Al Jazirah NewsPaper Friday  07/05/2010 G Issue 13735
الجمعة 23 جمادى الأول 1431   العدد  13735
 
للرسم معنى
لماذا.. الاستقالة؟
محمد المنيف

 

لم أتلق اتصالات أو رسائل في الجوال أو على بريدي الإلكتروني بحجم ما تلقيته بعد إعلان استقالتي من مجلس إدارة جمعية التشكيليين، البعض منها مستاء والآخر مشجع (طبعاً ليس ضداً للجمعية) والبعض متسائل عن الأسباب.

والواقع أن قضية الاستقالات التي لم أكن أول المستقيلين ولا آخرهم ولكني من الذين يرون فيها الكثير من الأسباب منها المعلن ومنها الخاص، لذا يتطلب ألا تكون الاستقالة فرصة لنشر الغسيل، وأنا مع مايتوقعه الكثير عند إعلان أي شخص استقالته من مجال عمله؛ فالاستقالة عكس التقاعد يحمِّلها البعض الكثير من الشكوك وتطرح التساؤلات، هل حقاً هو المستقبل، أم أنه مقال، ولماذا استقال من مهمته، ولماذا لم يتحمل أي أعباء في سبيل خدمة مجاله..؟؟، هذا كله في الحسبان وأنا هنا أحببت أن أوضح بعض الأمور وأشير إلى أنني قدمت استقالتي بقناعة تامة دون أي مضايقة أو مطالبة وجاء في الخبر الذي لفت أنظار التشكيليين الأحبة أنني استقلت لأتفرغ للكثير من المهام الخاصة التي تصب في النهاية في نهر الفن التشكيلي منها العمل الصحفي الذي شرفت به من الأستاذ خالد المالك وعلى مدى سنوات تصل إلى الثلاثين عاماً إضافة إلى التزامي من فترة طويلة مع أفراد لإنجاز أعمال فنية لهم، واتفاقات مع صالات عرض لإقامة معرض شخصي أعود به للساحة بشكل أكثر عدداً من الأعمال التي لم تعد تظهر للآخرين إلا بشكل متقطع والتفرغ لجمع شتات مقالاتي التي نشرت بالجزيرة لأساهم بها في جانب الإصدارات التشكيلية المحلية.

وإذا عدت لعنوان الزاوية.. لماذا الاستقالة.. ومتى..؟ فإنني أرى أن هناك الكثير من الإجابات التي بالإمكان أن تقنع من يطرحها.. عن لماذا..؟ فقد أشرت إليها وغيري كثير ساروا على هذا النهج مع ما يمكن أن يتبع من أسباب إما لعدم رضا عن النفس والإحساس بالتقصير أو أن هناك محبطات وعوائق توقف تقدمه وتشل تفكير الراغب في الاستقالة لأي نشاط مستقبلي يخدم مجاله، أما عن متى يقرر الاستقالة؟ فهذا محكوم بما يراه مناسباً أو أنه لم يعد في وجوده ما يخدم به المكان والعمل وأنه قدم ما لديه من قدرات فيما كلف به، أشياء كثيرة لا يمكن حصرها ولدى غيري منها الكثير.

أما ما أحب أن أشير إليه هنا هو أن جمعية التشكيليين لم ولن تكون معتمدة على شخصي أو على بقية الأعضاء الحاليين فلكل زمان دولة ورجال ونحن وغيرنا ممن ساهم في إثراء فكرة تأسيس الجمعية وفي مقدمتهم من كان خلف إقرارها رسمياً ولا أنسى هنا الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام السابق الذي يعود له الفضل بعد الله في أن حقق للتشكيليين أمنيتهم ومطلبهم الحضاري كما يقول أبو بشار رئيس التحرير حينما كنت أتحدث معه عن هذا الحلم قبل تحقيقه فيقول إن لكم الحق بالمطالبة بجمعية مستقلة كمطلب حضاري لا يختلف عليه اثنان.

أرجو أن لا يضع الأحبة التشكيليون الكبار سناً وخبرات أو الأجيال القادمة أن أي اختلاف أو اعتذار عن العمل في الجمعية يعني توقفها أو أن هناك ما يشكك في إمكانية نجاحها فبين ظهرانينا وفي ساحتنا التشكيلية من هم أقدر وأكثر حرصاً وتفانياً في خدمة إبداعهم ولم يعد هناك الآن إلا أن تنطلق الجمعية بما وعدت به من ميزانية في قادم الأيام وتحقق الأهداف وتنهض بالإبداع التشكيلي السعودي الذي أسست له أقسام وكليات في جامعاتنا للجنسين لدعم الموهوبين ومساندتهم في أي مكان نكون فيه، مشيداً بكل الجهود التي بذلت من قبل أعضاء مجلس الإدارة في جلسات المجلس الأولى التي وضعت القاعدة الأساسية لمسيرة الجمعية ستجد فيها المجالس القادمة ما يسهل مهمتها بإذن الله.

في الختام أشكر كل من اتصل أو أرسل إيميلاً أو علق على الخبر، مؤملاً أن نكون دائماً في خدمة الوطن ومبدعيه.



monif@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد