Al Jazirah NewsPaper Wednesday  05/05/2010 G Issue 13733
الاربعاء 21 جمادى الأول 1431   العدد  13733
 
سامحونا
يا نصر.. فضلاً أعد المحاولة!
أحمد العلولا

 

قدم النصر مباراة كبيرة في لقاء الإياب أمام شقيقه الهلال الذي كسب التأهل لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بنتيجة لقاء الذهاب الأول!

حاول النصر ترتيب أوراقه فنياً ومن ثم استعان بالاتصال المباشر بصديق خارج الملعب من أجل تهيئة الفريق وإعداده نفسياً.. فكان لقاء اللاعبين بالداعية المعروف د. سلمان العودة الذي بادر إلى تحفيز الفريق والعمل على رفع معنوياته.. كان النصر متواجداً بقوة وحاول جاهداً مجاراة الهلال والمبادرة في تسديد فاتورة الجولة الأولى.. لكن محاولاته ظلت متعثرة وعلى طريقة «فضلاً أعد المحاولة مرة أخرى»!

ربما كان الرصيد لم يكن كافياً هذا الموسم.. فخرج من الموسم بلا (حمص).. وكان منافسه الهلال الأجدر بالتأهل طرفاً مبكراً للنهائي الكبير!

ننتظر تواجد مشرف للنصر في الموسم المقبل..

هنيئاً للهلال حضوره في كل النهائيات..

ومبروك مقدماً للفائز بكأس خادم الحرمين الشريفين.

وسامحونا!

نواف وحديث العقل والمنطق!

هذا الشبل من ذاك الأسد!

هذا هو الأمير نواف بن فيصل يذكرني دائماً بفقيد الشباب والرياضة العربية الأمير فيصل بن فهد غفر الله له.. الساكن في قلوبنا.. والذي نشعر في كل زمان ومكان أننا لم نفتقده.. هو في الضمير والوجدان.. نستذكره بفكره وحضوره المشرف ومواقفه الرائدة الإيجابية التي تزرع وتنشر أجواء المحبة والسلام.. وترفض المشاحنات والمهاترات وتنبذ التعصب وإشاعة الخلاف والكراهية وسط مجتمع الشباب الرياضي العربي!

تحدث نواف بن فيصل لبرنامج مساء الرياضة.. فكانت كلمة العقل والمنطق والدعوة للحوار الصادق البناء وتهدئة النفوس.. ومن ثم التوجه بالسير قدماً لخلق رياضة تنافسية من دون الخروج على الروح الرياضية!

إذا غاب فيصل بن فهد بجسده.. فإنه حاضر بنواف الذي يسير على نهج ومدرسه والده وبما يقدمه من دور بناء وفكر خلاق.

.. وسامحونا!

تعاون التويجري والحبيب!

كنت ضمن مجموعة رياضية تبحث وتتحاور عن دوافع انتماء عدة شخصيات اجتماعية للأندية... الكل أدلى بدلوه وبما يفكر جسد ويعتقد به.. تنوعت الآراء وتعددت.. كان هناك شبه إجماع على أن المبرر في الموضوع يعود بالدرجة الأولى لبحث هؤلاء الداعمين مالياً للأندية عن الشهرة والأضواء!

تدخلت أخيراً بعد أن صمت الجميع فقلت: بحكم خبرتي المتواضعة.. هناك من تلك الشخصيات من تضع الشهرة الإعلامية في آخر اهتماماتها.. لكنها تؤمن بقيمة رسالة المشاركة في خدمة المجتمع من خلال الأندية.. وقد ضربت عدة أمثلة.. هذا الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم الخضير أحد أعيان منطقة القصيم يدعم أندية المنطقة من دون النظر لأي مردود إعلامي.

وقلت أيضاً بالتزامن مع مناسبة صمود التعاون لدوري زين للمحترفين.. أذكركم بشخصية حمد بن علي التويجري -رحمه الله- الذي كان رئيساً لهيئة أعضاء شرف التعاون.. وبرغم إقامته الدائمة بالرياض إلا أن (قلبه) و(روحه) مع التعاون الذي أحبه بصدق وإخلاص منقطع النظير.

كان (رجل) كل المواقف في السراء والضراء إلا أن توفاه الله في حادث سير أثناء عودته من القصيم للرياض في الخامس عشر من رمضان 1417هـ.. وفي عهده صمد التعاون مرتين.

كان رحمه الله دينمو التعاون المتحرك وربان سفينة سكري القصيم.. يدفع من ماله بسخاء غير طبيعي.. ولا زلت أتذكر في زمن شح المادة عند الأندية.. كيف تعاقد مع طاقم جهاز فني من فرنسا.. ربما كان الأجنبي الجنسية الأول الذي عمل في منطقة القصيم.. وكان على نفقته الخاصة.

هنا أقترح على الأسرة التعاونية في خضم أفراحها بالصعود المبادرة والتخطيط لرسم برنامج عمل شامل ومتكامل يستهدف إحياء ذكرى شخصية حمد التويجري وتسليط الضوء عليه لكي يتعرف عليه أبناء الجيل الحالي وذلك من خلال إحياء ندوات وإقامة أمسيات ومسابقات توعوية تخلد ذكراه العطرة ولنرسم صورة مشرفة من صور الوفاء وتقدير الجميل لمن أفتى عمره وجهده وماله لناديه.. أقول يمكن إعداد مشروع الخطة من الآن على أن يتم تنفيذها خلال شهر رمضان المقبل وسأكون -إذا كنت ضمن الأحياء- على أهبة الاستعداد للمشاركة إيماناً بالتضحيات الجسام التي قدمها حمد التويجري الذي -وللأسف- لم أكن على معرفة به.

لكن الصديق الوفي ياسر قلوب التعاونيين نائب رئيس هيئة أعضاء الشرف ياسر الحبيب والذي حدثني عن الراحل كثيراً.. سألت ذات مرة الحبيب عن سبب ارتباطه الوثيق بالتعاون -رغم إقامته الدائمة بالرياض- فقال: لن أخفيك سراً.. كان الخال حمد التويجري تحديداً.. هو من قدمني وعرفني بالتعاون.. فضلاً عن تواجدي في مجلس الوالد والالتقاء أكثر من مرة برئيس وأعضاء الإدارة بهدف بحث شؤون وأحوال النادي.. لذلك وجدت نفسي منذ سن مبكرة (تعاونياً).

من جانبي لم أستغرب تلك الوقفة الصادقة لياسر الحبيب.. وهو بالمناسبة لمن يعرفه أو لا يعرفه (اسم على مسمى).

وما دعم خزينة النادي بعد الصعود بمبلغ نصف مليون ريال دفعة واحدة.. وليست (بالتقسيط المريح).. هذا الدعم الذي يأتي امتداداً لإسهامات سابقة.. إنما يكرس لغة الانتماء الحقيقي دون التفكير بالمردود الإعلامي الذي ينتظره من يدفع خمسة أو عشرة آلاف!!

لقد تلقيت عدة اتصالات ورسائل قصيرة تثمن تلك المواقف التي تشهد على الدور الإيجابي لياسر الحبيب.. وأتوقف أخيراً عند هذه الوقفة الإنسانية له.. فقد سارع في غمرة أفراح التعاون لسداد ديون مستحقة على أحد أعضاء التعاون وهو محمد البقيشي الذي انتقل إلى رحمة الله.. وتلك كانت مبادرة رائعة تسجل في رصيده بإذن الله يوم لا ينفع مال ولا بنون..

وسامحونا!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد