Al Jazirah NewsPaper Tuesday  04/05/2010 G Issue 13732
الثلاثاء 20 جمادى الأول 1431   العدد  13732
 
الأمير سلمان وغرفة الرياض.. ليلة وفاء لمسيرة نصف قرن
الغرفة حظيت بدعم ومؤازرة تاريخية من الأمير سلمان على مدى نصف قرن

 

الجزيرة - الرياض

يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض احتفال غرفة الرياض بمرور خمسين عاماً على إنشائها، وذلك مساء اليوم الثلاثاء 20-5-1431هـ الموافق 4-5-2010م، بمقر مركز الرياض الدولي للمعارض، كما يتضمّن الاحتفال تدشين مركز الرياض الدولي للمعارض والذي يعد أحدث مشاريع الغرفة، كما يتضمن الحفل تكريم أعضاء مجلس إدارة الغرفة في دورته الأولى كأول مجلس إدارة عام 1381هـ، إضافة إلى تكريم عدد من وزراء وزارة التجارة السابقين ورؤساء مجالس إدارة الغرفة عبر دوراته الخمس عشرة.

ويأتي الاحتفال بعد حقبة زمنية تاريخية أسهمت خلالها الغرفة بدور وطني مميز في خدمة ودعم الاقتصاد الوطني، وقامت بتعزيز قاعدة صلبة لتمكين قطاع الأعمال في منطقة الرياض من أداء مهامه في تنفيذ خطط وبرامج التنمية الاقتصادية الشاملة، وتعاونت بشكل بنّاء مع الجهات والهيئات الحكومية لتهيئة البيئة الخصبة أمام القطاع الخاص للإسهام الفاعل في مسيرة العمل الاقتصادي.

وعبّر الأستاذ عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، عن شكره وتقديره لسمو الأمير سلمان لموافقته الكريمة على رعاية وتشريف حفل الغرفة بهذه المناسبة الغالية، وقال إن الغرفة تسجل بكل الوفاء والاعتزاز عطاءات سموه ودعمه اللا محدود وتشجيعه الدائم لها منذ تأسيسها وحتى اليوم، بل إن تأسيسها نفسه كان بتشجيع وتحفيز من سموه، وهو ما أعطى دفعة قوية لجهودها وأنشطتها، ومكّنها من تقديم خدماتها للقطاع الخاص وتمثيله على النحو الفاعل.

وقال إن سمو الأمير سلمان ظل دوماً يدعم ويتابع كل مشاريع وجهود الغرفة في خدمة الاقتصاد الوطني وتعزيز دورها ككيان يدعم ويمثل قطاع الأعمال في المنطقة، مؤكداً أن قطاع الأعمال يكنّ لسموه كل مشاعر الاعتزاز والولاء ويقدر لسموه عطاءه ودعمه واحتضانه لكافة مؤسساته ومنشآته، ويدين لسموه بكل ما حققه من تطوُّر ووصل إليه من مكانة في دوائر الاقتصاد، ليس في المملكة فحسب، ولكن على مستوى دول المنطقة، وبما يتناسب ويتواكب مع مكانة اقتصادنا الوطني الذي يعد الأكبر في المنطقة.

من المستحيل الإلمام بكل أطراف العلاقة الوثيقة والحميمة التي نشأت واستمرت بين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - أمير منطقة الرياض وبين الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، فقد كانت في بدايتها علاقة مصير ووجود، وكان سموه هو المهندس الذي رسم المسار لأولئك الرعيل الأول ليسلكوه خطوة بخطوة في مساعيهم لبلوغ مرحلة التأسيس.

الداعم والمؤسس

وفي اللقاء الصحفي الذي أجري مع بالمغفور له - بإذن الله - عبدالعزيز المقيرن قبيل رحيله يرحمه الله قال: الأمير سلمان هو المؤسس الحقيقي والداعم الأول لهذه المنشأة منذ أن كانت مجرد فكرة ننام ونصحو عليها في أيامنا، وكان مرجعنا في ما واجهناه بعد ذلك من الصعوبات والمشكلات في مراحل التأسيس الأولى.

فقد كان سموه هو من نصح المقيرن وزملاءه بمقابلة سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم - يرحمه الله - عندما واجهت مبادرة التجار بعض العقبات المتعلقة بمفاهيم بعض زملائهم عن الغرف التجارية ووظائفها.

وأجمع كل الذين عاصروا فترة التأسيس على ذلك الدور المصيري الذي أسداه سمو الأمير سلمان، حتى تمكنوا من ترسيخ الفكرة في وجدان التجار وقناعتهم .. ولولا ذلك الدور بعد توفيق الله ربما كانت الغرفة لن تقوم في حينها أو لتأخر ميلادها.

الأمير سلمان ومرحلة الترسيخ

وفي السنوات الأولى من عمل الغرفة ظل أعضاء مجلس الإدارة على تواصل مستمر مع سموه، يسترشدون بمرئياته ونصائحه يحفظه الله، في كل خطوة أو فكرة أو عمل يودون القيام به في سعيهم نحو ترسيخ دور الغرفة الوليدة..، وفي دفع أطر التعاون والشراكة مع الأجهزة الحكومية، وبلوغ الرشد والنضج في علاقات مجتمع الأعمال بنظرائه من رجال الأعمال في الدول الشقيقة والصديقة، وكان سموه على الرغم من مسئولياته الأخرى العظيمة، لا يبخل عن الإفساح لأعضاء الغرفة للالتقاء به في مكتبه أو رعاية مناسبات الغرفة الرئيسية التي ساهمت في تشكيل الصورة الذهنية عن الغرفة في المجتمع.

وظلت برامج الغرفة في تصاعد ونمو متسقاً ومنسجماً مع خطط الدولة نحو تطوير خدماتها للمواطنين، والتأكيد على الرغبة في بناء مجتمع للأعمال يتمتع بالقدرة والأهلية لترجمة الخطط العامة نحو بناء الاقتصاد المحلي وقطاعاته المتكاملة.

وشهدت تلك الفترة المبكرة من مسيرة الغرفة جرعات من الرعاية الضرورية، وفي أبوة واعتزاز من سمو الأمير سلمان لكل الخطوات والمبادرات والبرامج التي تبنّتها الغرفة بما جعل الغرفة في تواصل دائم ومنتج مع محيطها الاجتماعي أولاً، ومع مجتمعات الأعمال في دول العالم عبر تدفق كبير من الوفود التجارية الأجنبية التي ظلت في تزايد مستمر منذ العقد الأول لتأسيس الغرفة حتى يومنا هذا.

الأمير سلمان وملتقيات الغرفة

ومنابرها العامة

ظلت الغرفة عبر العقود الخمسة الماضية تمثل أخصب البيئات الاجتماعية التي شهدت ولادة العديد من مشاريع المؤسسات المدنية التي تعمر فضاءات العمل الاجتماعي في مدينة الرياض، وفي كل ملتقى يتم فيه استنبات أو تلقيح الفكرة المراد إطلاقها، كان سمو الأمير سلمان هو من يرعى الفكرة ويستكمل أبنيتها ويتفحص مشروعيتها وقياس مفرداتها الزمنية والموضوعية مع من سيتولون نقلها وبذرها في المجتمع.

الأمير سلمان وبناء المؤسسات الاجتماعية

وظل سمو الأمير سلمان متابعاً عن كثب لجميع مراحل بناء ونمو مؤسسات العمل الاجتماعي والخيري سواء تلك التي استظلت بالغرفة فكرة وانطلاقاً، أو تلك التي نشأت خارجها لكنها ربما في مراحل نشأتها أو مراحل متابعة أعمالها قد عقدت ملتقياتها العامة أو برامج استحثاث الخيرين لدعمها.. في غرفة الرياض، ومن خلال تراكم تجارب العمل في هذا الحقل، بادرت الغرفة بتأسيس إدارة خاصة بخدمة المجتمع يشرف عليها عضو سابق في مجلس الإدارة هو الأستاذ عبد الله المقيرن، بالإضافة إلى طاقم من الكوادر الفنية المدربة.. وباهتمام كبير على مستوى مجلس الإدارة والأمانة العامة، وعملت الإدارة على بناء جسور التواصل بين قطاع الأعمال والمؤسسات المعنية بالأنشطة الاجتماعية والخيرية بمختلق حقولها.

وتحولت الرياض بفضل جهود ودعم الأمير سلمان إلى واحة معطاءة في العمل الاجتماعي والخيري، كان للغرفة نصيب في حضانة بعضها أو الاستنفار على دعمها من خلال عطاء القادرين.. وتشرفت معظم أن لم نقل كل تلك المحافل التي شهدتها الغرفة برعاية كريمة من سمو الأمير سلمان.

الغرفة وسيناريوهات التنمية الاقتصادية

وفي جبهة العمل الاقتصادي للغرفة ظل حضور الأمير سلمان ورعايته وتوجيهاته تمثل أداة الدفع الناجز لكل المبادرات الرئيسية التي تبنّتها الغرفة.

ولم يتأخر سموه رغم مسئولياته المتشعّبة عن الاستجابة لدعوة الغرفة لرعاية المناسبات الرئيسية التي أقامتها، سواء لإطلاق مشروع جديد أو تزكية عمل يراد تأسيسه بقدر من الاتفاق والانسجام بين جميع طوائف رجال الأعمال والأجهزة التنفيذية الحكومية ذات العلاقة، وبعد تدشين المبنى الحالي للغرفة الذي شكّل بداية انطلاق الغرفة فضاءات عملها الحديث في الثامن من يناير عام 1985م، بعد أن كانت الغرفة تتنقل بين عدد من الشقق والمباني الصغيرة والمستأجرة في مراحلها الأولى، شكّل حضور ورعاية الأمير سلمان مثابة الترمومتر لكل مبادرة تطرحها الغرفة، وكان سموه أسعد الناس بتلك الخطوة المفصلية من تاريخ الغرفة - حيث أكد عند تدشين المبنى قائلاً: (يسعدني في هذه الليلة السعيدة أن نكون هنا لافتتاح المبنى الجديد للغرفة، إن من يعود بالذاكرة إلى زمن قبل 25 سنة ويفكر كيف كان إنشاء هذه الغرفة وما اعترضته من مصاعب وعقبات، ولابد أن الأخ عبدالعزيز المقيرن أول رئيس للغرفة يعرف ذلك، وفي ذلك الوقت كان هناك عدم استيعاب لأهداف الغرفة وأغراضها وكانت هناك عقبات أخرى تمكن المهتمون بإنشاء هذه الغرفة تذليلها.., وربما كان بعض الإخوة من قدامى الأعضاء يعرفونها كالأخ سليمان العليان.. ولاشك أن البلاد تسعد عندما ترى مثل هذا المظهر الحضاري الذي نحتفل اليوم بافتتاحه، وأن كل معلم حضاري في هذه المدينة أو في مدينة أخرى إنما هو عنوان لتقدم ورقي هذه البلاد وأبنائها ...)

الأمير سلمان والصناعة الوطنية

وعندما أرادت الغرفة أن تتبنّى مشروعاً طموحاً لتوطين الصناعة ودفع عمليات إحلال نتاجها محل المنتجات المستوردة وتشجيع التنافسية على الجودة.., كان أهم السبل لتحقيق ذلك هو تنظيم معرض دوري للصناعة الوطنية، وكان الأمير سلمان أول المباركين لهذا العمل الكبير الذي انطلقت أولى دوراته في عام 1393م برعاية ومشاركة وتدشين من سموه الذي كان يمضي يوماً كاملاً في جولة تفقدية لجميع أجنحة ومعروضات المعرض من منتجات الصناعة الوطنية، ويتوقف مع كل صاحب مصنع فرداً فرداً يسألهم عن استخدامات المنتج والمشكلات التي يواجهونها ويسديهم نصائحه وتوجيهاته لتجويد الصناعة وتشجيع العمالة السعودية للالتحاق بقطاع الصناعة، وسجل هذه الكلمات المفعمة بالسعادة في سجل الشرف لزوار المعرض الأول قائلاً - من دواعي فخري وسروري أن أقوم بافتتاح المعرض السعودي الأول للصناعات الوطنية، ولقد سرني ما رأيته مما أثلج صدري وزادني ثقة بمستقبل هذه البلاد الصناعي، إن بلادنا الحبيبة جديرة بجهود بنيها ولها واجب عليهم بأن يغرسوا فيها ثمار ما أعطتهم، ونرجو أن يكون المعرض الثاني حافلاً بصناعات أكثر وجهود مضاعفة وإلى الأمام في ظل راية لا إله إلا الله ومحمد رسول الله وتحت قيادة فيصلنا وأسأل الله التوفيق للجميع).

وكانت هذه الكلمات تمثل أكبر دافع للمنتجين الذين تضاعفت أعدادهم في المعارض التالية، وقد حرص سموه على حضور جميع دوراتها أو ينتدب نائب سموه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز.

وشكّلت معارض الصناعة الوطنية، بالإضافة إلى اللقاءات العامة شبه الدورية التي كان الأمير سلمان يلتقي فيها برجال الأعمال، أهم المحافل الاقتصادية التي شهدت بلورة العديد من البرامج نحو دفع واستكمال جاهزيات القطاع الخاص وحل مشكلاته الهيكلية والقاعدية.., وتحت مظلة هذه الملتقيات، تمكنت الغرفة من التفكير بصوت مسموع وتداول وجهات النظر واستعراض نتائج الدراسات التي نفذتها.. والتي قادت إلى العديد من الحلول لقضايا كبرى مثل حل مشاكل المدن الصناعية من حيث التوسعات وإيصال الغاز وتعزيز الطاقة الكهربائية وتوصيل المياه، وغير ذلك من الخدمات الضرورية للمدن الصناعية، كما باشرت الغرفة في التداول حول مشروع مدينة سدير الصناعية التي يجري العمل الآن على استكمال الخطوات الأخيرة لبدء العمل فيها، وقد أعطى تأييد ودعم الأمير سلمان لهذه الأفكار والمشاريع المدروسة زخماً ودفعاً لها حتى تحققت جميعها على أرض الواقع.., وكان مجلس إدارة الغرفة يبادر لزيارة سموه في مكتبه كلما استشكل على الغرفة أمر ما أو مشروع يتطلّب دعماً من سموه، ويعتبر مشروع مركز معارض الرياض الدولي الذي يعتبر من أكبر المشاريع الحضارية التي شهدتها مدينة الرياض في العقد الأخير، فقد كان سموه وراء هذا المشروع منذ أن كان مجرد فكرة، مروراً بسجالات تحديد الموقع وتخصيص الأرض وغير ذلك من الواجبات الكبرى التي واجهت المشروع في بدايته.

الأمير سلمان ومنهج الشراكة

بين العام والخاص

وعندما نظمت الغرفة حفل تكريم جامع للرجال الذين أسهموا في مسيرة الغرفة مند تأسيسها وذلك في شهر صفر من العام 1422هـ، كان سموه في مقدمة من حضروا وكرموا أولئك الرجال - بالكلمة الداعمة والمصافحة لهم ولممثليهم فرداً فرداً، وقال سموه في تلك المناسبة الهامة (لقد تعوّدنا جميعاً في كل عام على هذا الاجتماع وهو اجتماع فيه كل الخير إن شاء الله ليس لرجال الأعمال فحسب وإنما لهذه البلاد ولهذه المنطقة بوجه خاص لأنها هي المعنية باجتماعنا هذا اليوم، ولا شك أن الاجتماعات المماثلة لهذا الاجتماع فيها الخير والبركة إن شاء الله، ويسعدني أن أرى هذه الوجوه الطيبة التي أعرفها جيداً والتي قامت بخدمات كبيرة في الدولة أو في مجال العمل الخاص ونعتز ونفتخر والحمد لله أننا مجتمع واحد وليس هناك فرق بين مسئول في الدولة أو في أي قطاع من قطاعات هذا البلد.

إن العمل كما تعلمون الآن عمل متشابك ومشترك ولا يمكن أن تقدم الدولة عملاً توفيه لهذا الوطن والمواطنين، إلا أن يكون الجانب الآخر أيضا في القطاع الخاص بكل فئاته متفهماً ومتعاوناً مع الدولة في تنفيذ أفكارها وما تطرحه من مشاريع ومن تطوير ومن إصلاح، كما نعلم جميعاً أننا في عالم اختلطت فيه المصالح وتشابكت فيه المستويات، ولذلك فإن التعاون بين كل الأجهزة الحكومية والأهلية مطلوب جداً، ومما يساعد على هذا التعاون أن كثيراً من رجال الأعمال الذين أراهم أمامي الآن عملوا في الدولة من وظائف صغيرة إلى مرتبة وزير، وهذا مما يعطي العمل دافعاً قوياً لأن هؤلاء يعرفون بالضبط دهاليز الدولة ويعرفون إمكانيات الدولة، ويعرفون كذلك العقبات التي تواجه الدولة في بعض الأعمال، ولا شك أن رجال الأعمال يحتاجون المعونة والدفع من الدولة وتسهيل أمورهم، وهذا واجب بل ويحتم على الدولة، وكذلك تنتظرنا الدولة أيضا لتفهم الظروف والأحوال والممكن عمله وغير الممكن عمله. وكما ذكر الأستاذ عبدالرحمن الجريسي في خطابه قبل قليل بأنّ هناك بعض الأشياء التي سوف تبحث من الجهات المختصة في الغرفة.. فقد تلقيت اليوم مقترحات تتضمن 31 بنداً تلامس كل الأمور في المنطقة، ومنها أشياء كثيرة تستحق البحث وان نقف عندها ونتحدث فيها ونعمل لها، وأنا بطبيعتي لا أريد أن أقرر شيئاً أو أعد بشيء حتى يكون حقيقة وأعرف أنه من الممكن تنفيذه، أما أن نعطي مواعيد وآمالاً ثم يتضح أن هناك عقبات فلا أعتقد أن هذا مفيد أبداً، ولذلك سأحيل هذا التقرير الذي يتضمن (31 بنداً) فيها الصغير والكبير، علماً بأن هذا شيء طيب أن نطرح جميع أمورنا على طاولة البحث، وكما تعلمون هناك مجلس المنطقة وهناك لجان لمجلس المنطقة وأنا كلي ثقة بأن اللجان عندنا ليست مقبرة للمعاملات والأوراق وهذه أؤكدها لكم بأنها ليست مقبرة (وإنما مستشفى) وسأعمل على تشكيل لجنة كما قلت موسعة من أعضاء لجنة الخدمات واللجنة الاقتصادية في مجلس المنطقة، وهذه تضم كثيراً من الأهالي المشتركين في مجلس المنطقة من الذين لهم نشاطات في المنطقة وكذلك تضم الكثير من رؤساء الدوائر في المنطقة مع مجلس الغرفة التجارية والمجلس بكامله برئاسة رئيس المجلس، لتجتمع في الأمارة وتبحث هذه الأمور وتعطي توصياتها فيما يمكن تنفيذه حالاً وما يمكن أن تقدم من تسهيلات أو غيرها التي نعمل مع الدوائر المختصة في تنفيذها، والحمد لله أن هناك تعاوناً مطلقاً بين الأمارة ومجلس المنطقة والدوائر الحكومية كلها، وهناك أشياء يمكن رفع اقتراحات فيها للجهات المسئولة وللمقام السامي والوزارات المختلفة وأنا متأكد عندما تكون هذه الأشياء مدروسة وممكنة، وأؤكد على كلمة الممكنة لأنه إذا أردت أن تطاع فاطلب بما يستطاع.. كما جاء في حديثه.. ونحن هنا والحمد لله عندما نجتمع هكذا في الغرفة التجارية مثلاً لم يكن ممكناً أن تجتمع مثل هذه الخبرات التي أمامي للعمل في الغرفة التجارية، إذن فإن التطور الذي حصل في هذه البلاد الفكري والتعليمي والثقافي والاقتصادي أراه أمامي الآن وهو من نتاج عمل الدولة، وعندما أقول هذا ليس قصوراً في جانب معين لكن عندما أقول السعودة فإن كل رجال الأعمال سعوديون أيضا، وهم يتعاونون مع إخوانهم وأصدقائهم من العرب أو غير العرب وأشكر لهم جهودهم التي قاموا بها في هذا البلاد عندما كانت الخبرة نادرة عندنا، أما الآن أرى الخبرات بحمد لله في هذا المجتمع الصغير أمامي وبمختلف الخبرات والتخصصات والمجال مفتوح الآن والعمل كذلك مفتوح لكل ما فيه خير لهذا الوطن، ومن باب أولى أن أبناء هذا الوطن ينهلون من خير بلادهم وخير الوطن كثير والحمد لله ويعملون كما نعمل في القطاع الحكومي أغلبهم أو الغالبية الساحقة من المواطنين إلا ما ندر من الخبرات كذلك في القطاع الاقتصادي لكن في حدود دفع العمل الاقتصادي وإنتاجيته بمعنى أن ليست الشركات أو العمالة التجارية هي جمعيات خيرية لا فالجمعيات الخيرية موجودة، لكن يجب على المواطن السعودي وعلى الشاب السعودي والمتخرج السعودي أن يدخل معترك العمل من أوله حتى يبدأ فيه ويثبت خبرته ويستفيد من خيرات بلده ويتعاون في العمل وسأقول لهم بكل صراحة إن الطموح مطلوب والتطلع إلى الأعلى مطلوب لكن يا إخوان هناك مشكلة أنا أراها بحكم عملي واختلاطي اليومي بالناس، فالشاب يريد أن يعمل اليوم وبعد يومين يريد أن يكون من كبار رجال الأعمال فليكن ذلك لكن يجب أن يبذل جهوده وطاقاته فهذا لا يتم بالتكاسل أو التهاون، وكما هو المطلوب منا أن نعمل على سعودة وظائف أعمالنا مطلوب منا كمواطنين أن نجتهد ونرغب القليل في أول الأمر ونثبت وجودنا ونقوم أنفسنا على أسس صحيحة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد