Al Jazirah NewsPaper Friday  07/05/2010 G Issue 13735
الجمعة 23 جمادى الأول 1431   العدد  13735
 
رعاية الأمير (سلمان) وشريط الذكريات
د. إبراهيم بن عبد الله السماعيل

 

رأيت وجه صاحب السمو الملكي الأمير (سلمان بن عبد العزيز آل سعود) وجهًا يفيض بالبشر قد علت محيّاه ابتسامة صادقة، ابتسامة الأب لأبنائه، ابتسامة المعلم لتلاميذه، ابتسامة المربِّي لمن يتربّون من هديه، ابتسامة رأيتها هذه الأيام في صورة سمو الأمير المشرقة في الدعوة الصحفية لحضور رعاية سموه الكريم (حفل تخريج الدفعة الـ54 لطلاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) رأيت تلك الابتسامة فذكرت ابتسامة مماثلة من سموه قبل ثمانية عشر عامًا!

ذكرت يوم أن شرَّفنا سمو الأمير سلمان -حفظه الله- لرعاية حفل تخرج الدفعة التي كنت فيها ضمن خريجي مرحلة (البكالوريوس) عام 1413 ه ليلة بالنسبة لنا نحن الخريجين لا تنسى، فقد سرنا مسيرتنا أمام سموّه حسب ما رتّبت لنا الجامعة، ولبسنا (البشوت) التي اختارت لنا الجامعة، وكان فخرنا ب(بشوت) الجامعة الحاملة على صدرها شعار الجامعة! كان شعورًا لا يكاد يوصف.

مسيرة منظّمة، وتحرّك مدروس، وخطوات محسوبة، وارتباك لا يمكن أن أكابر فأخفيه! ولكننا وما أن انتهى الحفل (الرسمي) بكلماته وفقراته، وتوزيع شهاداته، ما أن انتهى ذلك كلّه إلا ووجدنا أنفسنا -معاشر الخريجين- بين يدي صاحب السمو الملكي الأمير (سلمان بن عبد العزيز) راعي الحفل ذلكم العام، وقفنا أمام الأمير، وبين يديه، وخلفه، وعن يمينه، وعن شماله، حتى أصبحنا نتدافع للقرب من سموه الكريم - بعفوية الشباب تلك الأيام - وذلك لالتقاط الصور التذكارية مع سموه الكريم، والحق أننا ربّما تجاوزنا بعض الحدود في عملنا ذلك رغبة منا في القرب ممن القربُ منه شرف وفخر!

وأثناء محاولات كل خريج منّا أن يكون الأحظى بالقرب والأقرب بالحظوة من الوالد الحاني والدنا (سلمان)، أثناء ذلك تدخّل معالي الجامعة - آنذاك - الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي - ذكره الله بخير - تدخل معالي المدير بقوله العفوي «شوي شوي يا شباب أبعدوا عن الأمير» طلب منا ما كان نتسابق إليه! ولم ينقذنا من حرج عدم الاستجابة لمعالي المدير المهيب، لم ينقذنا من ذلك الموقف المحرج والطلب غير المحبب إلى نفوسنا، لم ينقذنا إلا البلسم الشافي والحنان المتدفق الذي سمعناه من عبارات صاحب السمو الملكي الأمير (سلمان) حين قال: «خلّهم يا ابن تركي يصورون ويستانسون»، وما أن سمعنا هذه الكلمات حتى زادت حماستنا في القرب من سموه، ولا سيما والأمير الوالد قد ما قال وهو يشير بيده نحونا أن اقتربوا، ويحاول -مشكورًا- أن يوسِّع لنا في المجلس!

ذكرتني الدعوة لرعاية حفل (1431هـ) بمواقف رعاية عام (1413هـ)! شكرًا سمو الأمير سلمان على الشعور الأبوي، وعلى قراءة نفوس الخريجين، وعلى تفهّم مشاعرهم، وحدود طموحهم، وغاية مرادهم ليلة التخرّج!

إنَّ أهم ما يهمنا تلك اللحظات أن تبقى لنا ذكرى الوقوف مع تلك القامة الشامخة البنيان الأمير (سلمان)! نرضي طموحنا بالقرب من سموه ولو أغضبنا صاحب المعالي!

يا صاحب السمو، أيها الأمير المحبوب، إننا مع مرور الأعوام لا نزداد لكم إلا حبّا وتقديرًا، واعترافًا بفضلكم، وإقرارًا بجميل صنيعكم، إلا أننا لا نجازي معروفكم وتتابع أفضالكم علينا إلا بالدعاء لمن يعلم الغيب والشهادة، فلا حرمكم الله ما نرفع إليكم من دعوات السجدات، وصادق الاستغفار حيث هدوء الأسحار، وبحفظ الله دمتم.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد