كنت نورا في بيتنا.

أبي عزائي بفقدك حسن الختام، وأنك بإذن الله في جنان الرحيم في النعيم المقيم.

ابنتك: خولة بنت سليمان العدل



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد