Al Jazirah NewsPaper Friday  07/05/2010 G Issue 13735
الجمعة 23 جمادى الأول 1431   العدد  13735
 
لما هو آت
عطفاً على: (كثر السرّاق في حياتنا)
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

ولأن السارقين كثر؛ فقد رأيتُ أن على الإنسان أن يعنى بما لا يُسرق منه..

وقد كنتُ نشأت أبنائي، وطالباتي، على العناية بما في عقولهم وقلوبهم..

ولئن كان القلب عقلاً، وإن العقلَ قلبٌ، فإن أول ما على المرء العناية به، وتعهُّده فيه، هو إيمانه، ومعتقده، حتى يبلغ فيهما يقينية الفعل والقول..

ولا قيمة لمخلوق بشري على الأرض إن لم يكن يدرك قيمتهما، وما فيهما، عقله وقلبه.. فتفقُّه المرء من إعمال عقله فيما يحرك قلبه، ومقاربة قلبه لما في هذا العقل..، على أن العلم أول موارد التغذية، والتفكر بوصلة الاختيار، وصانع الرجاحة، ومقود المسؤولية، ومن ثم مبتدأ التكليف..

والعناية بكل هذا مدار القرار، ومنطلق الإعمال، ومقود السَّكَنة والحركة في إطار من أهداف لا حيادية فيها بين أخذ مثمر مجد، مع عطاء طامح مستزيد، وبين الوقوف على شفا حيرة وتردد، بل ميل وانجذاب كامل للإثمار والإعمار، بخلوص من التردد، وشحذ ثقاب التحصيل والإثراء، بالغرف من معين الفطرة، وبحر المقدس، وامتثالاً لهديه؛ فيخفق القلب بما يُثرى، ويمضي العقل بما يُدرك.. فتظهر الأعمال المشرقة، وتنطق الأقوال المقنعة،.. وهذا الذي لا يُسرق من الإنسان، بينما هو برهانه على الأرض، ومُنتَجه يوم العرض..

فهل السراق قادرون على سرقة ما في العقل والقلب حين يكونان على يقينية معصومة، وقناعة مانعة شافعة..؟

وليأخذ السارقون بعد ذلك ما يشاؤون، حين يحمل المرء على آلة حدباء، ليس في مطمعهم منه إلا جسد ما يلبث أن يتحول تراباً..



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد