Al Jazirah NewsPaper Wednesday  05/05/2010 G Issue 13733
الاربعاء 21 جمادى الأول 1431   العدد  13733
 
غرفة الرياض.. وتضحيات كبيرة للرواد
علي الشدي

 

تكريم مؤسسي الغرفة التجارية الصناعية في الرياض الذي تم يوم أمس الأول برعاية الأمير سلمان بن عبدالعزيز .. أمير منطقة الرياض والمواكب لتطور الغرفة خلال خمسين عاماً.. كان مستحقاً بامتياز؛ فالرواد بقيادة عبدالعزيز بن سليمان المقيرن - رحمه الله - كانت تضحياتهم كبيرة.. قد لا يدركها البعض فتأسيس غرفة الرياض الذي جاء متأخراً عن غرفتي جدة والدمام بسبب أن التجارة في الرياض كانت محلية.. ولم يكن للاستيراد نصيب كبير منها.. واجه عقبات استدعت أن يقوم المؤسسون بمقابلة المسؤولين في مواقع مختلفة وشرائح من المجتمع أيضاً لشرح أهداف الغرفة ونشاطها والتأكيد أنه لن يكون متعارضاً مع المعتقدات الدينية أو العادات الاجتماعية.. وانطلقت الغرفة بإمكانات محدودة جداً، وهنا بدأت التضحيات من الرواد بالتبرع من مالهم الخاص وإعطاء الوقت للفكرة الوليدة لضمان نجاحها، كل ذلك على حساب أعمالهم الخاصة التي كانت هشة مما يعرضها للتأثير عند غياب القائمين عليها في اجتماعات مطولة في شقة تقع في شارع الثميري.. ووصلت التضحيات بأول رئيس لمجلس إدارة الغرفة (عبدالعزيز المقيرن) إلى أن يشتري أرضاً باسمه، ويدفع كامل قيمتها ويضعها تحت تصرف الغرفة.. ثم ينقل ملكيتها للغرفة بنفس قيمتها الأصلية مع أن سعرها قد تضاعف تقريباً.. أما التضحيات الأخرى فهي أن الغرفة آنذاك لم يكن فيها وجاهة أو سفر أو وكالات تعرض على التجار.. فالوكالات الكبرى للشركات العالمية كانت في بيروت أو الكويت للمنطقة العربية كلها بما فيها المملكة.. ولم يكن في الغرفة وظائف لتوظيف الأقارب والأعزاء.. حيث كان عدد موظفيها ثلاثة أشخاص فقط، ولذا كانت عضوية مجلس الإدارة تكليفا في زمن التضحيات والفزعات.

ولقد قصدت أن لا أذكر الأسماء كلها لأنها نشرت في التغطية الشاملة لمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاماً.. ولذا اكتفيت بذكر رئيس مجموعة الرواد (عبدالعزيز المقيرن) الذي مثلهم جميعاً والذي كان بحق سابقاً لزمانه متفتح الذهن يستمع أكثر مما يتكلم.. فإذا تكلم أعطى رؤية واضحة.. يحترمها الجميع لأنها مدعومة بإخلاص ونزاهة وبعد عن المصالح الخاصة، فإذا لم تجد وجهة نظره القبول اكتفى بالانسحاب الهادئ دون الدخول في مشكلة مع الآخرين.

وأخيراً: أقول هذا الكلام عن الغرفة ومؤسسيها لأنني واكبت البدايات كأول مدير لتحرير مجلة (تجارة الرياض) التي تصدرها الغرفة، ولقد ظلت ذاكرتي تحتفظ بمواقف وتضحيات للمؤسسين الذين كنت أحاول إقناعهم بظهور صورهم أو نشر مقابلات معهم في مجلتهم، فكانوا يرفضون لقناعتهم أن الخدمة العامة المخلصة لا تجتمع مع حب الظهور، ومن هؤلاء: عبدالعزيز المقيرن وعبدالمحسن السويلم وصالح الحميدان وعلي الريس وعبدالرحمن المشعل - رحمهم الله جميعاً-.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد