Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/05/2010 G Issue 13734
الخميس 22 جمادى الأول 1431   العدد  13734
 
حيوانات في الأخبار
علي الخزيم

 

وسائل الإمتاع المباح متعددة ومتاحة وبأرخص الأثمان، وليس من الضرورة البحث عن متعة تستدعي الجهد والمال الكثير، فيكفي الإنسان هنيهات من المرح البريء مع نفسه أو بمشاركة التلفاز الذي يقدم رسوماً متحركة فيها من الإبداع والتربية الشيء الكثير، ومن الوسائل التي أجد فيها متعة قياسية قراءة صفحات المنوعات في الصحف المحلية والأخبار الطريفة، ومما تستجمعه الذاكرة ما يتعلق بالحيوانات ونوادر أخبارها التي يمكن أن تستنبط منها أن هذه الكائنات تملك حساً رقيقاً ودفقاً من المودة والرحمة لا يستهان به، بل ربما تعلم منها (الإنسان) دروساَ، أبدأ بمثال ليس من الصحف، ذلك أننا في اجتماع الأسرة في إحدى أُمسيات نهايات الأسبوع نتمتع بالشواء في فناء المنزل والرائحة تجتذب قططاً حولنا ويقدم لها الأطفال واجب الضيافة، ولفت انتباهي أن إحدى القطط تأكل ثم تنظر إلى أعلى السور ولم أتبين الهدف بين الأشجار، ودفعني الفضول للمتابعة وإذا بها تأخذ بين أسنانها قطعة لحم وتصعد بها وتقدمها لقطيط يبدو أنه يعاني من مرض أو إصابة في عينيه، موقف معبر؛ أليس كذلك؟! وقرأت في (الرياض) 21/ فبراير الماضي أن هراً قد احتضن ورقد على بيض دجاجة أهملت بيضها حتى فقس، ولا تسيئوا الظن به فقد كان وفياً ولم يلتهم أي صوص، ولم يطلب أي مكافأة، وكنت أظن أن الخبر سيقول إنه كتب الصيصان في اسمه بسجل العائلة. فقد سجل هذا القط مفهوماً معاكساً لما عرف عن فصيلته فهل يفسر هذا بأنه خلل عقلي أم أنها نخوة (القطوس) كما يسميها أهل تونس؟!

وفي (الجزيرة) قرأت ذات يوم نسيت تاريخه أن ثوراً قد انتصر لنفسه من ظلم عامل بالمزرعة كان يوجعه ضرباً ليجبره على أمر ما، وقيل إن العامل قد لقي مصيراً مؤلماً، وربما يتذكر القارئ خبر السفينة التي تحمل أجناساً من الحيوانات من بقر وغنم وخيول بالآلاف وقد غرقت في المياه اللبنانية قبل بضعة أشهر، ولم أقرأ شيئاً لصالح الحيوانات التي لاقت حتفها قبيل الاستمتاع بالمرابع اللبنانية الزاخرة، بل إن اللافت أن ما كتب كان حول التدابير لمنع تلوث وتسمم المياه حول المرفأ بسبب تحلل أعضاء الحيوانات، وكنت أميل جداًَ لعكس ذلك إذ إن أسماك البحر وكائناته الأخرى باختلاف أحجامها حتى المجهرية منها ستكون كفيلة بتنظيف البيئة البحرية من تلك الشوائب ماعدا القليل مما لن يكون في حساب المخاطر.. فإذا كانت سحب الرحمة لابد أن تظلل الحيوانات بقدر حقها علينا، فما بال أطفال ونساء وغيرهم يحرمون منها، بل إن الأخبار تؤكد وقوع العنف المتعمد ضد أطفال أغض من الورد في بواكير الصباح الندي.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد