Al Jazirah NewsPaper Sunday  02/05/2010 G Issue 13730
الأحد 18 جمادى الأول 1431   العدد  13730
 
مسؤولية
المستقبل يا وزارة التربية والتعليم!!
ناهد سعيد باشطح

 

فاصلة:

(ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن)

- حكمة عربية -

الحمد لله أني لم أقدم بعدُ على وظيفة معلمة وأخضع لأسئلة لجان غريبة على شاكلة ما نشرته جريدة الوطن قبل أيام من أسئلة تم طرحها على المتقدمين لشغل وظائف معلمين في وزارة التربية والتعليم، في ست مناطق تعليمية، وهي أسئلة لا تمت إلى المعرفة العامة بصفة أو تتعلق بالنظريات التربوية أو حتى ذات صلة بالثقافة العامة.

إنما الأسئلة كانت مثل: ما حكم النشيد الوطني؟، وما حكم الموسيقى؟، وما حكم قيادة المرأة للسيارة؟، وما رأيك في بعض الاجتهادات التي يقوم بها بعض رجال الهيئة، ويقعون من خلالها في أخطاء مهنية؟.

وبالرغم من أننا كآباء وبكل صراحة نشهد ما يفعل بعض المعلمين والمعلمات من ترهيب للطلبة والطالبات، خاصة في المرحلة الابتدائية، إلا أن ذلك أرحم من أن تكون سياسة التعليم لدينا، بعد أن كشف الإرهاب الفكري عن وجهه الحقيقي، ما زالت تدور عبر منسوبيها في دائرة الإقصاء، والحق أننا لا نعرف لماذا يتدخل معلمونا دوناً عن معلمي العالم في سلوكنا مع أولادنا وممارساتنا للعبادات؟

لم أعرف مدرسة في العالم يسأل معلمها الطالب إن كان مسيحياً هل يزور والده الكنيسة أو إن كان مسلماً هل يصلي والده في المسجد إلا في مجتمعاتنا العربية التي لم تستطع حتى الآن إدراك خطورة أن يخضع نظام التعليم لديها لبعض قوانين الإرهاب الفكري الخفي!

لقد تم تغيير المناهج، وليس وقته أن أقيم هذه الخطوة، إنما من المؤلم بالفعل أن تحوي لجان رسمية أفراداً متطرفين بينما يفترض فيهم حمل لواء الوعي الفكري، فإذا بهم يؤسسون لثقافة متطرفة.

كلنا في هذا البلد مسلمون، وليس من حق أي إنسان على وجه البسيطة أن يشكك في دين الآخر، مهما كانت الأسباب، والله يقول في كتابه الكريم: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا}.

المطلوب من وزارة التربية والتعليم ألا يمر موضوع هذه اللجان مرور الكرام، وعلى المعلمين الذين تلقوا هذه الأسئلة أن يرفعوا بها خطاباً إلى وزير التربية والتعليم لا أن يتحدثوا فقط عبر شبكة الإنترنت.

لن يحدث أي تغيير نريده في مجتمعنا ما لم يشعر كل فرد بالمسؤولية المنوطة به؛ كونه ابن هذا الوطن، ولن يحدث أي تطوير نرجوه ما دمنا نتبرأ من المسؤولية، بل ونعلم أولادنا بأن لا جدوى من الشكوى أو المطالبة بالحقوق، كما علمناهم من قبلُ أن الواسطة مفتاح العمل، وليس السعي؛ فباتوا قبل أن يحلموا بالتخرج يفتشون عن الواسطة التي بها سوف يعملون في المجال الذي يريدون.

لأجل القادم والمستقبل الذي ينتظره جيل جديد أرجو أن يعاقب كل معلم متطرف ويكافأ كل معلم عرف أن الإسلام هو دين الوسطية.

إن هذه الخطوة ستضع حداً لممارسات المعلمين والمعلمات، والتي ما زالت تنتشر في المدارس.

هل أقترح أن يكون هناك استبيان من قبل الوزارة يطرح على المعلمين والمعلمات لقياس توجههم الفكري حول أمور الحياة وسلوكياتها الاعتيادية؟ أخاف أن تكون النتيجة قلب نظام التعليم لدينا رأساً على عقب.



nahedsb@ hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد