Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/05/2010 G Issue 13734
الخميس 22 جمادى الأول 1431   العدد  13734
 
مهارة في جلد الذات
إبراهيم موسى

 

نحن في المنطقة العربية أكاد أجزم بلا استثناء أننا ماهرون جداً في جلد الذات والنقد بعبارات قاسية لأنظمتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي قوامها في المقام الأول هو نحن الناقدين.

انظر في مطالعتك للصحف اليومية والقنوات الفضاية والإنترنت إلى كم المشكلات المعروضة والانتقادات الساهمة الصارمة ثم قارن ذلك بمساحة بل بمساخة المعروض من حلول للمشكلات أو تفسيراتها وتحليلها والبحث عن أسبابها العميقة الراسخة لا ظواهرها التابعة الواضحة، سوف تأتي لاستنتاج بسيط ومنطقي أننا نحاور ذاتنا ونستعرض ثقافة زائفة مزعومة لا هي موثوقة ولا مدعومة. المتأمل في موازنات دول العالم الأول يرى دون عناء أنها موجهة إلى التعليم والدواء أقصد الصحة وهما بيتا القصيد. في عالمنا الثالث - لأنه بلا فخر لا ثمة عالم رابع - أجدادنا لوقت قريب ربما في ثلاثينيات القرن الماضي أي منذ ثمانين سنة كان معظمهم غير متعلمين لكنهم اهتموا بتعليم أبنائهم، فنتج جيل متعلم أنار ظلام الجهل وأثر في الغريب قبل الأهل، وإذا انخفضت نسبة الأمية التي ما زالت في بعض دولنا تدانى ثلث السكان انخفض نتاج ذلك إنتاج الأطفال لآباء أميين. وإن حقيقة وعظم أهمية مشكلة الأطفال لآباء أميين أو متعلمين غير مثقفين أنهم ينشئون في بيوت خالية من الكتب سوى كتب المدرسة التي ينظر إليها على أنها سبيل الشهادة التي تقود إلى الزوجة والمستقبل الوظيفي فيتخرج الطالب لا يعلم عن نفسه ولأن عن من حوله شيئاً.

نوعية وجودة التعليم لا تأتي فقط بالمحاكاة والتقليد ولكن بالفكر والتجديد، فإن ما ينطبق على الآخر لا ينطبق بالضرورة علي، آخذين بعين الاعتبار أن التعليم لن ينصلح حاله طالما لم يعتمد على أسلوب البحث العلمي في المقام الأول والذي يرتكز على دراسة الواقع والإمكانات ومن ثم المنهج والطالب والمعلم بالترتيب المذكور لأن المنهج هو المعرفة، فأي معرفة نريد؟ لأي اتجاهات توجه؟ وهذا المنهج لابد أن يرتبط بالحياة اليومية للمتعلم ويدفعه للتفكير والإبداع لا الحفظ والانصياع، وينبغي وضع برنامج إجباري لأولياء أمور الطلاب ركنه الأول تصحيح مفاهيم من لا يعلم منهم وتحويلهم من ثقافة الحفظ والتلقين لنيل درجات لا تعبر عن واقع إلى ثقافة الفهم والتحليل والمهارات والإبداع.

الطالب: هو المتعلم والذي يجب إعداده وتوجيهه وفقاً لإمكاناته وقدراته ومن ثم تحويله تدريجياً من متلقٍ خامل إلى متعلم متفاعل ينظر إلى العملية التعليمية لا على أنها سويعات تفضي بين جدران المنشأة التعليمية، وإنما تتعدى ذلك إلى إدمان التأمل واعتياد المهارات التعليمية والإبداع والربط بين مختلف المواد المتعلمة في رؤية واضحة جلية تنظر للتعليم على أنه هدف حياتي مستمر لا ينقطع لا بالذهاب للبيت ولا بالتخرج. أما المعلم: فهو القائد والرائد الذي لابد أن يعي أنه هو معلم كل المهن، فهو معلم الطبيب والمهندس والمحاسب والضابط وكل المهن، فله دور مهم وله الثناء وعليه أن يجهز نفسه ويطور إمكاناته بما يلائم المنتظر منه والمتوجب عليه ويضع نصب عينيه أن يفعل ذلك كله بهدف أول ونهائي ألا وهو ابتغاء مرضات الله.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد