Al Jazirah NewsPaper Monday  03/05/2010 G Issue 13731
الأثنين 19 جمادى الأول 1431   العدد  13731
 
مدائن
التعداد تجاوز مفهوم التبعية (2-2)
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

 

كنت قد أشرت في المقال السابق إلى ليلة الإسناد في التعداد الشامل للسكان والمساكن وأوضحت أن التعداد تجاوز مفهوم عد الأنفس والتبعية الوطنية وإن كان هذا أساس التعداد إلا أن خطط الدولة والتحضر العالمي فرض طروحات وأساسيات جديدة تحتاج حتى تنفذها الدول إلى وفرة في قاعدة المعلومات الشاملة للأفراد والمساكن.. كما سبق أن ذكرت أن مدير مشروع التعداد الأستاذ عبدالله الباتل يتمتع بثقافة إحصائية جديدة طرحها في وسائل الإعلام أبرزها: فلسفة مفهوم ليلة الإسناد والنافذة الديمغرافية وأرى أن ليلة الإسناد تتقارب مع التحقيب (الحقبة) والمراحل في الاستيطان البشري الذي استثمر التغيرات من أجل تحقيب حياته، فقد ارتبطت ليلة الإسناد التي شبهت بالدراسات الإنسانية -شبهت- بتواريخ رقمية، ففي الأنثروبولوجيا هناك تشكل ثقافي وسكاني وديمغرافي مرتبط بالتحولات الاستيطانية والسكانية مثل: تأثير الحملة الفرنسية على مصر، والاستعمار الغربي الحديث للمنطقة العربية، واكتشاف النفط، والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. وإعلان تركيا عن نهاية الخلافة الإسلامية العثمانية. وتأثيرات تلك المتغيرات التاريخية السلبية والإيجابية على السكان والمساكن وجعلها فاصل بين مرحلتين ما قبل الحدث وما بعده وهي أيضاً مماثلة للفواصل الطبيعية على الأرض فواصل البحار والأنهر والجبال والكثبان الرملية بهدف تصنيف المعلومات وفرزها وإسناد جميع المعلومات إلى تلك الليلة.

فما أشار إليه عبدالله الباتل بدخول المملكة في تعدد 2010م التي بدأت مؤشراته في دراسة 2009م إلى النافذة الديمغرافية وهي تعد فرصة فريدة للمملكة لاستثمار تلك النافذة من الشباب بالنهوض ببلادنا وتوظيف جميع الإمكانيات لاستثمار سن الشباب بعد أن جاءت مؤشرات وإحصاءات عام 1413هـ (17) مليوناً، حيث أظهرت النتائج أن معظم سكاننا من صغار السن.. لنبلغ في هذه الدورة وهي (المرحلة الثانية) النافذ الديمغرافية والتي أهم ما يميزها أن المجتمع يبلغ ذروته وقوته يمثله أعلى نسبة من الشباب (15 - 24) سنة (فئة الشباب) ويستمر لعقدين من الزمن ويعد سن العطاء والإنتاج تصبح فيه نسبة المعالين (الإعالة) في أقل نسبها لذا يتطلب التعجيل في استثمار تلك الدورة إحصاء (2010م) قبل أن يصل المجتمع إلى مرحلة الهرم وينتقل هؤلاء الشباب إلى الهرم ويصبحون من المعالين وغير قادرين على العمل.

ومتى ما استثمرنا النافذ الديمغرافية فأننا نزيد من النشطين (فئة العمل) ونقلل من نسبة المعالين وبالتالي التقليل من الأعباء على دخل الأسرة ومصروفات الدولة، بالمقابل نزيد من إعداد المنتجين ونكثف من الاستثمار في الرأسمال البشري. قبل أن يرحل جيل النافذة الحالي إلى مرحلة الهرم ثم نعود إلى مرة أخرى المجتمع الفتي صغار السن والتي بدأت في عام 1413هـ حيث كان سكاننا (17) مليوناً وفي تعداد 1425هـ (23) مليوناً ومتوقع أن يرتفع الرقم في تعداد 2010م وهي ظاهرة إيجابية تحتاج إلى توجيه واستثمار.

الآن تقع المسؤولية على المخططين في إنجاز الكثير من المشروعات واستثمار هذا السن (15 - 24) وإعداده حتى لا يتحول إلى عاطل يعيش تحت مظلة الإعالة الأسرية والحكومية في مجال الشئون الاجتماعية والصحية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد